منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةعامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

عامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب   عامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالإثنين سبتمبر 10, 2012 2:53 pm

49

الفصل التاسع

حالما ذكّرها تيرني بأنها لم تعد متزوجة ألقت ليلي بالبطانية الملونة جانبا واندفعت مذعورة من الأريكــة توقعت أنه يحاول أن يبقيها بجانبه، ولكن جراحه منعته من الحركة بتلك السرعة.احتال فقط لكي يقـــــف بصورة قلقة فقال" ليلي-----"
- لا، أصغ يا تيرني . بالرغم من أنه لم يمسّها، فقد مدّت يدها لمنعه من المحاولة فقالت له " أن ظروفنـا الحالية مقلقة بما فيه الكفاية بدون-----"
- مقلقة ؟ أنت مقلقة ؟ الا تشعرين بالأمان معي ؟
- أمان ؟ نعم بالطبع. من قال أي شيء عن الأمان ؟ أنه فقط ...."
- ماذا؟ قوّس حاجبيه في سؤال صامت ، ترك السؤال معلّقا هناك .
- كنّا نفوز بالشخصية في الوقت الذي كنّا فيه هنا . يجب أن نتجنّب ذلك . دعينا نترك كل شيء شخصي لوحده ونركز على المسائل العملية. ( كان على وشك الجدال ). لكنها أضافت كلمة من فضلك التي لطّفت نبرة صوتها. وافق على مضض قائلا" حسنا، دعينا نكون عمليين. هل أنت مستعدة للخطّة ؟
- مثل ماذا ؟
- صيد الزبّال . "
أقترح تفتيش الغرف ليرى فيما إذا كانت قد نسيت أي شيء حينما نظفت القمرة في وقت سابق. قال أنه سيبدأ في المطبخ. أخذ يعرج مبتعدا عن ذلك الاتجاه .
- نادته. تيرني ؟
- عاد إلى الجوار قبل أن فقدت أعصابها أو تحدثت مع نفسها في حيرة، سألته"هل التقيت معهما مؤخراً ؟
- عبس بشكل ساخر فقال من ؟
- أبنتي الكلية اللتان كانتا في سيارة الجيب يستجديان المتاعب.أنا رفضت دعوتك للشرب هل علّقت معهما؟
- نظر إليها نظرة طويلة مدروسة ثم استدار وواصل إلى المطبخ.فقال"سأرى ماذا يمكنك أن تجدي في غرفة النوم والحمّام ؟
- وهبت غرفة النوم ثلاثة دبابيس مستقيمة وجدتها ملتصقة بشق في مجرة المكتب فقدمتها إلى تيرني قائلة" تلك هي عدا صرصارين ميتين تحت السرير. أنا تركتهما هناك .
- قال بنصف دعابة" قد نحتاجهما للبروتين." أما هو فقد وجد شمعتين باهتتين ومشوهتين ولكنها ستكون
في متناول اليد إذا أنقطع التيار الكهربائي . كانتا على فكرة خلف المجرة الأخيرة لمنضدة المكتب.
كان متكئا بثقل على حاجز المطبخ، غرست يداه على سطح الصوان بثبات . عيناه مغمضتين.
- قالت له " يجب أن تضطجع .
- لا ، أنا على ما يرام، قالها وهو يغمغم بذهن شارد كما انه فتح عينيه .
- أنت على وشك أن تنقلب. "
- فقط موجة أخرى من الدوار. مشى بشكل مائل إلى أحد الشبابيك تاركا الحاجز وأحاط بالباب من الأمام ثم
دفع الستارة جانبا فقال" كنت أفكر."
- انتظرت ليلي لتسمع فكرته ولكنها ينتابها شعور سيء نحوها قبل ذلك . قال هو" لو أتى الثلج بعد هــــذا المطر الثلجي والمطر المتجمّد. كان من المحتمل أن يكون موقفنا أكثر خطورة في هذا الارتفاع.أنـا قلـــق حيث أن حوض غاز البروبان سيفرغ وهذا يعني أننا سنحتاج إلى وقود.
- عاد إلى الغرفة فقال" على الرغم من أنه أكثر أمان بشكـل جزئي إلا أنني يجـــب أن أذهـــب إلى السقيفة وأستعيد ما يمكنني استعادته من حطب.
- نظرت من خلف كتفه إلى الشباك ثم عادت إليه فقالت" لا تستطيع الخروج إلى هناك! لا تستطيع أن تقف
دون أن تفقد توازنك. لديك رجة في دماغك."
- والذي لا يهم لو نجمد حتى الموت .

50




- سننسى الموضوع . لن أسمح لك بالخروج."
- أبتسم من تزمتها قائلاً" أنا لم أطلب منك رخصة يا ليلي. سأذهب "
- وبينما شعرت برغبة في نفسها أن تتطوع وتذهب تراجعـــت عنــد فكــرة وضع قدمها خـــارج الأمـــان والدفء النسبي للقمرة.
- نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل قائلا" أنت لا تستطيعين أن تحملي بما فيه الكفاية من الحطب لأحداث الفرق.
- قد لا أكون قادرة على آدمالكثير ولكن لدي القدرة أكثر منك لأمسك. بالإضافة إلى أن جزمتيك مبللتين فقد تصاب بعضّة برد. أنا الوحيدة التي علي أن أذهب .
- تجادلا حول الموضوع لمدة خمسة دقائق أخرى ولكن بصرف النظـر عن جدالهمــا أصبحت أطالت الوقت ضد الفكرة التي كان يتهيأ لتنفيذها . فسألها قائلا" هل هناك أي شيء في السقيفـــة يمكنني أن استخدمه مثل زلاجة ؟ شيء ما لتكديس الحطب مع طول الحاجز ؟ "
- قامت بجرد ذهني سريـع ثم هــزّت رأسها. فقالت" لسوء الحـظ أنا ودوتش أزلنـــا كــل شيء عــدا بعض الأدوات الأساسية.حالما تدخـل يوجـــد إلى يمينك صندوق شطرنج خشبي كبير استخدمناه كصندوق أدوات فقد تجد شيء ما مفيد فيه. هنالك فأس أيضا يجب أن تعيده."
- حالما أجتاز درجات الشرفة أميل عن ذلك الطريق،صحيح؟أشار إلى الاتجاه العام قائلاً"صحيح؟ أي شيء بين يجب أن أحترس منه من هنا إلى السقيفة ؟ جذع شجرة ، مجرى، صخرة ؟
- حاولت أن تتذكر أي عقبة محتملة في الطريق فقالت " أنا لا أعتقد ذلك ، أنها طلقة مستقيمة جداً ولكن حالما تعبر الأرض المقطوعة الأشجار وفي الغابة ....."
- قال بتجهم " نعم . ستكون أكثر فظاظة ."
- كيف سترى ؟
- أخرج مصباح ومضي صغير من جيب معطفه.
- لا يبدو الوثوق فيه كل الثقة. ماذا لو نفذت البطارية ؟ فقد تضيع ."
- لدي الحاسة السادسة بالنسبة للاتجاه . لو استطعت أن أرى جيدا وبما فيــه الكفايــة لأذهــب بنفسي إلى هناك،سأكون قادرا أن أجد طريق عودتي . ولكن إذا انطفأت مصابيح القمرة في الفترة التي أنا فيه لست هنا---" أتوقع ذلك في أي وقت. فالجليد فوق خطوط الكهرباء .
- أومأت بالموافقة فقالت" إذا قطعت القوة الكهربائية سأشعل لك أحـــدى الشموع وأضعها في الشباك ."
ولكن ليس لدي أي ثقاب ."
- أخرج صندوق ثقاب من الجيب الآخر للمعطف وأعطاها لها قائلا"ضعي الثقاب والشموع سوية بحيث أنك تعلمين أين هي لو احتجت إليها . وعلى حين غرة أصيبت بالجنون حول ما إذا كان على وشك أن يفعل .
- أعد التفكير في هذا من فضلك يا تيرني. يمكننا أن ناحبر الأثاث ونحرقه. رفوف المكتبة، منضـدة القهوة، أبواب القمرة.سيتم إنقاذنا قبل أن نستنفذ الوقود.وقد يدوم أمد غاز البروبان أطول مما نتوقع.أنا لا ارغب بأن تخاطر فيها. بالإضافة إلى ذلك لا معنى من تحطيم القمرة مـا لم نكن مجبرين على ذلك من غير ريـب.
- سأكون على ما يرام. سأشق طريقي على نحو أسوأ.
- خلال العاصفة الثلجية ؟
- لم يرد عليها في الوقت الذي تناول قبعته.وعندما تناولها قال وهو يئن بِكُرْه قائلاً "أنها متيبسة من الــدم الذي جف عليها. هل تمانعين في أن استعير منك بطانية الملعب ؟ "
- ساعدته على تشكيل غطاء رأس كما فعل لها في وقت سابق،ثم أصبح جاهزا.وفي محاولة جــدل أخيـــرة قالت له" لا يفترض على الناس في الصدمات أن يجهدوا أنفسهم. يمكن أن تقوم حاستك السادسة بتعتيم الاتجاه وتخذلك وقد تضيع طريقك أو تنحرف إلى منحدر صخري شاهــق أو تتيه وتتجمــد حتى الموت."
- قال" نحن الذين على وشك الموت.....ثم أدى لها التحية . "
- لا تمزح. "
51



- قال" أتمنى لو كنت كذلك." أدار وشاحه إلى النصف السفلي من وجهه ووصل إلى قبضة الباب. ولكنـه بعد أن مسكها تردد واستدار عائــداً ، ثم سحبَ الوشاح إلى أسفل فمه قائلا" سوف لن أجعلهــــا خلـــفي، سأكرهها كالجحيم حيث أنني لم أقبّّلك. كانت عيناهُ كزرقةِ اللّهبِ،واحبالب اللّبِ.حملا نظرتها وهـــو يعيــد الوشاح فوق أنفه.حينما فتح الباب،كانت هبّة الهواء الجليدي مثل صفعة في الوجه على مقربــة مـــن ذلك القصير الأجل.سحب الباب وسدّه بأحكام حالما أنزلق منه.اندفعت ليلي إلى الشباك وأعادت فتــح الستـــارة وأنزلت له المصباح من بين ألواح الزجاج واستـدار فأعطاهــا أشـــارة بإبهامـه تعني رائع لتفكيرها فيـه. ذهبت إلى الشباك الآخر وفعلت نفس الشيء وكوبّت يديها حـــول عينيهــا فشاهدتــه مــن خــلال الزجــاج المتجمّد.وبكل خطوة يخطوها يغرس قدمه بعناية ويتأكد من أساس القدم الصلب تحتــه قبل أن يضع ثقلـه كاملا عليه.تظم الشبابيك وقاء للمصابيح في السقيفة فوق المنطقة التي تقع أمام القمرة مباشرة،ولكنهـــا لا تمتّدُ بعيداً وفي النهاية سار تيرني خارج مداها . مسحت ليلي الضباب الناجم عن تنفسها على الزجــاج البارد بنفـــاذ صبر.رأت شعاع ضعيف من ضوء واهن يتذبذب بشكل غريب في دوامة المطر.ولم تعد الحال ترى حـتى ذلك الضوء. ******
وجدا كول هوكنز في نفس المكان الذي وصفه وز.كان في عمق الغابة حيث ينتهي الطريق الترابي بجدار من صخرة صلبة ارتفاعها مئة قدم. أندست أسفل وجه الجبل.فالبناية ذات طابق واحــد بلا شبابيك وفيها كل تفاصيل الهندسة المعمارية لصندوق المفرقعات النارية . وفي منتصــف واجهــة البناء المستويــة باب
معدني مثقوب ومصباح أصفر ثبت في تجويف كهربائي فوقـه مباشرة.وكانت هنالك ثلاث شاحنات صغيرة واقفة أمام البناية. ويمكن أن تحكم من عمق المطر نصــف المتجمّد على الزجــاج الأمامي لتلك الشاحنات بأنهم كانوا هناك منذ فـترة وجيزة . وضع دوتش سيارته البرونكو في حيلة على مسافة تزيد عــن ميلين على طريق ضيق ومظلم وغادر ليصل إلى هناك،كانا في مزاج مشااحب عندما دخلا هو ووز إلى الداخــل. الضوء معتما والغرفة ضبابية من الدخان ونتنـة مثل رائحة الصوف المبلل والزيــت المحروق.خطيا فوق رذاذ من عصير التبغ على الأرضية وهما يشقان طريقهما نحو حانة صغيرة لتقديم الطعام والشراب مــــع طول الجدار البعيد.
- قال دوتش بدون أية مقدمات" كول هوكنز . "
- هــز عامــل البار رأســه ذو الشعــر ألدهني اللزج مشيراً لهما إلى الزاوية. كان هوكنز جالسا قرب أحدى المنضدات المقلقلة.رأسه ممتدا فوقها. وذراعاه معلقتين على جانبيه بلا حياة. وكان يشخر.
- قال دوتش " كنا في الطريق حوالي ساعة.تطوع عامل البار وهو يحك أبطه بذهن شارد بقميصه الفانيلا القذر .
- لأي غرض تريدونه كلكم ؟
- سأل دوتش" ماذا كان يشرب ؟
- شيء ما جلبوه من الداخل . "
حرك أبهامه نحو المنضدة الوحيدة المشغولة حيث الثلاثي المتجهم،رجال ملتحين يلعبون الورق وفوقهم رأس دب أسود مزمجر مثبتا على الجدار . حصل الدب على أعلى نسبة ذكاء في تلك القرعة.
- همس وز إلى دوتش قائلا" أتمنى أن يكون مسدسك ليس للعرض فقــط. يمكــن أن تراهن أنهــم ليسوا."
- رأى دوتش البنادق أسندت مقابل كل كرسي فقــال لـوز" احمي ظهري. ثلاثة ضد واحد ؟ شكرا بلا مقابل
أقترب دوتش مـــن المنضدة التي كان هوكنز نائما عليها. روّلت شفتاه المرتخية بركة من اللعــاب فــوق المنضدة . سحب دوتش قدمه إلى الوراء ورفس الكرسي من الجانب من تحت رجله. هبـــط هوكنز بشدة قائلا"يا للجحيم " ثم ارتد من الأرض ويداه مكورتان في قبضتيه . لكنه لمح لمعان شارة دوتش ثم وقـع على ظهره ونظر إليهما بعينين نصف مفتوحة وفي حالـــة ارتباك ثم ابتسم ابتسامة عريضة فقــال " هــا دوتش، عندما كنت طفلا تعودت أن أراك تلعب كرة القدم.
- زمجر دوتش وهو يقـول يجـب أن أضعــك في السجن. لكنك إذا كنت صاحٍ بما فيه الكفاية لأن تكون غبياً
52


فأنّكَ صاحٍٍ بما فيه الكفاية لتعمل وأنا أحتاجك.
- مسح هوكنز اللعاب من ذقنه بظهر يده وسأله لأي غرض ؟
- أنت حصلت على عقد المدينة لتنظيف الطريق بالرمل خلال العواصف الجليدية.حسنا أحزركم أنت عبقري نحن متّحدين في النوائب.وأين أنت ؟ في منتصف النزوات لا في مكـــان آخر، سكّير السوء. لقد ضيعت عدة ساعات لم يكن علي أن أتعقّبك . سحب مـا أفترض أن يكــون معطــف هوكنــز من مؤخــرة الكرسي ورماه عليه.مسك هوكنز المعطف على صدره. كــان دوتش مسرورا ليرى بأن ردود فعله لم تحمّض بعد وقال له" ستخرج من هنا الآن ونحن نتبعك إلى المرآب حيث أن سيارتك محمّلة وتنتظرك الآن.هل جلبت المفاتيح؟
- دس هوكنز يده في جيب بدلته الجينز الزرقاء المتسخة بالزيت وأخرج مجموعة من المفاتيح ومدّها إلى دوتش قائلا" لماذا لا تأخذها أنت فقط و-----"
- أنا لا أستثني أحدا لديه خبرة بآليات الشاحنة وأنت الشخـــص الوحيــد الــذي يضمن قيادتها. أنا لا أحتاج
المسؤولية ولا بلدة كليري.أنت تذهب يا هوكنز . ولا تعتقد أن بإمكانك أن تظللني بين هذا المكان والبلـدة سأبقى قريبا جدا منك بحيث أستطيع أن أعض مؤخرتك من أنبوب العادم. هيا نذهب. "
- أحتج هوكنز عندما أعطاه دوتش دفعة قوية نحو الباب قائلا" لا تعمل سيئة، سأذهب معك يا رئيس ولكن كقاعدة ثابتة عندما تهدأ العاصفة فأن أي شيء أضعه الليلة سيكون نفاية الرمل الجيد . وسيكلّف البلــدة سعر مضاعف لأن علي أن أعيد عليه العمل ثانية حالما تزول العاصفة من هنا.
- تلك مشكلتي. أما مشكلتك هي أن تمنعني من أن أضربك بلا شعور حالما تنجز ما أحتاج منك عمله."
*****
- كانت ليلي متلهفة تراقب عودة تيرني وأطلقت صرخة سرور عندما رأته يمشي خارجا من الظلام.يسحب شيئاً ما خلفه. وعندما أقترب منها شاهدت ذلك الشيء فكان مشمّع وفيه حطب مكدّس. تركه على مسافة قدم من درجات المرقاة وتعثر فوقه . فتحت باب القمرة ومسكته من ردني معطفه وسحبته إلى الداخــــل. أنهار على عضادة الباب ثم دفع قلنسوته البديلة إلى الخلف. أصبحا جفنيه وحاجبيه مغطاة بالصقيع ثانية. مسحتها له بشكل فطري.
- كأس ماء من فضلك.
- اندفعت إلى داخل المطبخ وملأت كأس من أبريق الماء ، فقد توقف الوشل من الحنفية ، لاحظته، عمـلاً جيداً عندما ملئا الحاويات ما استطاعا ذلك. أنزلق تيرني أسفل الجدار وكان جالسا باتجاهها على أرضيـة القمرة ومدد ساقيه أمامه . أزال قفازيه وكان يثني ويثبت أصابع يديه محاولا استعادة الــدورة الدمويـــة. ركعت بجانبه. أخذ كأس الماء منها بامتنان وشربه كله.
- هل أنت على ما يرام ؟ علاوة على أنه واضح.
- أومأ بالإيجاب ولكنه لم يجب بالكلام . أن المشي إلى السقيفة يستغرق ستين ثانية وحسب ساعته اليدوية
فأنه أستغرق ثمان وثلاثين دقيقة،وخلالها انتقدت نفسها مرارا وتكرارا للسماح له بالذهاب.قالت بكل صدق من ذاتها" أنا مسرورة أنك عدت .
- أنا عائد ثانية."
- ماذا ؟
- أجهد نفسه وهو يئن متكئا على الجدار حتى أصبح واقفا أكثر أو أقل.حقا لقد كان يتذبذب كما لو أنه أنقذ من السقوط بسبب نعلي حذاءه التي تسمّرت في أرضية القمرة .
- تيرني، لا تستطيع ."
- حمل آخر سيحدث فرق.لا اعتقد أنه يستغرق مثل هذا الوقت.قال ذلك وهو يسحب قفازيه ثانية.حيث أنني
الآن أعرف كل شيء أين.قضيت وقتا طويلا أتحسس طريقي داخل السقيفة.نظر إلى فراغ قريب للحظة قبل أن يهز رأسه بخفّه كما لو أنه يريد أن ينظفه.
- أنتَ لست أهلا لهذا.

53


- أنا على ما يرام " . بدّل قبعته والوشاح .
- أتمنى أن أقنعك بالعدول عن الذهاب.
- أبتسم بتجهم قائلا "أنا أتمنى أنك تستطيعين ذلك أيضــاً ." ثم سحب الوشـــاح من فوق أنفه فخرج وهي تراقبه من خلال الشباك عندما حول جذوع الأشجار من المشمـــّع ليكــدّس الحطب تحت الجزء المتــدلي من السقف . واصلت المراقبة حتى اختفى مرة أخرى في الظلام . قررت العودة إلى داخل الغرفــة لتمـرر الوقت كأفضل طريقة من القلق. وبأقرب مما توقعت فقد سمعت صوت حذائـــه يتسلق درجــات عتبـة باب القمرة. وحين فتحت الباب وهو يسحب المشمع وهو مليء بالحطب إلى أعلى الشرفة . كــان عمــلاً رتيباً يتطلب منه كل قوته لأن جذوع الأشجار كانت كبيرة.
- هل تذكرت الفأس ؟
- أجابها بصوت مكتوم من خلف الوشاح" لم يكن هناك ".
- لقد رأيته هناك منذ أيام قليلة فقط.
- قال بطريقة مقتضبة مؤكدا بما فيه الكفاية لإسكاتها" أنه ليس هناك . فكرت ليلي مع نفسها أن تيرني لا يحب أحدا أن يتحدى كلمتهِ أو سلطاته . كما بدا.نظر بطرف عينــــه إلى احتراق النار في المشبك فعبس.
- قالت أن الوقت متأخر لنتجادل بشأنها . كدس كومة جـذوع الأشجار داخــل الباب بحيث بدءا يجففانها ثم نشرا المشمع فوق كومة الحطب المكمّلة على الشرفة وخمدا في الغرفة.دفعته ليلي نحو الموقـد قائلة " قد تتمتع بها أيضا ." سحب البطانية من على رأسه وذهب إلى الموقد ثم جثا أمامهــا على ركبتيه مثـــل الصبور قبل الذبح .
سحب قفازيه ومد يديه نحو اللهيب ."
- شممت رائحة الدخان من المدخنة عندما كنت عائدا. كيف تدبرت الأمر ؟
- وجدت جذوع أشجار قليلة جافة قرب جدار الشرفة."
- حسنا ، شكرا."
- مرحبا بك .
- وأيضا شممت رائحة القهوة.
- تركت علبة مفتوحة في الثلاجة،شرحت له وهي تتحرك إلى المطبخ. أنا تباهيت بماء الشرب ، أنا أعرف لكنني عملت كأسين فقط. لم يكن هناك قشطه أو سكّر.
- لا تستخدميها بأية طريقة.نزع معطفه، وشاحه، وحذاؤه وكان واقفا وظهره باتجاه اللهب عندما جلبت له قدح يتبخر قائلة " هل سيآدملك النعاس ؟
- سآخذ فرصي. أغلق كلتا يديه حول القدح ورفعه إلى شفتيه ثم توقف. فقال" أين قدحك ؟
- أنه لك فأنت استحققته. "
- أخذ رشفات عديدة وهو يتذوق الطعم والدفء ويصدر أصوات صغيرة من البهجة فقال"قـــد أتزوجك."
- ضحكت بعصبية وجلست في زاوية الأريكة الأقرب إلى النار وهي قدميها الماحبوتين بجوربين تحـــــت وركيها. ضمّت الوشاح إلى صدرها كما لو أنها استخدمته للحماية نحو ما لم تكن هي متأكدة جداً. فبدت عيناه تتبعها دائماً، لتشاهد ما بداخلها، لمعرفة الكثير عنها حتى أكثر مما تعرفه عن نفسها.
- جلس قرب الموقد ومد قدميه نحو النار .
- ولتملأ الصمت سألته " كيف حال رأسك ؟
- دوار ."
- ألا زال يؤذيك ؟
- بعض الشيء. "
- أنا لا أرى دم جديد في شعرك ولكــن بعد أن استرحــت لفترة قصيــرة من الوقت , من ألأفضل أن أفحص الجرح ثانية."
- أومأ بالإيجاب من دون أن يقل شيئا.وفي النهاية نهضت وأخذت منه الكأس الفارغ من القهوة,ثم دخلـت

54


إلى المطبخ لإعادة ملأه. وعندما جلبته مرة أخرى, هز رأسه قائلا " هذا لك."
- أنا صنعته لأجلك. "
- أنا ألح أن تتناولي بعضا منه أيضا.
- أخذت رشفات قليلة وغمغمت قائلة" شكرا" ثم ناولته الكأس. وعندما فعلت ذلك مس أطراف أصابعه
بأطراف أصابعها برفق. فقال" يبدو ذلك جيداً , أشكرك يا ليلي مرة أخرى."
- شكراً لأنك سعيت وراء الحطب.
- أهلاً بك. "
- رفعت عمودها السابق في زاوية الأريكة . لم تكن تستقر بعد ذلك حتى بدأ بعرض القضية بشكل صريح فقال أنا أعرف عن أبنتك.
- دهشتها لا بد وأن بانت لأنه أبدى قليلا من اللامبالاة مضيفـا إلى تلك معلومات من هنا وهنــاك. فقالـت من أين؟
- من ناس كليري.وكان هناك حديث كثير عنك.خاصة منذ عودة دوتش ليصبح رئيس شرطة.أنتما الاثنان بقيتما موضوع ساخن للقيل والقال في بناية صودا فونتن.
- هل قضيت وقتا كثير هناك ؟
- حينما كنت في روما. أنه المكان المقصود.
- آه أنه محور المدينة "قالتها بسخرية.أنا توقعت انفصالي من دوتش بسبب موجة من الإشاعات والقيل والقال يثار في الزيجات, والحمل والشؤون, والطلاقات."
- قال بلطف" والوفيات "
- تنهدت وهي تقول" نعم" نظرت إليه وسألته" وما هو القول عن موت (أيمي) ؟ "
- كان مأساوياً.
- حسنا, ذلك المقدار ليس إشاعة. كانت السنة الثالثة فقط عندما ماتت , هل علمت بذلك ؟
- أومأ برأسه قائلا" أربعة سنوات مضت.
- يصعب علي تصديق ذلك كنت بدونها مدة أطول مما كنت معها.
- ورم دماغي ؟
- الحق ثانية. لقيطة واحدة حقيقية من شخص متستر ومميت لأطول مدة لم تظهر نفسها, لا شلل ولا عمى وقتي أو إدغام في كلامها . لا إنذار من أي نوع عمّا كان في مخزن الأدوية . ظهرت أيمي لتكــون فتـــاة صغيرة بصحة كاملة. كانت تلك أخبار سارة. وكانت أيضا أخبار سيئة.لأنه في الوقت الذي بدأنا ندرك بأن شيء ما كان خطأ,غزا الورم كرة دماغها كليّاً.التقطت حاشية الوشاح قائلة" لقــــد تم أخبارنا منذ البداية بأنه يتعذر أجراء عملية جراحية لها وأن شفاءها ميئوس منه . قـــال الأطبــاء حتى لــو أستخــدم العلاج الكيميائي العدواني والمعالجات الإشعاعية يمكن تمديد حياتها لأسابيع قليلة وربما شهر أو شهرين ولكـن يتعذر إنقاذها.اخترنا أنا ودوتش أن لا نضعها في معالجات قاسية.أخذناها إلى البيت وكنّا معها نسبيا لمدة ستة أسابيع . ثم أزداد نمو ذلك الشيء الّلعين. ظهرت عليها الأعراض وتقدمت بسرعة وفي صباح أحد الأيام لم تتمكن حتى أن تبتلع عصير البرتقال المخصص لهــا في وقــت الغداء ثم بدأت الأعضاء الأخرى من جسمها تتوقف عن الحركة.ستتناول وجبات عشاءها في المستشفى عدا تلك الأوقات التي دخلت فيها بغيبوبة. وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي , توقفت عن التنفس,ثم دق قبلها للمرة ألأخيرة وماتت." أشاحت بنظرها عنه ثم نظرت إلى اللهب قائلة " لقد تبرعنـا بجسمهــا إلى البحــث الطبي . اعتقدنا أنهــم يعملون شيء جيد وقد يمنعون الأطفال الآخرين من أن يعانون من نفس المصير المتعفن إضافة إلى ذلك أنني لم أستطع أن أتحمّل فكرة الإغلاق عليها بالتابوت . كانت تخـاف من الظلام, تراها لا تستطيع النــوم من دون أن يبقى مصباحها الليلي مضيئا. كانت ملاك شفاف,أجنحتها منتشرة مثـل منادي عيد الميلاد, لا زالت لدي وأسهر عليها كل ليلة بنفسي. لم أستطع أن أفهم وضعها داخــل الأرض.
-علينا أن لا نتحدث عنها يا ليلي. "

55


- قالت " وهي تمسح خديها من الدموع" لا , أنا على ما يرام. "
- ما كان يجب أن أناقش هذا الموضوع. "
- أنا مسرورة أنك فعلت,حقا أنه جيد بالنسبة لي أن أتحدث عنها,عن أيمي . أكد محامي مصيبتي أنه كــــم
يكون صحيا بالنسبة لي أن أتحدث عنها وأذكر أسم أيمي. التقت نظرتها بنظرته فقالت" أن أناساً قليليــن تحدثوا معي عنها بدافع الفضول بعـــد أن ماتت, عملوا علاقات تلطيفية لخسارتي, حزني, فترة فاجعتي, ولم ينطق أحد منهم باسم أيمي بصوت عالي. أنا أخمــّن أنهــم كانوا يعتقدون أنهم ينقذونني مـن الحــزن بتجنب الموضوع عندما احتجت أن أتحدث عنها.
- وماذا عن دوتش ؟
- ماذا عنه ؟
- كيف كان يتعامل معها ؟
- ماذا تقول الإشاعات ؟
- أنه أزداد ولعه بالويسكي . "
- خنّت بضحكة ثقيلة الظل.فقالت"الثرثرة في كليري لا شيء إن لم تكن غيـر دقيقـــة. نعم لقد بدأ الشرب إفراط. وأخذ يؤثر على عمله وشرع يرتكب الحماقات الخطرة على نفسه وعلى شركاءه.أصبح لا يعتمـــد عليه.صُفعَت يده مرّات قليله ثم أُنّب رسمياً ثم أُنزلت مرتبته ثـم سبّب ذلك انزلاقه في ذعـــر أكثر تعقيـــدا ً حيث جعلهُ يشرب أكثر, وأصبحَ حلزون شرّير هابط وقد طُرد في نهاية الأمر. لقــد قال اليوم فقط لــو لم يكن بسبب أيمي فأن زواجنا سيدوم إلى الأبد.ربما كان على حق.أن موتها فرّقنا.أنا خائفة أن نكـــون قد أصبحنا زوجين مبتذلين لم يصمد زواجهما بمأساة فقدانهما طفلـــة . لم نكن متشابهين , لا كزوجيـن ولا كفردين .نظرت إلى تيرني من خلال الجمر قائلة"هل حذفت أي شيء؟هل أن الفضوليين القساة يعرفـــون ظروف تسوية طلاقنا؟لقد سعوا فيه بأي حال من الأحوال.هم مسرورون لأنهم جعلوا دوتش يعود بينهـــم.
- ماذا يقولون عنّي ؟
- رفضَ الإجابة بلا مبالاة قائلاً" تعال يا تيرني فقد حصلت على جلد ثخين . أستطيع أن آخذه. أنهم يقولون ذلك ولكن أنا متأكدة وأتوقع قريبا أن أهالي كليري سيقفوا إلى جانب ابن مدينتهم الأصلية. " حدّقـــت في النار ثانية وهي تتحدث عن هواجسها بصوت عال عندما أتت إليهـا واسترسلت في الحديث قائلة"لم أتّخذ قرار طلاق دوتش بدافع الغضب والنكاية.كان قرارا لبقائي . فَشَلَُهُ من أن ينسى موت أيمي منــع شفائي. أرادت أن يفهم تيرني بأن لا أحداً يستطيع أن يدركها.قالت"أنني أصبَحْتُ عكّازه لـه.كان أسهل له أن يتّكأ علي بدلاً من أن يحصل مساعدة مهنية ويَشفي نفسه.أصبحَ مسؤولية لم أستطع أن أحملها وأبقى سائـرة فيها إلى الأمام بحياتي الخاصة.لم تكن علاقة صحّية لأي منّا . كان من الأفضل لنا أن ينقطع أحدنا عـــن الآخر. بالرغم من أن دوتش لا زال يرفض بأن ذلك الزواج قد انتهى.
- مفهوم . "
- كان رد فعلها كما لو أنه وخزها بالطرف الأحمر من مسعر الموقد فقالت" أعذرني."
- هل بإمكانك أن تلوميه على ارتباكهِ ؟
- لماذا هوَ مرتبك ؟
- أي رجل سيكون كذلك فأنتِ طلّقتِهِ. لم تطلبي الطلاق حتى هذه الليلة وعندما وقعت في مشكلة كنت أول من خابرهُ."
- أنا شَرَحتُ لك لماذا خابرتهُ.
- ولكن لازال هنالك عدد من الإشارات المتبادلة ترسل إلى زوج سابق. "
- وضّحت بأن سبب قيامها بمخابرة دوتش كان طلب المساعدة. لماذا يجب أن تهتم ما إذا صدّقها تيــرني قالت لنفسها أن لا تفعل, ولكنها لسعت بنقدهِ. نظرت إلى ساعـة معصمها دون أن تسجل الوقت بشكـــل حقيقي فقالت" أن توقيتها متأخر. "
- قال لها هل أنتِ غاضبة ؟

56


- لا أنا تعبة. سحبت حقيبتها اليدوية من على منضدة القهوة إلى حضنها وبدأت تحزز بواسطتها.
- أنا تكلّمت خارج دوري.
- توقفت عما كانت تفعلهُ ونظرت إليه قائلةً " نعم تيرني لقد فعلت. "
- بدلا من أن يكون تصالحي ومعتذر كما توقعت فقد تكلم بتوتر. فقال" حسناً, سيئــة ملعونة جداً يا ليلي.
أريد أن أعرف لماذا بقيت أنا قرب هذا الموقد بدلاً من أن أنظم إليك في الأريكة؟تريدين أن تعرفي لماذا
لم أفعل شيئا لأعزّيك, لم آتي إلى هناك وأحملك بينما أنتي تبكي على أيمي؟ فقط لأنني كنت مرتبكـاً مثل
دوتش ويبدو أن ما كنت تشعرين به نحوه قد انتهى .
- فتحت فمها لتتكلم ولكنها لم تجد الكلمات. خفضت نظرها وغطته بمشبك حقيبتها اليدوية فقالت ببطء"
لا أريد أن يعود دوتش إلى حياتي. ليس مؤهلاّ. ولكنني أفترض بأن أحاسيسي غامضة. أتمنى له خيراً.
كان بطل كرة قدم, أنت تعرف.عادة ما سجل لحظة هبوط الكرة حيث أحرز الفوز.ذلك ما أتمنى له الآن.
- لحظة الهبوط ؟
- تسجيل كبير.أعطاه هذا العمل في كليري بداية جديدة.لديه فرص لإعادة تثبيت نفسه كشرطي جيد وأكثر من أي شيء أريد له النجاح هنا .
- أعاد تيرني عبارة أكثر من أي شيء بشكل مدروس فقال" ذلك تعبير قوي".
- وأنا اعنيه.
- ثم أنا أفترض أنك تساعديه بأي طريقة يمكنك أن تضمني نجاحهُ .
- بالتأكيد. لسوء الحظ لم يكن هناك شيء أستطيع أن أفعلهُ حقًاً. "
- قد تكوني مرتبكة. "
بذلك البيان الغامض نهض وتمتم شيئا ما حول حاجته لأن تعذرهُ, ومشى في غرفة النوم , من المفترض
أن يتوجه إلى المرحاض.شاهدته ليلي يذهب وقد أحسّت بوعكة وخذلتها الحكمة كمــا لو أن معالجها قــد
قصّر موعدها,وترك لها الكثير لتقولهُ.كانت مسرورة بأن تيرني يعلم مسبقاً بأيمي,وضعهما إلى ما وراء الجزء الصعب.كان موضوع أخرق ليقدم في المحادثة مع شخص ما عرفتهُ توّاً. فقال أنتِ لم تعلنِيه ،رغم أنها حاولت أحيانا أن تتجنّب السؤال الحتمي"هل لديك أطفال؟الذي يقود إلى شرح ضروري يليه تفويـض آه أنا آسف جدا, لم أكن أعلم.إذ يجعل الطرف الآخر بشعاً وفي حالة حرج.وعلى الأقل تخطيا هي وتيرني تبادل الأحاديث المزعجة . لقد قدّرت سكوتهِ وعدم ثرثرته في الكثير من التفاهات أو قيامهِ توجيه الكثيــر من الأسئلة حول رأيها بها وعندما أبدت رأيها بها لابد وأن كانت واضحة كان يجيد الإصغاء إلى الحديـث بشكل استثنائي . لكن انشغاله بدوتش وعلاقتهما الحالية فيه كانت بداية النافذة لم يعد دوتش عامــلاً في حياتها. ولكن تيرني لم يكن في الظاهر راضيا على ذلك. وإذا أراد أن يعرف كم هي ردة فعلها لو أخذهـــا بين ذراعيه ومسكها، لماذا لم ينته ويكتشف ذلك بدلا من استخدام دوتش كعذر ليس إلاّ ؟
- كان واقفاً في نهاية الأريكة يراقبها حتى تكلّم قائلا" ماذا تبحثين ؟
- دوائي ."
- دوائك ؟
- للربو أنا أخذته من صيدلية رت البارحة قالت بحدّة"هو بالمناسبة أسوأ حاجز عندما يتعلق الأمر بالقيل والقال. بينما كنت هناك أمس لأخذ عبوة وصفة طبيــة جديدة سألني رت مجموعــة من الأسئلة الهامّـة
عني وعن دوتش،وطلاقنا،وبيع هذا المكان.وحتى أنه سأل كم حصلنا مقابل بيعهُ. أيمكنك أن تصدق ذلك؟
- ربما لأنه أصبح ودوداً فقط، لكنني لا أستطيع المساعدة التفكير في ذلك....آه .."
- انشغلت بالتفتيش في حقيبتها اليدوية وكومـت كل شيء فيها على منضــدة القهوة . كانت هناك حقيبــة ماكياج حيث وجدت فيها مقص تجميل أظافر وقبل ذلك محفظة نقودهـا ودفتر الصكــوك ورزمة صغيرة من ورق النشاف ولفّة من نعناع لتطييب النفس وشاحنة هاتــف خلوي وبطاقة دخــول إلى دائرتها في أطلانطا،وحلقة مفتاح،ونظارات شمسية و صابونه يد.كل شيء فيها عدا الأشياء التي احتاجتها نظــرت إلى تيرني وهي تقول" شيء مفزع ،إنها ليست هنا."

57


الفصل العاشر

ركّب دوتش بندقية في شاحنة التنظيف بالرمل العائدة لكول هوكنز إبتداءاً لأنه لــم يثـــق بهوكنز ليقـــوم بجهد شريف ويصل إلى الطريق الجبلي . ثانيا أراد هو أول من يصل إلى القمرة، الأول من الباب، فارس ليلي بدرعه المضيء . كانت رحلة عذاب في عودته إلى البلدة من الطريق الخاص الذي يرتبط بالطريــق الرئيسي الذي هو ووز هوكنز فيه.كانت الجسور خطرة،ولم تكن الطرق أفضل بكثير . وعندما وصلا إلى المرآب سكب دوتش عدة أكواب مليئة بالقهوة الثخينة على هوكنز. فشّر هوكنز على دوتش وهو يئن بلا توقف حتى هدّدهُ دوتش بأن يحشو كمّامة في فمه إذا لم يسكت، ثم رفعه بشكل حرفي من أسفل ملابسـهِ. كانت مقصورة السائق عبارة عن زريبة خنازير. نفايات وأغلفة أغذية متروكة منذ الشتاء الماضي وقــد ملأت أرضية المقصورة بشكل مبعثر.تفتح أغلفة المقاعد عن جروح محشوة باللطخ وصورة فتاة عارية معلّقة بمرآة الرؤية الخلفية مع زوج من المكعبات الغامضة ذي الحجم الكبير مـع هزّاز وجميعهـــا توحي بالألفة والدفء. وكان هناك مزيل الرائحة على شكل شجرة صنوبر. كان يعمل عملا رديئا لقيامه بتغطيـة الروائح. كانت شاحنة التنظيف بالرمل من ضمــن المعدات الثقيلــة التي أجّرهــا الأب هوكنز إلى البلديات وشركات المرافق العامة ومجموعات البناء .كانَ عملهُ ناجحاً حتى مات وورثه أبنه الأصغر كــول . كانت هذه الشاحنة المتوقفة هي كل ما تبقّى من الإرث. أستخدم كول الأصغر ألموجودات الأخيرة لأبيه كتأميــن مقابل القروض التي فشلَ في إيفائها وتم إعادة تمليكه كل شيء عدا هذه الآلة . لم يكن دوتش متعاطــف مع مشاكل كول المالية فهو لا يهتم لو اشتكت غدا مجموعة الوكالات على الشاحنة الواقفـــة طالما شرط عليه أن يتسلق إلى القمّة هذه اللّيلة.
نظرَ إلى المرآة الخارجية الجانبية وشاهد المصابيح الرئيسية للسيارة البرونكو تتبعه بمسافة أمينة.وكان في السيارة أحد ضباطه المدعو (صاموئيل بل ) . أنه حصلَ على تطوير لمهارتهِ في قيادة السيـارة على أرض مزيج من الرمل والملح الذي وضعه هوكنز عليها وعلى الرغم من هذا فأن سطح الطريــق لا زال خطراً.شاهد دوتش السيارة البرونكو تنحرف أحيانا نحو الخندق أو عبر الشريط المركزي.كان وز راكباً مع (بل) وقبل أن يغادروا المرآب أخبره دوتش أنه لم يكن لزاماً عليه أن يأتي .قال له"أذهب إلى البيت. هذه مشكلتي ليست مشكلتك."
- سأنتظر لأقدم الدعم المعنوي . قال ذلك وتسلّق في السيارة البرونكو. يحتاج دوتش إلى الدعم المعنوي المعنوي إذا فشلت محاولته للوصول إلى ليلي. على ما يبدو أن وز قد اعتقد بأن فشل دوتش هو حتمياً وكذلك بل وهوكنز أيضاً.بان الشك عاليا وأتضح وراء كل شيء قالوا واكتشفوا شفقة في النظرات وقد تنبأوا فيه.قال لنفسهِ"يجب أن أظهر بشكل مستميت تجاههم. أعتقد أن اليأس حالة غير سليمة بالنسبة إلى رئيس شرطة . بالنسبة إلى رجل . هو لم يلهم الثقة للآخرين عن شيء تمكن من إيحـاءهِ إلى كــول هوكنز سوى الخوف فقط.وحينما كانوا على بعد 50 قدما عن الطريق الجانبي على طريق لوريل الجبلي فقال دوتش" إذا شعرت أنكم تتراجعون عمدا فسوف أسجنكم."
- آه . بأية تهمة ؟
- إزعاجي."
- لا يمكنك فعل ذلك ."
- أنا أنصحكم أن لا تختبروني. أنتم تعطون الكومة كل شيء نالتهِ ، هل تفهمونني ؟
- نعم ولكن-----"
- ممنوع الأعذار.
بلل هوكنز شفتيه ومسك دولاب الاستدارة بشدّة وهو يغمغم قائلا" لا أراها تساوي لعنة الله هذهِ. ولكنه عندما أقترب من تقاطع الطرق عشق عصى التبديل على نمرة أوطأ.كانت هذه مجرد حيلة لأنها استدارة حادة وعند الخروج منها يكون الطريق قد ذهب إلى منحدر مائل. ولتجنب عوم الإطارات بشكــل سريــع
يتعين على هوكنز أن يأخذ انعطافاً ببطء ولكن يجب أن يكون لديــه تسارع كــافي في الــدوران لتجنب
58


المنحدر المائل . نقر دوتش على جهاز لاسلكي في يـده وخابر قائــلا تردد بل لا تصـــل إلى النهايــة."
- لا حاجة أن تقلق بشأنه يا زميلي أجاب وز بدلاً من بل من خلال الحاكية ، تعليماتي له مضبوطة تماماً
- أجاب هوكنز من تحت نَفَسَهِ قائلاً" رائع وسهل." أما أنّهُ كانَ يتحدّث مع نفسهِ أو إلى الشاحنة.
- قال دوتش ليس سهل يتعيّن عليك أن تصل إلى ذلك المنحدر.
- أنا الوحيد الذي جربّت القيادة على هذا الشيء .إذن قدها وستتأكد كالجحـيم أنه من الأفضل أن تقودهــا بصورة صحيحة. قالها بشكل سري وقد أخذ نَفَساً عميقاً ثم حَبَسَهُ. دخل هوكنز إلى المنعطف بحذر. أن الأجهزة جعلتها تسير بأمان دون حادثة.
- زفر دوتش قائلا" أعطها بعض الوقود."
- أطبق هوكنز فكيه قائلا" لا تعلّمني شغلي. اللعنة أن هذا الطريق أظلم مــن مصر." أن الطريق السريـع الصحيح الذي أصبح شارعاً رئيساً في البلدة كــان مصفوفــا بمصابيح الشوارع على طــول الطريق إلى إشارات حدود المدينة أو في نهاية البلدة.لكن حالما انطفأت مصابيح الطريق المضروبة أصبحت الطرق مظلمة وكانَ الفرقُ مثيراً،أضاءت مصابيح الشاحنة ولا شيء عدا هبوب الريح سوى الرقص المـشوش والمطر المتجمد.أنها أخافت هوكنز.رفع قدمه عن دواسة الوقود قائلا" ليس بسبب أن دوتش كان يقـود على هذا الطريق ألف مرة فهو عرف هذه النقطة التي كان فيها التسارع ضروريا ليجعلها تصل أول منحدر صرخ هوكنز مستهزئا" أعطه بعض العصير!".لا استطيع أن أرى شيئا . "
وضع عصا تعشيق التروس على نقطة الحياد وجعل المحرك يــدور على السرعة البطيئة وهــو يضرب أكمام معطفه على وجهه. فبالرغم من درجة البرودة كانت جبهته ماحبوة بقطرات العرق وكانت رائحته لاذعة كضوء القمر الذي أنتجها.
- قال دوتش كلمة بتوتر " عشق تروس هذه الشاحنة."
- دقيقة، دعني أرى دربي جيدا. أن كل هذه المواد الملتفة حولي تجعلني ضعيفاً ."
- ليس بعد دقيقة الآن.
- عبس هوكنز بوجهه قائلا" أصبحت تتمنى الموت أم من هذا القبيل ؟ "
- لا عليك أن تفعل وإلا فأنني سأقتلك إذا لم تتحرك الشاحنة في غضون خمس ثوانٍ."
- أنا لا أعتقد أنه يفترض برئيس شرطة أن يهدد مواطنين غير خاصّين بمثل ذلك الشيء.
أولا.
- صاح وز بصوته خلال الجهاز اللاسلكي ذي نظامين ماذا يجري هناك ؟
- ثانيا .
- ضغط دوتش على زر جهاز الاستقبال الخاص به فقال"أن كــول يعد أفضل طريق للاقتراب من المنحدر أن يطفئ المحرك.
- بدا وز قلقا فقال" هل أنت متأكد من هذا يا دوتش ؟ يمكنك أن تعيد النظر فيه.
رابعا.
- أن بل يمكنه بالكاد أن يسيطر على السيارة البرونكو في الطريق وذلك بالقيادة على الرمل ويمكننا بالكاد أن نرى ما خلف غطاء المحرك و----"
خامسا.
- سحب دوتش مسدسه من قرابه الجلدي قائلا" تبا كول .عشق عصا التبديل على النمرة الأولى.
- قال دوتش في الجهاز اللاسلكي " أنه بخير يا وز على الرغم ما كنت اعتقده فأنه هادئ بشكل رائع. هنا نذهب .
- رفع كــول قدمــه عن دواسة الفاصل وضغط بقدمه الأخرى على دواسة الوقود . فتحركت الشاحنـة إلى الأمام أقدام قليلة.
- قال دوتش " هل ستضخ لها المزيد من الوقود أم أنك لن تفعلها.

59



- لدينا حمل ثقيل. لا تنسى."
- إذن عوّض.
- أومأ هوكنز برأسه وعشق على النمرة الثانية ولكن العزم الذي عجّل فيه جعل الدواليب الخلفية تدور بلا جدوى.
- قال دوتش" لن تفعلها أبدا." شد عليها لا تتراخى عنها."
- لن تفعل-----"
- ظل حاول أعطيها أكثر.
- تمتم هوكنز شيئا ما عن المسيح ومريم العذراء ويوسف ثم عمل كما أمره دوتش.دارت الدواليب عائمة ثم وجدت سحب ومالت إلى الأمام.
- قال دوتش ها ----- أرأيت. شعر بالفرج أكثر مما أراد التباهي.
- نعم ولكننا سنعمل بداية دبوس الشعر.
- تستطيع أن تعملها.
- أستطيع أن أصل بنا جميعا إلى الجحيم.والسبب أنني لا أرى شيئا.أنا لست هاويا أدحرج مؤخرات ومرافق أيدي من سفح الجبل بهذا الشيء.
- تجاهله دوتش.كان عرقه يتصبب بغزارة تحت ملابسه أكثر حتى من هوكنز. ركّز على وهج المصابيح
الرئيسية الأمامية للشاحنة خلف غطاء المحرك فقط.
للأنصاف لم يشك هوكنز في خطورة قيادة شاحنة بهذا الحجم على طريـق جبــلي جليدي عندمــا تكــون الرؤيا محدودة إلى مسافة أقدام قليلة والمطر المتجمّد غطى الرمل الذي وضعه جهاز الشاحنة توا. قــاد (بل) السيارة البرونكو ولم يتم تعزيزه ثم اتخذ طريق جانبي.أن الاثنين اللذين بداخلها هما صديقه المقرّب وأحد أتباعه.ربما كانا يناقشان غباءه الأعمى ولم يستطع أن يهتم بآرائهما .بتذمّر وأنين تحرّكت الشاحنة على منحدر بزاوية 20 درجة.كانت تسير ببطء، ولكن دوتش بقى يحدث نفسه بأن كل أنج فاز به قد قربه أكثر إلى ليلي وبن تيرني.من بين كل الرجال الذين حوصروا تبعا لذلك،لماذا كان لزاما عليه أن يكون هو ذلك الرجل؟أن فكرة وجودها لوحدها في القمرة مع أي رجل كافية لتجعله يصبح مجنونا.ولكنها كانت هنـا مع رجل تحدق فيه البارحة فقط.
رأى دوتش نساء أخريات عجائز وشابات على السواء تناسب حجــم تيرني القيـن بكواهلهــن على جسده وفكه المحفور.يمكن أن تراهن على حركة الاهتياج الملعونة التي أثارها بين السيدات.يجب أن يسلّي نفسه بنوع من الجياد القوية التي تستخدم للأستيلاد.يثير الإرادة ، يستكشف ، ينشر صوره في المجلات. كلّها أضافت طريق حر في الكيس مع أية امرأة يختارها.
- صاح هوكنز"ركـوب زوارق كاياك مؤخرتي. دفع أفكاره المرة جانبا فقال" أرفعوا رؤوسكــم، هوكنز لقـد أصبحنا قريبين من أول تعرج ."
- نعم ."
- إذا عملناها فسوف لن نحصل على فرصة عمل كرات من الثلج."
- إذن أنت تعرف ما هو الجيد بالنسبة لك ونحن نريد ذلك .
فكّر دوتش لعدة ثوان أنهم ذاهبين في الواقع إلى التعرج. ربما كان يريدها أن تحدث وهكــذا رآها تحــدث بصعوبة بالغة. ولكن التفكير الايجابي والمنطقي لا يمكن أن يتجاهــل قوانين الفيزياء. لكي يعبــر التعــرج بأمان يتعين على كول أن يقوم بالتبديل النازل وعندما فعل لــم تكــن للشاحنــة قــوة كافيــة لتدفعهــا على المرتفع . توقفت وبدت باقية بلا حركة إلى يوم ما وإلى الخلود . حبس دوتش أنفاسه ثـم بــدأت الشاحنـة تنزلق إلى الخلف.
- صاح هوكنز كالمرأة.
- صاح دوتش عليه أعطها بعض الوقود أنت يا غبي !"
- أمتثل هوكنز للأوامر و لكن بدا لدوتش أن جهوده لم تكن عدوانية بقدر ما كان يناديــه لمقاومة السحــب

60


العنيد للجاذبية.على أية حال أن الاستخدام التدريجي منع انقلابها من المنحدر في نهاية المطاف ومنعهــم
من الذهاب إلى خارج الطريق.وأخيرا جذب هوكنز حسرة عندما توقفت الشاحنة. فصاح تبا لي كان ذلك طريق ضيق.
- حاول ثانية .
- التفت برأسه بسرعة بحيث جعل فقرة رقبته تفرقع مثل حبات الذرة فقال" هل أنتم مجانين ؟ "
- عشق نمرة وحاول ثانية.
- هز هوكنز رأسه مثل الكلب المبلل فقال" لا سبيل إلى ذلك يمكنك أن تخـــرج مسدسك وتطلق النار علي بين عيناي ولكن سيكون موتي سريعا على الأقل . بدلا من أن تجعل أحشائي تسحـق بأطنــان من وزن الشاحنة والرمل. لا أشكرك سيدي يمكنك الانتظار حتى تنظف هذه المواد أو تذهب لتبحث لك عن سائق آخر، أو تقودها أنت بنفسك. أنا لا يهمّني، لا أحد يستطيع أن يفعلها غيري.
- حاول دوتش أن يحدق فيه باستسلام ولكن عينا هوكنز توهجت وعادت إليه محتقنة.
- دفع هوكنز فكه الملتحي إلى الأمام بشكل مشااحب.
فوجئ الجميع عندما شعروا بأن شخص ما يطرق شباك السيارة الأيمن.
- نظر وز إليهم في الداخل فقال" كلكم بخير ؟ .
- أجاب دوتش من خلال الزجاج" نحن بخير."
- صرخ هوكنز " نحن مثل الجحيم. "
- مشى وز على عتبة دوارة وهو يفتح الباب وأحس هوكنز بالخوف فقال" ماذا يجري ؟ "
- أشار هوكنز وهو يهز أصبعه على دوتش قائلا" سحب المسدس علي وقال لي سوف أقتلك إن لم تصل
به إلى فوق الجبل . هذا مجنون مثل جرذي بيت الغائط .
- ألتفت وز بنظرة غير مصدقة إلى دوتش الذي قال بصوت متعب " أنا لم أكن أريد أن أرميه. أردت أن
أخيفه فقط ليبذل ما بوسعه من جهد ."
- نظر وز إليه عن قرب ثم خاطب هوكنز بصوت رسمي هادئ قائلا" زوجته في القمرة هناك مع شخص
آخر.
- أستوعب هوكنز ذلك ثم نظر إلى دوتش ، رآه بنور جديد فقال" آه يا رجل. ذلك مقرف .
- أية قرف وخطيئة مثل كول هوكنز.
- قال وز " هل تعتقد أن بإمكانك أن ترجع بشاحنتك إلى الطريق الرئيسي ؟
- ألهم هوكنز بعطف المزاج المقبول. قال بأنه سيعطيها جرعة وهم يدلونه.
جعل الشاحنة تعود إلى الطريق السريع وغير اتجاهها نحو البلدة. أمر دوتش الضابط بل أن يركب مع
هوكنز ولا يسمح له أن يعمل أي شيء من شأنه أن يخرب الشاحنة مستقبلا قائلا" لا تجعلها بجانبه حتى يقوم بتخريبها لكي لا يخرج غدا للعمل."تابعه بالسيارة أسقط أسنانه. الجبان السكير أبن العاهرة.
- قال وز أن موت كول هوكنز الصغير لا يعني خسارة كبيرة ولكن أليس أنت الذي قمت بعض وسحبت عليه مسدسك ؟ "
- قال دوتش" وهل أنت مضطر أن تقول له أن ليلي محاصره مع رجل غريب ؟ سوف ينتشر الخبر في البلدة مع بزوغ الفجر.
- لا وأنت صادق"ألا يقولوا ماذا تفعل هي وتيرني هناك فوق كيف يستمدون الدفء ويقضون الساعات.
أنت تعرف كيف تعمل عقول هؤلاء الناس .
- أنا أرى عقولكم كيف تعمل.
- نظر دوتش إليه نظرة غضب .
- واصل وز قائلا" وأنا لم أذكر تيرني بالاسم وكل ما يعرفه هوكنز ستخفيه هي مع طيور الغرّة القديمة.
- بصعوبة ."
- أنظر أني أخبرته لأن هذا الموقف يمكن أن يتعلق فيه. قيادة شاحنة إلى فوق الجبل خلال عاصفة ثلجية

61


لإنقاذ مواطنين محاصرين ؟ لا يمكنه فهم حساسية الواجب مثل ذلك. لكن الذهاب خلـــف امرأتك التي هي مع رجل آخر سيبرر على أنه عمل طائش،حتى تهديد شخص ما بالمسدس . لم يقولا شيئا حتى وصـــلا
إلى المرآب.
- دوتش أمر بل بالعودة إلى المقر ليرى فيما إذا كان أحدا ما بحاجة إلى مساعدتــــه وإذا لا فيمكنه الذهـاب إلى البيت .توجه الضابط إلى سيارة حظيرته وكان هوكنز قد تسلق مسبقا إلى سيارته ألبيــك أب عندمـــا لحقه دوتش قائلا" ستكون أول شيء أبحث عنه غـــداً صبــاحاً فمن الأفضل لك أن تسهل علينا إيجــادك
- سأكون في بيتي . أنت تعرف أين هو ؟
- سوف آتي لآخذك في الفجر . حال وصولي إلى هناك فإذا كنت سكراناً أو تشعر بصــداع العرق ستتمنى أن أطلق عليك النار حالا . تبعوا سيارة هوكنز ألبيك أب خارج المرآب. فليس من قبيل الصدف أن يكـون أحد المصابيح الخلفية مفقود فقال دوتش سأكتب له مقتبس يحضر بموجبه إلى المحكمــة على ذلك.تذمــر دوتش حينما أنفصل هوكنز عنهم عند المفرق .
- عندما وصلا إلى بيت هامر قال وز أنزلني بنهاية الممر ولا داعي للدخول إلى الداخل.
- جاء دوتش بالسيارة برونكو إلى المرآب. لـم يتكلــم الرجــل لعــدة ثوان ثم نظــر وز إلى دوتش من خلال
الزجاج الأمامي للسيارة متذمّرا وقال في النهاية " لا توجد أشارة منها تدل على أنها هناك ؟.
- لعن دوتش الدوامة والثلج والمطر الثلجي فقال" سأصل غدا لو أن لدي أجنحة الكرنب وأطير."
- هذا ما قد يتوجب عليك فعله. ستذهب الآن ؟
- سأذهب لقيادة السيارة حول البلدة قليلا لأتفقد الأمور."
- لماذا لا تركن سيارتك الليلة يا دوتش ؟ نم بعض الشيء.
- حاولت فلم أستطع وأنا الآن أتبوّل أدرينالين وكافيين .
- درسه وز للحظة قبل أن يقول له" أنا أنصحك بخصوص العمل."
- ألتفت دوتش وألقى نظرة قاسية على صديقه قائلا" هل لديك أفكار أخرى ؟
- أنا لا أعتقد بأنني عاطل حينما أذكّرك كم يحقق مستقبلك نجاحا هنا.
- أنظر إن كنت تعتقد بأنني أفسد العمل ----"
- أنا لم أقل ذلك ."
- إذن ما هو ؟
- أنا أقول أن سمعتك على المحك، وسمعتي أيضا."
- وأنت لديك من يحل محلك ويغطيك . أليس صحيحا يا وز ؟
- رد قائلا " نعم أنت على حق . أنا كذلك.
- شخر دوتش قائلا أنت لديك لاعبي هجو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: