منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالسبت سبتمبر 08, 2012 3:57 pm

الفصل التاسع عشر

بشكل متوقع ، كانا والدي سبنسر مسرورين بالأخبار . في الواقع كانا منتشيان كلاهما، وقـــد وعدا أن يذهبا إلى سان فرانسيسكو في عيد الشكر من أجل هذه الخطوبة. وفي الوقت الذي غــــادر فيه سبنسر،
كان التخطيط للأحتفال جارياً على قدم وساق بشكل جيد جداً وبدا كما لو أن عائلة باركلي تريد أن تدعو خمسمائة شخص.
قالت لها أمها" يجب أن تكوني فتاة محببة إلى النفس يا عزيزتي."
قال والديه" متى سنقابلها؟ كانت مصابة بأذى حيث أنهم لم يلتقوا من قبل،ولكن سبنسر وعد أن يعرّفهم
متى عادت اليزابث من سان فرانسيسكو.
بدوا أنهم سيطيرون في الأسابيع التالية خلال ساعة معينة . أنها تبدو لحظات بعد ذلك فقط عندما يأخذ اليزابث من أيدلوايلد ويقودها إلى بوكبسي. لقد أشترى خاتم الخطوبة من محلات تيفاني.كان ذلك كل ما أستطاع أن يقدمه، ولكن كانت قطعة جميلة من الماس مجمـوعـة مع الياقوت في أي من الجانبين وقـــد أطلقت صرخة من البهجة عندما رأتها . لم تكن الأحجــار كبيــرة ولكنهــا ممتازة وكــان الخاتم جميـلاً.
قالت اليزابث"سبنسر,هذا ما أردته أنا تماماً!"أدخله هو في أصبعها وهما في السيارة وقررا العودة إلى شقته لساعات قليلة ، قبل الذهاب إلى فازار. قهقهت اليزابث عندما اضطجعا في فراشه وومضت لـــــــه بخاتمها بدت فجأة صغيرة وسعيدة جداً. قالت" يا إلهي أنا افتقدتك كثيراً جداً. فما تبقى مــن الصيف كان سيئـاً."
أصبح وحيداً هنا أيضاً." وشعر أنه أفضل الآن عندما رآها. كان لديه في الحقيقة أفكار ثانية وقــد قضى ليال عديدة في رعب كامل، وهو يتساءل عن الذي فعله ولماذا، ولكن الأصدقاء المقربين قد أكدوا له أن ذلك طبيعي. والآن حيث رآها ثانية،عرف أنه فعل الشيء الصحيح. مارسا الجنس لساعات، وكان وحيداً
من أجلها طيلة طريق العودة من بوكبسي في صباح اليوم التالي. كانت تريد المجيء إلى نيويـــورك في عطلة نهاية الأسبوع التالي وتلتقي بوالديه.
وعندما التقت بهما، هما أحباها . كانت بالضبط من نوع الفتيات اللواتي تمنى والده أن يجدهن ، وكـــان معجباً بها إلى أبعد حد بروابطها. تحدثت بسعادة عن الناس الذين يقرأون عنها فقط وحتى أمــــــه كانت معجبة بالملبس الحسن الذي كانت تلبسه،معجبة بها أنها كم ذكية، كم يليق بها احبيدة، كان زواج صفقا له كلاهما. كان والـده قبـــل ذلك يتبجح أمــام كــل شخص بـــأن سبنسر سيتزوج ابنـــة القاضي باركلي.
كانت اليزابث تأتي إلى نيويورك في عطلة نهاية كل أسبوع بعد ذلك تقريباً، وفي شهر تشريـــــن الثاني
طاروا جميعهم إلى كاليفورنيا سوية. قدمت عائلة باركلي عشاء جميل في عيد الشكر للعائلة وهي تجعل القادمين الجدد يشعرون بالحفاوة. تمتعت المجموعتين من كبار السن برفقة بعضهم البعض وأصبحــــت الأمين جيدتان إلى أبعد حد. أنه بوضوح زواج كان المقصود منه أن يحدث. طارا أيان وسارة من أجــل
عيد الشكر وحفلة الخطوبة أيضاً،رغم أن جريجوري كان مشغول جداً في واشنطن،وكانت اليزابث خائبة الأمل قليلاً. لم تكن هي وجريج قريبين حقاً. بدا يعيش حياته الخاصة مفصولاً من معظــم إحداث وعطل العائلة. ومنذ ذلك الحين كل شخص عرف أن جريج منهمك في انفصال عن العائلة غيـر مرتب.
أصبحت الحفلـــة في اليــوم التالي مدهشــة . كان هنالك أربعمائة ضيف حضروا لتناول عشاء المقصف والكوكتيلات وأصبح بيت باركلي مليء بأكثر شخصيات سان فرانسيسكو الاجتمـــــاعية أهمية، حتى أن المحافظ أتى،وكان هنالك رقص في ساعة متأخرة من الليل.أعتقد سبنسر أن اليزابث لم يسبق لهـــا أن كانت أروع في ردائها المخملي الأسود ومسكها بأحكام وهمــا يرقصان ، وابتسم لها قائلاً" سعيدة يـــــا حبيبتي؟"
قالت اليزابث" أبداً لدرجة أكبر جداً.أحبت أن تقدمه إلى صديقاتها. كان وسيما بشكل لا يصّدق وحسدنها جميع الفتيات اللواتي عرفتهن. ودردش معهن وعرفت اليزابث أنهن أصبحن يحسدنها بشكـــل وحشي .
وفي اليوم التالي ذهب الشباب لغرض النزهة بالسيارات ووقفوا لتناول طعام الغداء في ساوساليتو. أنـه
82
يوم السبت وكان كل واحد منهم في مزاج جيد، بالرغم أنهم متعبين بعد وقت متأخر من الليل في الليلـــة
السابقة. كانوا جميعهم خارجين لتناول طعام العشاء في وقت لاحق من ذلك المساء، فقد يرقصون قليــلاً بعد ذلك، بينما ذهب آبائهم إلى النادي البوهيمي لقضاء أمسية هادئة. وفي يوم الاثنين سيغادر جميعهــم ثانية ، فالشباب والشيخ وعائلة الشيخ هيل إلى نيويورك ويعود القاضي والسيدة باركلي إلى واشنطـــن كان لديهم يوميين أضافيين وليلتين وأردوا أن يمتعوهم.
كانت الحفلة رائعة في الليلة الماضية،ألم تكن رائعة ؟" ســأل أيان زوج أختــه المستقبلي عندمــا وقفــا ينظران إلى الخليج من ساوساليتو. أنه كان رائعاً. بقى سبنسر يشعر كما لو أنه كان يحلـم. بدا الكل غير واقعيين بالنسبة له ، الناس ،المكان . وللحظة فكّر ثانية بزيارة أصدقاءه في وادي الأسكندر. ولكن مرة أخرى لم يكن هنالك وقت. كانت هذه زيارة سريعة حقاً.
" أنتظر حتى ترى أم العرس تلبس."كانت سارة ستصبح رئيسة للشرف لليزابث.لقد عادوا جميعهم إلى البيت ليستريحوا لفترة قصيرة من الوقت في وقت متأخر عصر ذلك اليوم ، وكانت معنوياتهم عاليـــــــة عندما خرجوا في ذلك المساء.كانت سارة تلبس الثوب الحريري الوردي المدهش،وكانت اليزابث ترتدي ثوب كوكتيل من النسيج الحريري الأزرق الغامق وقد اشترته من محلات أي ماجنين. قالت أنـــــه يلاءم خاتم خطوبتها وابتسم سبنسر عندما قبّلها.كان عشائهم ممتاز في تلك الليلة وبعــد ذلك ذهبوا إلى قمّـــة مارك للمشروبات للإعجاب بالمنظر، وأطل سبنسر برأسه من النافذة إلى الليل المتألق وضغط على يــد اليزابث. كان منظراً جميلاً، وكانت هي فتاة جميلة، وقد أحبهــا. بقوا هناك حتى الساعة الحاديـة عشر، ثم غادروا، قال أيان أنه سمع عن مكان صغير رائع ليذهبوا إلى الرقص. كـــان قريباً جداً وحتى أنه كان لديهم برنامج ترفيهي.أظهرت المجموعة انسجام في النغمات فكانت فكرة عظيمة،وعادوا محشورين في السيارة وذهبوا إلى العنوان الذي أعطاه أيان لهم. كان أشبه بنادي ليلي مريح، وبالرغم من أنه كــــــان مزدحماً عندما وصلوا، وببقشيش عالي من سبنسر،أعطاهم رئيس الخدم منضدة. كانت هنالك مجموعة صغيرة يؤدون معزوفة "بعض مساء فاتن" وقاد سبنسر اليزابث إلى العرض ليرقصا وضمّها إليـــــــــه
أحب أن يشعر بها أمامه عندما جلسا مرة ثانية أخذ يدها عندما أصبحت الغرفة المظلمة وخرجــت الفتاة ولاقطة الصوت في يدها.كانت تلبس ثوباً حريرياً أزرقاً شاحباً وشعرها الأشقر يخفي وجهها تقريباً كما وجدها الضوء ونما . حبس سبنسر أنفاسه وحدق فيها. عندما بدأت تغني، هو شعر كما لو أنه سيغيــب عن الوعي كأن ملزمة مسكت قلبه.كانت كريستال. أصبحت أكثر جمالاً سبع مرات ممــــا كان يتذكرهــا، ولم يستطع التفكير عندما أصغى إلى أغنيتها . بدت في السنوات السبع أكبر من ذي قبـــل ، كــان الثوب الحريري الأزرق ملائماً لجسمها وأظهر له أقواس لم يسبق أن شك فيها أبدا. ولكن لم يكن جسمها الذي كان يحدّق فيه ، بل وجهها الذي طارده،والعينين اللتين تذكرها بوضوح، مثل لون السماء في شهر آب. وصوتها الذي مزّق في روحه بحزن وألم حيث أنه شعر بشكل عميق عندما أصغى إليها.أمكنه أن يجذب أنفاسه بصعوبة عندما حدّق بها ولم يلاحظ أن اليزابث كانت تراقبه . أراد اللحظة أن لا تنتهي ، ولكنهــا اختفت في نهاية المطاف وأضيئت الأنوار، وبدأت المجموعة بعزف الموسيقى التي أمكنهم أن يرقصوا على أنغامها مرة ثانية. ولكــــن سبنسر لم يستطع أن يتكلم مع أي منهم.كل الذي أراده أن يصل ويلمس كريستال.وعندمانظرت اليزابث إليه رأت أن وجهه أصبح شاحباً.لقد سحب يده بعيداً منذ وقت طويل،من دون أن يدركها عندما استغرق في النظر إلى كريستال.
قالت له اليزابث" هل تعرف تلك الفتاة ؟" أصبحت تعبس في وجهه، وقد تعكّر مزاجها من الطريقة التي كان ينظر بها إلى الفتاة التي كانت تغنّي. وقد راقبت الفتاة باهتمام ولكن لم تكن هنالك علامة تمييز. أن كريستال لم تكن قادرة على الرؤيا عبر الأضواء ولم تكن تعرف أن سبنسر كان هنـــاك عندما غنّت عن الحب الذي ضاع والحياة التي تحطمت والقلب الذي مزّق اتهاماً.
قال سبنسر" لا..لا..أنا..أنها كانت ممتازة، أليس كذلك ؟ أرتشف جرعة كبيرة من الويسكي الاسكتلندي،
بينما كان أيان يدردش مع سارة.
83
قالت اليزابث" أنها جميلة جداً،إذا كان ذلك ما تعنيه."بدت اليزابث منزعجة وتساءلت إذا كـــان سكراناً، ولكنها لم تكن تعتقد أنه كان كذلك.ولكن مهما يأتي منه فقد كان مشدوهاً وبدا الآن مبتلى. طلب منها أن يرقصا ثانيـة، ولكنه أصبح بعدئذٍ هادئاً بشكل غريب،وبعــد وقــت قصير غادروا. كــانت الساعة الواحدة والنصف،وعندما قال أيان أنه أصبح متعباً،أتفق الجميع على أنه حان وقت المغادرة.قام سبنسر بمحادثة تافهة معهم في السيارة،ولكن اليزابث أحست أنه كان مخيلا.انتظرت هي حتى وصلوا إلى البيت قبل أن تسأله مرة ثانية وهي تنظر بتمعن في عينيه، قائلة" سبنسر، هل كنت تعرف المغنيــة في المطعــم الذي أخذنا أيان إليه ؟ "
تكلم بهدوء قائلاً" لا،عرف أنه كان عليه أن يكذب.أنه لم يكن مفهوماً بالنسبة لها،ولم يكن مفهوماً حتى بالنسبة له. لم يكن. ولكن تلك العاطفة مازالت هناك. لدرجة أكبر من تلك،" هي بدت كأنها تشبه شخصاً كنت أعرفه."
قالت اليزابث" أنت لم تنظر إلي مثل تلك."كانت هذه أول مرة تغضب عليه بشكل حقيقي،ولم يعرف ماذا يقول لها.
قال لها" لا تكوني سخيفة."حاول أن يتملق لها وقبلها وهو يقول ليلة سعيدة. ولكنها لم تأت إلى غرفته في تلك الليلة، والذي كانت منذ لحظات أيضاً. وقف لمدة ساعة تقريباً يحدق إلى الخليج وهو يفكــــر في كريستال.لقد ازدادت جمالاً أكثر مما كان يتذكرها،وكان شيئاً مي بكي بداخلها.كانت أغنية فقط،هو عرف ومع أنه أحس بما وراءها،الكرب والألم،والوحدة.أمكنه أن يبقى يسمعها الآن...سوية مع الرعد والبـرق ابتسم هو لنفسه وهو يتخيل الأصوات الملائكية والكمانات والقيثارات. كانت مجنونة وقد عرفها. ولكــن عندما أغمض عينيه في تلك الليلة لم يستطع أن يرى سوى كريستال.
84

الفصل العشرون

في صباح يوم الأحد، نزل سبنسر لتناول طعام الفطور مبكراً،ودردش بلا جدال مع القاضي باركلي وأبنه أيان على البيض المقلي المخفوق ، ولحم الخنزير المقدد الهش ، والقهوة . مثل أمهــــا تناولت اليزابث فطورها في غرفتها ولم تر زوج المستقبل حتى منتصف النهار . لـم يقَــل شيء عن الليلة السابقة ولــم تسألُه هي عن كريستال ثانية لكنه أحس بالتوتر الذي بينهما حتى ذلك المساء.
كان آخر عشاء لهما مع عائلتها,وعاد كل شخص بالطائرة إلى نيويورك في اليوم التالي. وبإحساس من الرعب أدرك سبنسر أنه لم تعد لديه فرصة ليعود ويرى كريستال.كان يفكر فيها طوال اليوم، وفي وقت لاحق من عصر ذلك اليوم خابر . فقالوا له أن هاري سيفتح في تلك الليلة . هو أتخــذ قراراً هادئاً آنذاك وأحس هو بالكذب الفظيع على اليزابث ولكنه عرف أن عليه أن يفعل ذلك . وعندمــا خــرج مــن الغرفة الصغيرة التي كانوا يحفظون بها الهاتف أبتسم بسهولة وقال لهـا أنــه خابر صديقـــاً من كليــة القانون.
قالت اليزابث" هل نريد أن تدعوه معك للشراب؟" ارتاحت ثانية في ذلك الحين. كان سبنسر حلواً معهــا
طوال اليوم ،وقرر أنها أصبحت حمقاء في الليلة السابقة. لم يكن لديها شيء لتقلق بشأنه، من المحتمـل
أن لديه القليل جداً من الشراب ليشرب، وفكّرت بالفتاة التي كانت جميلة جداً.
ولكن سبنسر هز رأسه. فقال" أنا قلت له سأنزل عنده بعد العشاء ." ولكنه لم يدعها للمجيء. كــــان لا بد لها أن تحزم على أية حال، وهي أرادت التحدث مع أمها بشأن الزفاف. كان لديهم الكثير مـــن الخطط قبل عودة اليزابث إلى كلية فازار.
كان لديهم عشاءً مبكراً، وشرب والد سبنسر نخبها. كان وقتاً لطيفاً دافئاً قضياه سوية بعد عطلة نهايـــة أسبوع رائعة ولكن الزفاف بدا دهراً بعيداً. كرهت فكرة إنهاء دراستها في الكلية ، رغم أن سبنسر أصـر على أنها ستمر بسرعة.
غادر سبنسر البيت في الساعة التاسعـة وأخذ سيـــارة أجرة إلى المطعم . جلس هو بصمـت يحـــدق إلى الخارج من نافذة السيارة عندما كانوا يقودون،وهو يشعر بالذنب للغاية. كان مخطوباً تواً ، وأصبح الآن هارباً ليرى فتاة أخرى.أنها كانت نوع لا يمكنه أن يتخيل ماذا يعمل تجاهها ، ومع أنه عرف أن عليه أن يرى كريستال قبل أن يغادر أو على الأقل يحاول أن يراها . ربما تغيرت لدرجة أكبر ممـا يعتقــد ، ومــن المحتمل أنها أصبحت ساذجة جداً،أو ربما أصبحت عاهرة.هو أرادها أن تكون، أرادها أن تكون رخيصة ومملة وغبية. هو أرادها أن تكون لا شيء من الأشياء التي كان يحلم أنها أصبحت منها. وهــو أراد في آخر المطاف أن يكون قادراً على أن ينساها . ولكن قبل أن يتمكن من ذلك ، عليه أن يراها ثانيــة ، مرة واحدة فقط، قال لنفسه ذلك عندما دفع أجرة التااحبي ومشى بسرعة نحو مطعم هاري.
هو طلب شراب ويسكي اسكوتلاندي،وأنتظرها لتأتي ثانية.قرر هو أن لا يقترب منها إلى أن غنت. أراد أن يسمعها تغني مرة أخرى. وعندما خرجـــت أخذت أنفاسـه ثانية. هي غنّت إلى روحــه عنـــدما جلس وشاهدها. وعندما غادرت المسرح طلب من رئيس الندل أن يأخذ لها ملاحظة ويذكرها فيها بلقاءاتهمـــا في وادي الأسكندر لدى زفاف أختها وبعد ذلك تعميد طفلتهم . كان إدراكا مفاجئاً وشاذا وربمــا لــم تعــد تتذكره ولكنها دخلت إلى المطعم ووقفت تنظر إليه للحظة ، تنظر إليه كأنها رأت شبحـاً ووقف ، فعــرف بسرعة أنها حملت تلك الذكرى لسنين ، كما حملها هــو . كانت هي تلبس ثوباً حريرياً نقياً ، وبشعرهــا الشاحب الطويل الذي أنتشر على كتفيها ، بدت كأنها ملاك. وقفت تنظر إليه لوقت طويل قبل أن تكلّمــت أصبح صوتهـــا أعمق مما تذكره،وأصبحت طويلة ورشيقة،ولكنه لم يسبق أن رأى عينين تشبه عينيهـا تماماً،عينان ملؤهما الحب والألم،عينا الظبية،تذكرها الآن وهي تخرج من الغابة ببطء.عرض يده لهـــا، وعندما أخذتها في يدها،ظن أنه ذاب في لمستها.كان عليه أن يجبر نفسه ليدعها تذهب . كل الذي أراده أن يمد يده إليها ويحملها.أنه أصبح يشعر بنفس الشعور الذي كانت هي تستحضره فيه من قبل، ولكنها كانت بالكاد أكبـر من طفلة في ذلك الحين.قال لها" مرحباً يا كريستال." أمكنــه أن يشعر بصوتــه يهتــز
85
عندما تكلّم وتساءل أن كانت تسمعه.مضى على ذلك زمن طويل."
قالت نعم.ابتسمت له بخجل فقالت " لم أكن أعتقد أنك تتذكرني." هو أعتقد نفس الشيء وهو لم يخبرها أنه لم ينسها.
قال لها " بالطبع أن أنا تذكرتك.حاول أن يعاملها كطفلة،ولكن لم تعد تنفع الحيلة.لم يكن الآن هناك شيئاً طفوليا في تجربة الثوب الضيق الذي ساعدتها بيرل على اختياره من المال الذي أعطاها هاري للأزيــاء وقد دفعت ثمنه. بدأ الناس بالمجيء إلى المطعم، ليروا كريستال فقط.
قال لها سبنسر" هل تستطيعين أن تجلسين لفترة قليلة ؟"
قالت كريستال" أكيد." هي أخذت المقعد الذي أمامه، لم يكن عليها أن تستمر ثانية حتى منتصف الليــل.
قال لها"متى أتيت إلى سان فرانسيسكو؟"كان يحاول أن يتذكر كم أصبح عمرها،ولكنه تصور أن عمرها لا يمكن أن يكون أكثر من ثمانية عشر عاما رغم أنها تبدو الآن أكبر بمقدار كبير.وعرف بشكل غريزي أن الحياة لم تكن رحيمة بها.أمكنه أن يسمعها من الطريقة التي غنت،والآن رآها بعينها عندمـا أجابــت. كان هنالك شيء ما مختبئ هناك، شيء فظيع ومؤلماً وشعر به من دون أن تقول أي شيء، كما لو أنــه عرف،وكان يعرف دائماً كل شيء عنها.كما لو كانت جزءاً منه. وكما كان قبل عامين تماماً، شعر بأنـــه أنجذب إليها بشكل لا يقاوم. أنه بالضبط ما كان يخاف منه.
أجابت كريستال تقول" أنا أتيت إلى هنا في الربيع الماضي.كنت أعمل نادلة على المناضد في ذلك الحين ولكنني كنت أغني طيلة الصيف."
قال سبنسر" أنت أحسن حتى مما كنت أتذكر."
قالت كريستال"أشكرك."هي أحست بالخجل معه.كل الذي أرادته أن يجلس هناك فقط وتشعر به بقربهـا
قال سبنسر".أنه سهل.أنا أخمّن لأنني أحببته. ولكن بدت كلماتهما بلا معنى. واصلا ينظران أحدهما إلى الآخر. كل منهما يتساءل بماذا كان يفكر الآخر. لم يستطع أن يتمالك نفسه في ذلك الحين، كان عليـه أن يعرف كانت ولماذا شعر هو أن شيئاً ما قد حدث لها .
قال سبنسر لها" هل أنت على ما يرام؟" كان صوته لطيفاً، وقد تحركت مشاعرها بسؤاله لها. لم يسألها شخص آخر ذلك أبداً،ليس بالطريقة التي كانت لديه. لم يقل لها أحد منذ مدة طويلة،وقت طويل ودمعـــت عيناها عندما أومأت.
قالت " أنا على جيدة."
ثم كان الإحساس يوحي بأن هنالك ما هو أكثر، فقال" ما الذي جعلك تنتقلين إلى سان فرانسيسكو؟
هي ترددت للحظة طويلة ثم تنهدت، وهي تلقي بشعرها إلى الخلف فوق كتفها، وللحظة بدت مرة ثانيــة
أشبه بالطفلة،نفس الفتاة التي تحدثت إليه من الأرجوحة في مكان آخر،عمرٌ آخر.فقالت له"أن أبي مات. لقد غيّر الكثير من الأشياء بالنسبة لي."
هل أن أمك باعت المزرعة؟"
هزت كريستال رأسها،وقد خنقتها العبرة بعد الكلمات التالية قائلة" لا،توم يديرها الآن."وأخيك؟" لا زال سبنسر يتذكره،الولد المشعر الأشعث ذو الساقين الطويلتين،الذي أحب أن يضايق أخته. هو تذكره عندما كان يسحب شعر كريستال،وضرباتها له،لكن كانا كلاهما في مرح جيد.بديا كلاهما مثل طفلين في ذلـــك الحين، لكنها لم تدم.
قالت له "لقد مات جارد في الربيع الماضي.تمكنت بالكاد أن تقول هذه الكلمات عندما كان سبنسر يحدق فيها.الأشياء كانت صعبة،ولكنها لم تخبره تماماً كم كانت أصعب. أو كيف مات جارد. أو عن سبب موتـه كان ذلك خطأها. لا زالت تفكر بتلك الطريقة حول الحادث.
قال لها سبنسر" أنا آسف... هل مات في حادثة؟" هو يمكن أن يكون مريضاً. كان حدثاً جداً. خرج قلـب
سبنسر إليها عندما ترددت في الإجابة مرة ثانية،ثم أومأ بعد ذلك. كانت تنظر إلى يديها لكي لاتنظر إليه، وبعد ذلك رفعت عيناها وكاد يسقط إلى الخلف من قوة ما رآه هنـــاك.أنه الغضــب والكراهيــة والخــوف
86
والأحلام الضائعة. كانت أشياء قوية، وأخذ يدها في يده ومسكها.
قالت" لقد أطلق توم عليه النار." اخترقته عيناها مثل شعاع البرق.
قال سبنسر" يا إلهي ... هل كانا يتصيدان سوية؟ ماذا حدث؟"
هزّت رأسها ببطء وهي تقول" لا. فهي لا يمكنها أن تقول له كل شيء. لا يمكنها أن تخبره بأن توم قد أغتصبها. هي لم تخبر أي شخص عدا بويد وهيروكو وهي عرفت أنها لن تقول ثانية. يجب أن تعيش مع عارها مدى الحياة.
تكلّمت بهدوء وهي تقول " لقد كانت غلطتي."كان الذنب قوياً جداً بحيث لا يمكنها أن تكــف حتى عن البكاء. وأضافت تقول" حدث شيء ما بيني وبين توم وأنا أصبحت مجنونة قليلاً.هي أخذت نَفَساً كمـا لو كانت تكافح لتتنفس الهواء، ومسك سبنسر يدها بأحكام أكثر. ثم أردفت تقول" أنا طاردته ببندقيـــة أبي. وأطلق توم علي النار فأصابت جارد."
قال سبنسر" آه يا إلهي.... نظر إليها برعب بالكاد يجرؤ لتخيل الشيء جعلها تطارد زوج أختها ببندقيـة
والدها. وبعد ذلك فهم بسرعة ما هو الذنب الذي حملته معها.
قالت كريستال" لقد قال الشريف أن جارد مات لأسباب عرضية. وأنا غادرت بعد أيام قليلة من دفنــــه." قالتها ببساطة جداً ، ما عدا ذلك تغير فصل حياتها إلى الأبد. وبينما كان يذهب إلى الحفلات في واشنطن وإلى بحيرة تاهو وساحل النخيل ،فأن كريستال فقدت والدها وأخاها. أن شيء مروع لمجرد التفكير بــه وكان معجباً أنها نجت منه تماماً، وهو ممتن أنه وجدها في سان فرانسيسكو.
قالت " كانت علاقاتنا أنا وأمي سيئة على أية حال بعد وفاة والدي.وأنا أخمّن الآن أنها تعتقد بأنني قتلت جارد.على أية حال،أنا فعلت.كانت غلطتي. كان يجب علي أن لا أطارد توم ولكن...." ملأت عيناها فجـأة
بالدموع. هي عرفت أنه لا يمكنها أن تشرح له ذلك.ولكنه عندما أصغى إليها أشتاق أن يمسكها ويقبّلها.
قالت" لم نبق أنا وأمي قريبتين . أعتقد أنها كرهتني لكوني كنت قريبة جداً من أبي."
قال سبنسر" هل سمعت عنها منذ أن غادرت أنت المكان ؟"
هزّت رأسها وهي تقول لا. لقد انتهى كل ذلك."هي ابتسمت بشجاعة." فقالت " أنا هنا الآن هذه حياتي. وذلك الماضي.علي أن أفكر بما أفعله هنا في الوقت الحاضر.أنا لا أستطيع أن أنظر إلى الوراء.أنا تركت كل ذلك.لقد مضى كل شيء الآن."هي نظرت بهدوء إلى سبنسر.وتساءلت أن كان قد رأى عائلة ويبستر بعد ذلك. فقالت" هل رأيت بويد وهيروكو؟"
هز رأسه مذنباً،حاولت مرتين فلم أستطع الوصول إلى الوادي.لا يجب علي ذلك.أنا كنت أروم الذهاب إليه، ولكنني كنت هنا فقط لأيام قليلة. هل أنهم بخير ، أو هل تعرفين عنهم شيئاً ؟
ابتسمت له بحزن وأحس أن أحشاءه تتحول إلى هريسة مرة ثانية.كانت طفلة بشكل لا يصدّق، فأصبحت امرأة بشكل لا يصدق.أصبحت لديها شهوة جسدية تصرخ به،رقّة في الأنوثة جعلته يريد البقاء بجانبها ويحافظ عليها دائماً،ورغم ذلك قوة مدهشة أيضاً.أنها قوتها التي ساعدتها على البقاء.فقال لها وصلتني رسالة من هيروكو في الأسبوع الماضي. أنها تتوقع طفلاً آخر. أنا أخمن أنهم يريدون ولــداً هذه المرة، ولكن جين حلوة جداً."هي أخبرته قصص قليلة عن طفلتهما،وبعد ذلك كان عليها أن تستمر ثانية، وهو وعد أن ينتظرها. يمكنه أن يتحدث معها لساعات. لم يكن يريد أن يتركها. أبداً مرة ثانية. هو أحس أنها كانت بحاجة إليه. وأراد هو أن يكون هناك من أجلها.
بدت تغني له فقط هذه المرة ، صوتها يمتد إليه مثل أصابعــٍ طائشة . كانت فيها إثارة جنسية ممزوجـــة بالبراءة تجعل الرجال يريدون الوصول إليها ليلمسوها. أصبحت الساعة الواحدة تقريباً عندما نزلت مـن
المسرح، وتحدثا لساعة أخرى حتى أغلق المكان، وأقترح عليها أن يأخذها إلى البيت. أنتظر هو إلى أن
غيرت ملابسها، وكانت أشبه بلمحة من الماضي عندما خرجت مرة ثانية بتنوره صوفية وبلوزة بيضاء
وسترة منقوشة وجدتها في دكان توفير. بدت كأنها فتاة صغيرة مرة أخرى،إلا أن العينين اللتين تنظران إلى عينيه كانتا نفسها عينا تلك المرأة. المرأة التي كان يحلم بها لمدة ثلاث سنوات ولم ينسها . المـرأة
87
التي حلمت به، والتي عرفت كم كانت تحبه دائماً. مشّاها ببطء عائداً إلى المكان الـذي مازالت تستأجر به غرفة من السيدة كاستاجنا. ووقفا في الخارج لفترة طويلة،وهو يتحدث عن حياتـــــه في نيويورك، وأصدقاءه،أي شيء ليبقيها هناك، ومن ثم كما لو كان كلاهما ينتظرانه طوال الليل، مد يده وسحبها إليه وقبّلها.
قالت" سبنسر.."كان صوتها همس في هواء الليل البارد عندما ضمها إليه ليدفئها و يشعر أنها بقربـــه
فأضافت تقول " كنت أحلم بك طيلة كل هذه السنين.... أحيانا أتظاهر لنفسي لو أنك كنت هنــاك سيكون كل شيء مختلف."لكنها نجت منها، حتى من دونه. هو أحترم ذلك فيها. وكانت تصنع لنفسها شيئاً مــا.
هو سأل نفسه إن كانت لا تزال تحلم بالذهاب إلى هوليود، ولكنه لم يسألها .
قال لها أنا أتمنى لو أنني كنت هناك." أدار وجهها إليه بأصبع لطيف تحت ذقنها قائلاً أنا لم أنساك. أنـا
فكرت فيك مرات كثيرة... أنا لم أكن أعتقد أنك تتذكرينني أيضاً. أنــا اعتقدت بأنك ستكونين مختلفة، أو ربما متزوجة الآن، كان ذلك آخر خيال له. لم يكن يعتقد أنه يجدها وحدها، تغني في نادي ليلي في سان
فرانسيسكو،تعجّب من يد القدر،التي قادته إليها.فربما سيعود إلى نيويورك وهو لا يعرف أنها هناك، من دون أن يراها. ولكن الآن حيث لم تكن لديه فكرة عن ما يعمله من أجلها. أنه أتى إلى سان فرانسيسكــو ليصبح مخطوباً لليزابث باركلي.وهو الآن واقفاً خارج البيت في جرين ستريت واقعــــاً في حب كريستال ويات.
قالت كريستال"أنا أحبك يا سبنسر."نطقت الكلمات همساً كما لو كانت خائفة بأنها لن تحصـــــل على الفرصة ثانية, وشعر بقلبه يذوب. كيف يخبرها عن الفتاة التي سيتزوجها؟ هو لفّها بين ذراعيه وأبقاها
ملتصقة به. أراد أن يبقيها هناك إلى الأبد. فقال لها" أنا أحبك أيضاً... آه يا إلهي... أنا أحبك يا كريستال
كيف أمكنه أن يقول لها ذلك؟لم يستطع أن يعدها بأي شيء،وكل الذي أستطاع أن يفعله أن ينتظر معها للحظة قصيرة ثم يعود إلى نيويورك مع اليزابث في صباح اليوم التالي . أو هل كان لزاماً عليه أن يفعـل ذلك على الإطلاق ؟لماذا لم يستطع أن يأخذ كريستال بدلاً منها ؟ لم يكن هنالك شيء خطأ في ذلك للحظة واحدة مشرقة ، عرف الحقيقة الكاملة بأنه كان يحبها دائماً. ولا يهمّه الآن كم يكلفـــّه الثمن ، عليه أن يخبرها قال لها" أنا أحببتك منذ المرة الأول التي التقيت بك." انه بدا بحالة جيدة ليقول لها الكلمات كما لو أنه أنتظر ثلاث سنوات ليجدها ويخبرها. لا شيء آخر يهمه الآن. لا شيء ولا أحد.
ابتعدت عنه لتنظر إليه بعد ذلك وكانت تبتسم له ، الطفلة التي التقى بها ذات مرة على الأرجوحة كبـرت
وأصبحت امرأة،وعندما مسكها عرف كم أحبها بشدة. وراء الكلمات، وراء السبب. وراء أي شيء.كان فيها كل شيء أراده.
قالت له" كنت أفكر فيك طوال الوقت...كنت وسيمــاً في ذلك الوقت عندمــــا أتيت إلى المزرعــة في تلك السراويل الداخلية البيضاء وربطة العنق الحمراء تلك ." حتى أنه لم يتذكر ما ذا كان يلبس ، ولكنهــــــا تذكرت،كما تذكر الثوب الأبيض الذي رآها تلبسه في المرة الأولى والثوب الأزرق من بعده. كما لو أنها تمكنت أن تقرأ عقله وأحست باليأس بعد ذلك، نظرت إليه وسألته " متى ستعــــود إلى نيويورك؟"
قال لها" غداً صباحاً . بدا مجنوناً الآن . كل الذي أراد أن يفعله هو أن يبقى معها هنا. إلى الأبد. و لكــن كانت لديه حياته الكاملة ليقرر الآن. واليزابث لتتبارى معها. ولكن ذلك لا يهم الآن. لا شيء يهم. سـوى
كريستال.هي التي من كان ينتظرُ،عندما تراجع لمدة طويلة.والآن عرف هو السبب.هذه التي كان يريدها لم يكن مفهوماً لأي أحد. ولكنه كان مفهوما بالنسبة له. صنعت له أحساس مثالي عندما مسكها.
قالت له" هل ستعود إلى كاليفورنيا مرة ثانية؟" كان قلبها يخفق بقوة عندما سألته.
قال لها" نعم."التقت عيناهما واستمرا لوقت طويل. عرف هو أنه أصبح الآن عائداً. كان سيقوم بالكثير من الشرح ليفعل . ولكن يجب عليه أن يمشي على الفحم الحجري الحار ليكون معها. وأضاف يقــــول" سأعود بأقرب ما يمكنني أن أستطيع . لدي بعض الترتيب في نيويورك على القيــــــــام به أولاً . ولكنني سأتصل."سجّل رقم هاتفها لديه وقبلها مرة ثانية وهو يحس بحلاوة شفتيها ويتذوّق مستقبله الواعـــد.
88
أنه المستقبل الذي كان يتطلع إليه، ليس المستقبل الذي كان يخاف منه. لم تعد لديـــه الآن هواجس، في ذروة اللحظة.خربش أسم شركة المحاماة التي يعمل فيها بسرعة ورقمها وكتب عنوانه ثم سحبها نحــو ذراعيه لآخر مرة. لم يرد أن يتركها. ولكنه شعر كما لو أنه في الساعات القليلة القصيرة ، قد أستقـــــر مستقبله كاملاً، وكان المستقبل الذي أراده هذه المرة.
همس في شعرها عندما مسكها بقوة وأغمضت عينيها،وهي تتذكر كم أحست بحالة جيدة وهي ممسوكة من قبل شخص ما أحبته فقال قائلاً " أنا لا أريد أن أذهب...." مما جعلها سعيدة وتشعر بالأمان بمجــرد كونها معه، إلا أنها بالكاد صدقت كل شيء كانت تسمعه. أنه أشبه بحلمٍ يصبح حقيقة وقد أخافها تمامــاً جداً.
ماذا لو لم يعد ؟ إذا اختفى؟ ولكنها عرفت أنه لن يفعل ذلك. سحبت نفسها بعيداً عنه وكان تقريباً ألمـــــاً جسدياً لكليهما عندما نظرت إليه، كما لو أنها تحاول أن تطبعه في ذهنها لتجعله قريباً منها إلى الأبد. أو
لطالما يستغرق بالنسبة له للعودة إليها. ستعيش بالكاد بانتظار تلك اللحظة.
قالت" أنا أحبك يا سبنسر."
قال لها" لا تبدين حزينة جداً إذن."
قالت " أنا خائفة." كانت صادقة معه. هي عرفت بشكل غريزي بأنها يمكن أن تكون.
قال" خائفة مِن مَن ؟
قالت " ماذا لو لم تعد ؟"
قال لها" أنا سأعود.أنا أعدك.ومن كل قلبه قصدها.كل أونس من كيانه أصبح حياً ومليئاً بالأمل. أصبحت هي كل شيء أراده. وأردف قائلاً" أنا أحبك يا كريستال."مشاها إلى الباب وقبلها ثانية . هي تعلقت بـــه وبعد لحظة رحلت.
مرّت بشقة السيدة كاستاجنا تمشي على أطراف أصابعها. أمكنه أن يسمع وقع خطواتها عندما ركضـت إلى الطابق العلوي، وعندما راقبها من الشارع رآها هو تضيء مصباح غرفتها. أتت هي إلى النافــــذة، ولوحت له بيدها،وبعد ذلك،مثل رجل وجد حلمهُ رحل ماشياً على قدميه إلى البيت في برودوي.وللحظـــة جنون،فكر في الدخول إلى غرفة اليزابث ليقول لها كل شيء .ولكنه عرف كيف يفكر في الأشياء ويتكلم معها في وضح النهار بحيث أنها لا تعتقد أنه سكراناً أو مجنوناً. لم يكن مجنوناً رغم ذلك. بل عرف أنـه أصبح أعقل من ذي قبل وعرف تماماً ما كان يريد.كل ما عليه أن يحسب الآن هو كيفية الحصول عليها
89
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: