منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 1:15 pm

61
الفصل الثالث عشر

بعد نصف ساعة أتى الشريف ولا زال جارد ممدداً في الحقل بين ذراعي كريستال. فقد أبعدوها وكانــــت أسئلتهما غير واضحة بعد ذلك.تذكرت سيارة الإسعاف أتت إلى جارد وأمه تصرخ بشكل هستيري وبكت بيكي ومسكتها.تذكرت الأطفال يحدقون فيها وأن الشريف يقول لها أنها فعلت شيء مرعب،وفي محاولة لتشرح له أنها لم تطلق النار على جارد ولكنهم عرفوا.ثم أنها انكشفت كلياً بأن توم فعل ذلك وذهبوا إلى الحظيرة لينظروا ولا زال دمها هناك في ارض الحظيرة.أتت هيروكو معها ثم وقعا على إفادة عن الحالة التي كانت بها في الليلة السابقة والصور التي أخذت لجميع كدماتها . أمرها الشريف أن تبقى مع عائلـة ويبستر بدلاً من أن يضعها في السجن وذهبوا لاستجوابها. أصبحت متهمة بمحاولة ارتكاب جريمة قتــل ولكن توم أراد منهم أن يسقطوا التهم ضدها لأن ذلك يعني أن كونـــهمتهماً بنفســـه بجريمة الاغتصاب والقتل غير المتعمد. قرر القاضي بعد ذلك أنها حادثة وكان توم متهماًقانونياً بالاغتصاب، وفي النهايــة أسقطت جميع التهم وأعلن عن موت جارد أنه كان لأسباب عرضية . لقد غادروا قاعة المحكمة سويـــة ولم تر كريستال توم وأمها ثانية حتى أقيمت جنازة جــــارد. هي وقفت خلف الكنيسة مع بويد وهيروكو ونشرت في كافة الصحف المحلية.جميع أصدقاء جارد كانوا هناك والفتاة التي كان يراها في كاليستوغا. الجميع بكوا ومن ضمنهم توم،الذي بدا متهماً نحو كريستال عندما غادر الكنيسة.كان يحمل نعش نسيبه حيث جعل معدة كريستال تلتوي، ولكن كانت أوليفيا تريدها بتلكالطريقة . في عقلها لم يكن موته خطــأ توم بل خطأ كريستال وقد دفن في قبر بسيط بجانب أبيه.كان يوماً لن تنساه كريستال، ووقفت تنظر إلى السماء بصورة عمياء تفكر فيهما كلاهما وكم كانت الحياة مختلفة . لقد انتهى كل شيء الآن. لجميعهم. لم يبق هنالك شيء سوى الغضب والذنب والأكاذيب، وحزنها على فقدان أبيها وأخيها. وعندما أقتـــادها بويد، وقفت للحظة لتنظر إلى أمها.
قالت لها أمها " لا تعودي إلى المزرعة ثانية يا كريستال.أن أباك ليس هنا ليدافع عنك الآن, وأنا أعرف من أنت. نحن جميعاً نعرف.أنت قاتلة وصعلوكة وأنت لا تنتمين إلى هذا المكان،لا يهم ما فعلت لتجعــلي
أباك يصدق قبل أن مات.كان حقدها بلا حدود على أبنتها الصغرى،ولكن كريستال هزّت رأسها فقط فقد زال غضبها. أنها ستعيش بقية حياتها وهي تعرف أن غضبها كلفها حياة أخيها. وستعمل أي شيء الآن لتغير ذلك حتى لو دل ذلك على أنها ستترك توم دون عقاب. لم يكن هناك استرداد ثمن على ما فعل على أية حال،لا تغيير لذلك، لا عودة لها إلى ما كانت عليه، أو أعادة جارد إلى الحياة مرة ثانية. أن حياته قد انتهت وقد تشوهت سمعتها إلى الأبد.
تكلّمت كريستال بهدوء قائلة"ليس عليك أن تحاربينني يا أمي.أنا لا أريد أن أعود إلى البيت.حتى أنني لا أريد أن أرى المكان ثانية أنه لك كلّه. أنا ذاهبة."
تكلّم توم من خلف ظهرها تماماً وهو يقول" ماذا لو كتبناها باسمي وأسمك يا أمي ؟
أن رائحته جعلتها تتهوع كما أنها كافحت لتتجاهله. فقالت له كريستال" أنت لا تحتاجهـا في الكتابة. أنا
ذاهبة عن هذا المكان غداً ولكن لم يبق لها شيء تتركه على أية حال عدا قطعة الأرض التي أحبتها ذات مرة. والناس الذين تهتم بهم والناس الوحيدين الذين بقوا لها كانوا غرباء.
دمدم توم بصوت منخفض قائلاً " سأرى أنك لن تعودي كما أن بويد مشى إلى ألأمام ومسك ذراعهـــــا.
فقال لها بويد" تعالي يا كريستال فلنذهب الآن. لقد مسك ذراعها بشدة وأبعدها وذهبا بالسيارة مبتعدين
انهمرت الدموع على خديها بصمت وربتت هيروكو عليها بيدها عندما نظرت من النافذة . لم يكن هنـاك أي أحد يمكن أن يقول. تغير مسرى الحياة بشكل غير قابل للنقض. انتهى جارد. كان بالكاد أكثر من ولد وقد رحل. لم تنطق كريستال ببنت شفة طيلة طريق العودة إلى بيت عائلة ويبستر وعندما وصـــلوا إلى هناك تركتهما وذهبت تمشي مسافة طويلة لوحدها. مشت خلال الأعشاب الطويلة خلف بيتهما ولمسافة أميال وهي تتبع الجدول وتغني لنفسها الأغاني التي أحبها أباها وأخيها ذات مرة, وغنّت أغنية" النعمـة المدهشة". غمرتها ذكرياتهم. لم يسمعها أحد هنا. مشت عائدة إلى بيت بويد وهيروكو وعرفت الوحــدة

62


التي لم تشعر بها من قبل، الوحدة القوية جداً تساءلت للحظة إذا كانت ستنجو منها تماماً.ولكنها عرفت أنها لا بد أن تستمر.عليها أن تفعل ما وعدت أبيها ونفسها قبل سنوات.عليها أن تذهب الآن، إلى عوالم أخرى،أماكن أخرى.لوحدها ولكن مع ذكرياتهما التي كانت قريبة منها دائماً.ومع ذكرى جارد كان الذنب الذي عرفت أنها ستحمله على عاتقها مدى العمر. لن يموت لو لم تذهب خلف توم ببندقية والدهــا بأي حال تبدو كما لو أنها قد قتلته بنفسها ، وعرفت الآن أنها ستعيش في تلك الدرايــــــة إلى الأبد. لا شيء يغيرها أو يخفف من وطأة الأذى الذي حصل لها.لا شيء يقلل من ذنبها، لا يهم ما حدث لها في حياتها، ترسّخ في عقلها أنها كما لو أنها ضغطت على الزناد بنفسها وقتلت أخاها. وعنـــدما تجولت عائدة ببطء وهي تمشي على العشب الطويل غنت الأغاني التي سبق وأن غنياها سوية عندما كانا طفلين فانهمرت الدموع على خديها ونظرت إلى السماء في حزن موحش.
قالت" وداعاً يا جارد...." همست الكلمات التي لم تقلها له منذ وقت طويل جداً فقالت.... أنا أحبك...."
63
الفصل الرابع عشر

بقيت كريستال مع بويد وهيروكو لأيام قلائل. صممت أن تغادر اليوم بعــد الجنازة ولكنها كانت غارقــــة
جداً بالذنب والحزن حيث لم تستطع.هي احتاجت أيام قليلة فقط لتلتقط أنفاسها.هي لعبت مع الطفلة جين ومشت طويلاً لوحدها وتركتها وهيروكو تبقى.هي عرفت ما احتاجته بالضبط. ذهبت كريستال إلى البيت لفترة قصيرة قبل الجنازة لتجمع أشيائها وأخذت مبلــــغاً صغيراً من المـــال من فراشها.حـــاول بويـــد وهيروكو أن يتحدثا معها لتبقى طويلاً بما فيه الكفاية لتنهي المدرسة ولكنها عرفت أنها لم تستطع.أن تواجه أي شخص هناك،لقد كبرت في الليل أكثر منهم.كانت تستحق التخرج بعد ستة أسابيع , ولكن ذلك لن يبدو مهماً. لا بد أن تغادر الآن وقد عرفت ذلك.بدت هيروكو قلقة جداً عندما أنهوا العشاء بعد يومين من وصولها إلى هناك.
" سان فرانسيسكو" هي قررت قبل ذلك.كان لديها خمسمائة دولار.هذا المبلغ يكفي لتحصل على غرفة, وقد اعتزمت أن تجد عملاً في مكان ما كنادلة . لوقت كافي بحيث تحصل على نقود أكثر ثم تذهــــبإلى هوليود. ليس لديها شيء تخسره الآن وقد أدركت أنها عليها أن تجربها.نظر بويد إليها بقلق وكانــــت هناك دموع في عيني هيروكو أيضاً فقال " أنت صغيرة جداً لتذهبي إلى المدينة لوحدك. ولكن كريستــال أدركت أنها تستطيع أن تعالج أي شيء.قتلت الطفلة التي تسكن فيها بكل تأكيد مثلما قتل جارد برصاصة توم.
قالت له " كم كان عمرك عندما دعيت للخدمة العسكرية ؟
قالت" ثمانية عشر."
ابتسمت له بحزن.لا بد وأن يكون ذلك أقسى من الرحيل إلى سان فرانسيسكو."قالت" تلك ليست الغاية. لم يكن لدي خيار."
قالت"ولا أنا."قالتها بهدوء.كان شعرها مسحوباًً من وجهها إلى الخلف في جديلة طويلة,وتمكن أن يرى الكدمات وقد بدأت بالشفاء قبل ذلك رغم أنه لا زال لديها كدمة حول العين ولكنها جميلة حتى بكدمــاتها. ولديها الآن هدوء قوي حيث لا يمكن إنكار ذلك . حان الوقت بالنسبة لها لتنتقل،وعرفت أنها أحسن من أي شخص. لقد انتهت أيامها في الوادي وإلى الأبد.
في يوم الرحيل قادها بويد إلى محطة الحافلات ، انتظرا الحافلة سوية . وعدته أنها ستخبره عن مكانها وتكتب له، وللحظة طويلة كان لا بد لكليهما أن يقاوما الدموع عندما حضنها.وعندما كانا في البيت قالت وداعاً لهيروكو حتى أن ذلك كان أصعب عليها .
قال لها بويد " أهتمي بنفسك أيها الطفلة . كانت مثل الأخت بالنسبة له , وكل الذي تركتــه الآن كان هو وهيروكو . كانا العائلة الوحيدة التي اهتمت بهما ، كانا العائلة الوحيدة التي لديها في أي مكــــان وكانت تتعذب لمغادرتهما،ولكن كان هناك العالم بأسره بانتظارها.عالم ملؤه الوعد ومفعم بالأمل الجديد.وكانــت صغيرة بما فيه الكفاية لتصنع لنفسها حياة جديدة في مكان ما من العالم,عالــــم ليس فيه أناس مثل تومباركر.لوّحت هي بيديها تقول وداعاً لبويد عندما استقلت الحافلة ونفخت له قبلة في الهواء كما راقبها الناس الذين في الحافلة راقبوها بحسد. وبعد ذلك رأت الوادي يبتعد بصمت ورغم كل الذكريات المؤلمة التي حملتها معها فقد شعرت أنها تثير الحماس.
كان العالم مليء بالأماكن المثيرة التي أرادت أن تراها وكانت سان فرانسيسكو المحطة الأولى لها ومن يعرف بعد ذلك أين ستأخذها رياح القدر.
64
الفصل الخامس عشر

توقفت الحافلة في ثيرد وتاونسيند من المدينة وخرجت تنظر فيما حولها. كل شيء بدا مزدحماً ومثيـــراً وقذراً . زارت سان فرانسيسكو من قبل مرتين فقط , مرة مع والدها عندما كانت طفلة ومرة مع بويـــــد وهيروكو عندما عمّدا الطفلة . ولكن كان هذا جزء مختلف عن المدينة وأصبح قذراً وقبيحًاً.كانت هنالـك مشروبات ملقاة على الشارع , مرّت سيارات مسرعة بالقرب منها ، وقد شعرت برائحة البيرة والخمــر
وأجسام متسخة ولكنها لا زالت تشعر بإحساس المغامرة. أشترت خريطة وجريــــدة في موقف الحافلات
وجلست تقرأها فنظر المارّة إليها. كانت تلبس ملابس بسيطة وتحمل بيدها حقيبة, ولكنها كانت مدهشـة جداً.عرفت أن عليها أن تجد غرفة قبل المساء.كان السؤال أين,ولكن لم تكن لديها فكرة بالتأكيد أين تبدأ بالنظر.كانت هناك العديد من الغرف المعلن عنها وغرف إيواء في الحي الصيني،ولكنها لم تكــــن واثقة من أين تبدأ . كان لا بد لها أن تنتهز الفرصة وتبدأ في مكان ما . اختارت هي عنوانين وخرجـت لتنادي على سيارة أجرة, وسألت السائق أي من الحيين أكثر أماناً. أدرك هو على الفور أنها من خارج المدينة وحدق فيها وهي بثوب أزرق, شعرها مسحوب إلى الخلف على شكل ذيل الحصان. بدت صغيرة, ولكنه لم يسبق أن رأى امرأة بجمالها. تساءل ماذا كانت تعمل في سان فرانسيسكو لوحدها, كان لديــه حفيدة بعمرها ولم يكن يريدها أن تتسكع في ثيرد وتاونسد.نظر إلى الجريدة في يدها واقترح قائمة لم تلاحظها كريستال حتى. كانت المنطقة الايطالية قرب تلغراف هيل في مكان ما في الساحل الشمالي.
" قالت دعنا نجرب هذا أولاً.أنه يبدو أفضل من الحيين الآخرين,ويجب أن لا يكون غالياً." هي لم تلاحظ أنه لم يرمي العلم.أمكنه أن يقدم هدية صغيرة لطفلة مثلها.ما كان سيطلب منها ثمن عشرة بنسات كانـت صغيرة وجميلة وأراد أن يساعدها....
قال لها" أنت هنا لزيارة أصدقاء ؟ تساءل فجأة إن كانت هاربة , ولكنها لم تبدو كما لو كانت تختفي من
أحد.هي تبدو فقط مثل طفلة في مدينة كبيرة ولأول مرة.ونظر إليها في المرآة ثانية.قالت له أنها لم تكن تزور أحداً, وبنظرة حذر إلى اتجاه سيره،حاولت أن تبدو واثقة عندما دردشا. لم تكن تريده أن يعرف كم أنها فاتنة. فقال لها من أين أنت؟
قالت من وادي الأسكندر شمال نابا."شعرت بحزن عندما قالت الكلمات.بدت وكأنها أيام منذ أن غادرتها بدلاً من ساعات.
قال لها" زيارة فقط؟"
قالت بهدوء وهي تنظر من النافذة" لا أنا سأعيش هنا." لفترة من الوقت. ومن ثم من يعرف؟
أنتظر العالم أن يفتح لها أبوابه, تماماً كما وعدها والدها. رغم أن ألم مغادرته العالم مازال جديد عنــدما كانا متجهين نحو الساحل الشمالي.عبرا شارع السوق ونظرا شرقاً فقادها ماراً بالأرصفة في أمبركديرو ومن ثم عاد من طريق الحي الصيني وما وراءه إلى الساحل الشمالي حسب العنــوان . كان بيتاً صغيراً, بسيطاً مزود بستائر نظيفة في النوافذ وكانت امرأتين عجوزتين واقفتان على الشرفة, يتحدثن بنشــاط وقد سحب شعرهن بقوة إلى الخلف على شكل كعكات, يرتدين مئازر فوق ثيابهن السود . ذكرنــها على الفور بجدتها منيرفا ، ثم طردت الفكرة من عقلها . طردت كل ذكريات أيامها في الوادي والناس الذيـــن كانوا خلفها. شكرت السائق وسألته كم الأجرة.
قال لها" لا شيء... هو بخير....أصدر صوتاً خشناً وبدا محرجاً ولكنه لن يسمح لها أن تدفع له الأجرة.
كانت طفلة رغم كل شيء، وجميلة جداً وصغيرة جداً , كانت رائعة بمجرد النظر إليها . شكرته وراقبها عندما كانت تقترب من السيدتين العجوزين وهي تحمل حقيبتها فقاد سيارته مبتعداً وهو يصفـر لنفســـه متمنياُ أن تكون على ما يرام. كانت صغيرة ولكنها أصبحت جميلة حقاً, وبدت أشبه ما تكون قادرة على الاهتمام بنفسها.فالسيدتين العجوزين لاحظنها أيضاً عندما سألتهما عن غرفة للإيجار.وحدقا فيها لدقيقة من الوقت قبل أن يجيبا على سؤالها وتحدثن لبعضهما البعض باللغة الايطالية.
65
أعذراني ؟ " بدت فجأة أصغر حتى عندما وضعت حقيبتها وبدت هالة من الشعر الشاحب اللون تؤطّــــر وجهها. كانت المرأتين يحدقان فيها بفضول وتساءلت ماذا كانتا يفكران.الغرفة ؟"هل تعرفيــن أي شيء عنها؟" كيف يأتي أنك ليس في المدرسة؟" نظرت العجوز الأكبر سناً إليها بصورة مريبة تلمس مئزرها بأصابعها. كان لديها عينين سوداء كبيرتين ووجه مغطى بالتجاعيد.
كذبت وهي تقول" لقد تخرجت في العام الماضي وانتهين من النظر إليها باستمرار.
قالت كريستال" هل أستطيع أن أرى الغرفة ؟" لم تكن لتتركهن يخيفانها.
قالت أحداهن" ربما حصلت على عمل؟"
استراحت هي على الدرجات وابتسمت كريستال وهي تحاول أن تظهر الجرأة التي لم تشعر بهــــا تماماً لحد الآن. ماذا لو احتاجت عملاً لتحصل على غرفة ماذا تعمل حينها ؟ لقد بدأت ترتعب ولكنها قررت أن تقول الحقيقة , جزء منها على الأقل. عليها أن تفعل.
قالت لنفسها " ليس بعد . أنا وصلت هنا عصر اليوم ، أنا سأبدأ بالبحث عن عمل حالما أجد غرفــــة.."
قالت واحدة منهن" من أين أنت؟
قالت كريستال " مسافة تستغرق ساعات قليلة شمال هذا المكان."
" هل أن أمك وأبوك يعرفان أنك هنا؟ مثل سائق سيارة الأجرة, هي تساءلت إذا كانت كريستال هاربة منهما, ولكن كريستال هزت رأسها وعيناها لم تقل للمرأة العجوز شيئاً.
قالت أن أبي وأمي ميتان."هي قالتها هكذا بقوة تامة جعلت المرأة صامتة للحظة.ثم وقفت ببطء،مازالت تحدق فيها . لم تر فتاة مثلها تمامــاً ، الشعـــر الشاحــب والساقيـــن الطويلين والوجه المنحوت بدقـــة.
قالت العجوز لصديقتها في صقلية" أن الفتاة تبدو مثل نجمة سينمائية،" ثم قالت لكريستال " سأريــــك الغرفة. ترين إذا أنت ستحبينها."
"شكراً لك." بدت كريستال واثقة من نفسها عندما التقطت حقيبتها. كانت غرفة صغيرة جداً خالية مـــن الهواء. كانت هنالك أربعة منها على طابق واحد والتي كانت ذات مرة بيت امرأة. والآن توجد هناك مــا مجموعها ست غرف . كانت المرأة العجوز تؤجرها وجميعها تشترك في حمّام واحد . كان لـــدى المرأة
العجوز غرفتها الوحيدة حيث يوجد فيها حمّامها الخاص.كانت في الطابق الرئيسي بجانب المطبخ حيث يبلغ إيجارها خمسة دولارات أضافية في الشهر , ويسمح للمستأجرين باستخدامها . يبلغ أيجار الغرفــة نفسها خمسة وأربعون دولاراً في الشهر وكانت هي خالية من الأثاث وتطل على البناية من خلفها ولكن بالنسب إلى كريستال كانت تستحق هذا الأجر. لم تكن تعرف مكان آخر لتذهب إليه . كانت الغرفة نظيفة بما فيه الكفاية.رأت قفل ثقيل على الباب وهي أحست أنها ستكون هنا في أمان مع المــرأة العجوز التي تراقب القادمين والذاهبين من النزلاء. قالت المرأة العجوز لكريستال" أنت تدفعين لي أجــر شهر واحد مقدماً وأن أردت الانتقال عليك أن تشعريني بذلك قبل أسبوعين."لم يسبق أن قمن بخــداع. أنهن يأتين ويذهبن ولكنهن حافظن على المكان نظيفاً وهي تحمّلت الناس المحترمين فقـط . لا سكارى ولا عاهرات ولا رجال يقدمون النساء. هي أرادت فقط نماذج من الناس نظيفين وهادئين مثل كريستال . كــان هنــاك رجلين عجوزين,وفتاة شابّة تعيش في الطابق الثالث وفي نفس الطابق كانت هناك ثلاث فتيات في غرفة مثل غرفة كريستال ورجل شاب كان يبيع بطاقات التأمين.
قالت المرأة العجوز لكريستال" إذا لم تحصلي على عمل فلا يمكنك البقاء في الغرفة ما لم تحصلين على
نقود كافية بدون أحد."
قالت كريستال للعجوز" سأجد عملاً حالما استطيع ذلك. نظرت كريستال مباشرة في عين المرأة العجوز.
هي قشرت أربعة مراهقين وخمسة عزاب من طية فاتورتها.كانت تلك النقود التي احببتها من عملها في المطعم وكانت ممتنة أنها وفرتها. أن الفتيات الأخريات في عمــــرها يصرفنها على النايلون ومشروبات الصودا ولكن كريستال كانت تدخر تقريباً كل بنس تحصل عليه وكانت تخفيها عن أمها. سألت كريستـال المرأة العجوز قائلة" هل توجد هناك أي مطاعم قرب هذا المكان تحتاج إلى المساعدة؟"
66
ضحكت المرأة العجوز. أنها تعرف الكثير منها ولكنها عرفت أن لا أحد منها يؤجر كريستال .
قالت العجوز لكريستال " هل تجيدين التحدث باللغة الايطالية؟"
هزت كريستال رأسها بابتسامه وهي تقول " لا ."
فقالت العجوز" إذن عليك أن تذهبي إلى مكان آخر. أنهم لا يؤجرون فتاة مثلك هنا."
كانت صغيرة وجميلة جداً, وهم يؤجرون الرجال الايطاليين فقط ليكونوا نوادلاً في مطاعم نورث بيج.
قالت العجوز" ربما في المدينة."
ولكن عندما بدأت كريستال في البحث عصر اليوم التالي لم يــرد أن يؤجرها أحد الأماكـــــن التي حاولت رغم أنها أخبرتهم أن لديها تجربة في المطعم. أنهم ضحكوا فقط ومعظمهم لم يدعها حتى تتـــــرك حتى رقم هاتفها لدى السيدة كاستاجنا.كانت مثبطة العزيمة عندما أشترت ساندويتش وأخذتها عائــــــــدة إلى غرفتها وكانت السيـــدة كاستاجنا جالسة كعادتها على درجــات الشرفة تراقــب النزلاء يأتــون ويذهبون وتدردش مع الناس الذين عرفتهم في الشارع في لهجتها الخاصة.
نظرت إلى كريستال عندما مشت ببطء على الدرج قائلة"هل وجدت عملاً؟كانت قدميها تؤذيها في حذائها غير المريح وبدا ثوبها الأزرق ذابلاً مثلها.ورجفت هي من الهواء البارد عندما دخل الضباب إلى الغرفة كان ذلك في شهر مايو،ولكنها كانت تشعر بالبرد كثيراً مما كانت في الوادي ولم تكن متعـــودة عليه لحد الآن. هي أشعلت الطباخ الغازي الصغير المطلي بالنيكل في غرفتها . أرته كاستاجنا لها حيــث لا يحصل نزلائها على شيء مجاناً.لم تكن تساعد أي أحد . لقد ربت عشرة أطفال في ذلك البيت وكبروا ثم ذهبــوا كانت تحسن استعمال غرفهم وكان البيت يدر عليها دخل محترم . خلافاً لكريستال التي حسبتها تصــرف النقود وتبذرها بأصابع قلقة كما أنها جلست على الكرسي الوحيد في الغرفة ونظـرت إلى صورة المسيح المصلوب على الفراش.كانت الزخرفة الأخرى الوحيدة عبارة عن رسوم ملونة لمريـم العذراء رسمــت من قبل أحدى السيدات . كانت بنــات كاستاجنا اللواتي عرفتهن كريستال فيمــا بعـــد في الدير. وبناتهــا الأخريات متزوجات ولهن أطفال ويزرن البيت كثيراً في أيام الأحد.
مشت كريستال في الشارع لمدة أسبوعين وبدأت بالرعب من عدم وجود عمل لها لحد الآن.وبينما كانت تمشي إلى البيت متأخرة في أحدى الليالي ، حاولت أن تجد عملاً في الحي الصيني ، كصــــرّافة أو حتى غسالة صحون،ولكنهم فقط ضحكوا عليها كما فعلوا قبــل يومين في نورث بيج . كانت اللـــون الخاطئ, الجنس الخاطئ وتتكلم باللغة الخاطئة دائماً. ولكن في تلك الليلة مشت إلى البيت خلال ساحل باربــــري المشهور . كانت هنالك نوادي ليلية ومطاعم وأزواج يمشون في الشارع متأبطين ذراع احدهما الآخــر، يضحكون ويتحدثون. على خلاف نورث بيج. أنها تبدو متألقة وحية وبقدر كبير من البهجة. كانت تلبس تنوره زرقاء وبلوز أبيض وترتدي زوج حذاء أبيض خفيف كان لديها منذ سنوات وبلوز استعارته من السيدة كاستاجنا. كان لونه أسود مثل كل شيء آخر تملكه وحجم عشرة كبير جداً ولكن المـــرأة العجوز شعرت بالأسف نحوها، ترتجف من البرد في الليل. فالشيء الآخر الذي تملكه فقط حيث كان دافئاً سترة فرو قديمة من جلد الغنم اعتادت أن تلبسها وهي راكبة على ظهر الفرس في أيام الصباح الباكر مـــــــع أبيها.كانت خزانة ملابسها بعيدة كل البعد عن ما شاهدته من ارتداء المرأة الأنيقة في سان فرانسيسكو. ولكنها لم تعد تهتم.كل الذي أرادته هو العمل، فعل أي شيء،غسل الأرضيات إذا تطلّب منها ذلك.أصبحت بعيدة كل البعد عن أحلامها في هوليود ولكن عليها أن تأكل وتدفع الأجر للسيدة كاستاجنا . أن عليها أن تاحبب العيش بطريقة أو بأخرى. قررت أن تجرب الفنادق في الأسبوع التالي ولكنها فكــــــّرت أن تعطي ألمطاعم آخر محاولة عندما وقفت خارج الواجهة وهي تضع علامة تقول ببساطة " هاري". أصبح كـل شيء هنا مبهرج وكانت هنالك علامة أصغر تدل على أن الكلمة وعد. تجولت كريستال في الداخل بتردد غافلة في التحديق بالأزواج الذين يغادرون. كانوا يرتدون ملابس أنيقة وعدد من النساء ارتدين ثيــــاب قصيرة. وقفت لوقت طويل تراقب رجلاً على المسرح مع عازفين يرافقانه عندما غنى "كول بورتــــرز" وتود ارن هات" وسارع رئيس الخدم إليها وسألها بفظاظة ماذا كانت تريد.
67
قال رئيس الخدم لها " يمكنك أن تدخلي هنا ما لم تنظمّي إلى الحفلــة ." فهم لا يريدون العاهــرات في هاري أو الفضوليين الذين يقفون على المدخل ليلحقون بالعرض مجاناً، ولكنه من الواضح حتى بالنسبة له أن كريستال ليست عاهرة. في سترتها الكبيرة وملابسها المتهرئة،أنها تبدو مثل اليتيمة.
قال لها" ماذا تريدين؟"
نظرت إليه مباشرة وحاولت أن تتظاهر بأن ركبتيها لا ترتجفان. فقالت له" عمل. سأعمل أي شيء. أغسل الصحون، أخدم على المناضد أي شيء... أي عمل سيء."
بدأ يقول لها شيء ما ثم نظر إليها عن كثب . كانت جميلة ، أنها تجعل قلبك يوجعك لمجـرد النظر إليها، وبدت عيناها وكأنها تمتد إليك وتلمسك. كان على وشك أن يبعدها،ثم تساءل فجأة إن كان هاري يريدها. هو ألقى نظرة على ساعته وتساءل إن كــان الرئــيس في الطابق العلــوي ولكن كان الوقت متأخــر جداً وعرف هو أنه لم يكن هناك.
قال لها" هل سبق وأن اشتغلت في مطعم من قبل؟ عدّل ربطة عنقه المقوسة وأستمر يراقب المناضـــــد ولكن عيناه عادت تنظر إليها.أن لها وجه يجعلك تريد الوقوف والنظر إليه مدى الحياة. ولكنها بدت غير مدركة كلياً التأثير الذي كان لديها عليه.كانت هناك صراحة بالنسبة لها وأوتار صوتية لا ريب فيها رغم العصبية الواضحة وهو أحبها على الفور. حتى لو كانت نادلة ؟" نعم خوفاً من أن يصدها، هي لم تخبره أنها كانت تعمل في مطعم على شكل حافلة. ثم نظر إليها عن كثب فسألها" كم عمرك؟"
أجابت" ثمانية عشر" قالت الكذبة كما لو أنها لن تعرف كيف تقول لأحد.بدأ يهز رأسه عليها وهو يلقي نظرة على الباب الذي دخلت منه. فقال" يجب أن يكون عمرك واحد وعشرون عاماً لكي تعملي هنا. أنه القانون."
قالت " ثم أن عمري واحداً وعشرون عاماً...... رجاءً...... كان صوتها لطيفاً وعيناها الزرقاء اللتان لا تصدقان ابتسمتا وكأن جزء منه ذاب. فقالت " رجاءاً سوف لن يعرف أحد."
قال" يا للمسيح," لقد أوشك أن يئن تقريباً, فقال لها" أن الرئيس سيقتلني. " ولكنها أحسّت أنـه يلــين.
قالت " سأعمل بجد.أنا اقسم أنني سأفعل.جرّبني لأيام قليلة فقط... أسبوع... أي شيء..."امتدت عيناها إليه وعرف أنه لا يستطيع أن يرفضها. كانت مجرد جميلة جداً ، ضعيفة وصغيرة جداً، وشيء ما قال له أنها في حاجة إلى العمل وستعمل بجد.ماذا بحق الجحيم.يمكنه أن يقول لهاري أنه لم يكن يعلم. ويمكنهم أن يطردوها إذا لم تكن جيدة. عـاد يحملق في وجهها ورآها تراقبه بتركيز جدي.
فقال لها" حسناً ، حسناً تعالي غداً بعد الظهر. ستعطيك أحدى الفتيات بدله نظامية وضعي عليها بعـض الماكياج . أنت تبدين كأنك طفلة من هذا القبيل. وهدر صوته قائلاً " في سبيل المسيح تخلصي من تــلك السترة.
قالت" نعم سيدي. فابتسمت ابتسامة عريضة وهي تبدو مرة أخرى كالطفلة وابتسمت له عندما حدق في وجهها. لم ير أي واحدة بجمال هذه الفتاة....وأصبح عمرها ثمانية عشر عاماً... هو صلى لكي لا يعرف هاري وإلا فأنه سيقتله.
قال لها" كوني هنا في الساعة الرابعة. تماماً."
قالت " نعم سيدي. أشكرك. كان صوتها مبحوحاً عندما شكرته. تساءل أن كان شخصاًً آخر قد التقطــها. مع ذلك يبدو أنهم سيجعلونها راقصة أو حتى متعرية. ولكنها كانت بريئـة جــداً على ذلك. ففـي كريستال وايات أكثر مما كان يظن، كما أنها أسرعــت وهي خارجة من الباب قبل أن يغير رأيه وركضت تقريبــــاً بكل ما أؤتيت من قوة عائدة إلى بيت السيدة كاستاجنا .أن أول شيء عملته أنها أعادت السترة التي استعارتها من السيدة كاستاجنا وهي تشكرها وهي تقول لها أنها كانت تعمل الآن.قالتها بفخر وثقة كمــا لو أنها نصبت رئيس شركة جنرال موتورز . نظرت السيدة كاستاجنا إليها بريبـة وهي تقول" هل حصلت على وظيفة محترمة ؟كانت الفتاة جميلة جداً وهذا الجمال ذو فائدة لمصلحتها الخاصة . بالفعل كان الرجل الذي يبيع بطاقات التأمين يتسكع في القاعات وهو يتمنى أن يركض إلى كريستال وهي في طريقهــا إلى الحمام.
68
ولكن لم يبد أنها كانت تلاحظه . كانت هادئة وأنها مسكت نفسها جيداً.هي لم تجري على مغازلة الرجال أو تفعل أشياء رخيصة كانت لائقة ومهذبة . هي تبقى في غرفتها وحتى أنها لا تستخدم المطبخ . وقـــد أحبتها السيدة كاستاجنا لأسباب لم تستطع أن تشرحها.
قالت لها كريستال بفخر" أنا أعمل في مطعم وابتسمت المرأة العجوز لها. كانت فتاة جميلة وقد ذكّرتهــا بإحدى حفيداتها.
قالت المرأة العجوز لها" تفعلين ماذا؟
قالت كريستال" أخدم على المناضد."
قالت المرأة العجوز "جيد ." تظاهرت المرأة العجوز بأنها تهدر عليهـــا ولكـن لا لأخفي عليكم سرّاً أنها أحبتها.كانت فتاة جيدة وهي لم تسبب لها أية متاعب.وأضافت العجوز تقوا"تأكدي أنهم يدفعون لك أجراً كل عشرة أيام. وقد فات الأوان في هذا الشهر لتعطينني أشعار . لقد وضعت الخوف من الله فيهم جميعاً جعلتهم في الطابور ولكنها جعلت كريستال فقط تبتسم . تمكنت أن ترى من خلالها وهي أحبتها أيضــــاً.
قالت كريستال " أنا أعرف يا سيدة كاستاجنا. ولكنني لا أنتقل."
قالت العجوز" ذلك جيد، ذلك جيد." لوحت بيدها وعادت إلى مطبخها عندما غادرت كريستال. في عصـر اليوم التالي مشت وهي تجتاز العديد من ساحات المدينة متجهة إلى هاري في ساحل باربري ، فرحـــــة وتفكر بخصوص العمل، متسائلة فيما قد يكون مختلف جداً عن مطعم الحافلة الــــذي كانت تعمل فيــــه.
ظهرت هي في الساعة الرابعة تماماً بشعرها المسحوب إلى الخلف بقوة في عقدة مرتبة وتحمل أحمــــر الشفاه الذي اشترته صباح ذلك اليوم من وولورث.كان أحمراً لامع جداً بالنسبة لوجهها ألدهني ، ولكنها وعندما نظرت في المرآة عرفت أنها بدت أكبر سنّاً بكثير.والجرسون الذي استأجرها في الليلة السابقـــة عرّف نفسه إليها على أنه شارلي ووضعها تحت رعاية نادلة كبيرة السن جذابة جداً تدعى بيرل.ضحكت وقالت أنها فيليس حقاً ولكن لم يناديها أحد بذلك منذ أن كانت طفلة. قالت أنها عملت هنــــــــاك لسنوات راقصة قبل ذلك بفترة طويلة . هي تساعد هاري الآن بالرقص له عندما يغيب أحد الراقصين أو تغني لو أرادوها أن تفعل . عرفت هاري لسنين ولم تخبر كريستـال بالفتـــرة الطويلــة التي مضت بأنهــا كانــت عشيقته نظرت إلى كريستال باهتمام ووجدت لها بدله رسمية نظيفة, وأرتها المطبخ. يصبح الأشخــاص مشغولين للغاية في حوالي الساعة الثامنة لكنهم يتوانون عند الساعة العاشرة، ثم يدخلون ثانيـــة لأداء العرض الأخير في منتصف الليل.كان مطعماً أكثر كونه من نادي ليلي،أدركت كريستال الآن تماماً وكانت مسرورة عندما نظرت حولها. تمنت لو أنهم يبقوها. دعتها بيرل لتتعشى معهم ولأداء بقية المساعـــــدة قبل أن فتحوا . وبينما كانت تسمع دردشة مريحة حولها أدركت أنها أحبتهـا . كــان هناك خــدم ونادلات ومساعدي نوادل وطباخين وغاسلي صحون في المطبخ. كان مكان أكبر مما أدركت وقررت أنها مجــرد كذلك أنها لم تكن تعرف أو أنها لن تجرؤ على الدخــول لتسأل عن العمل . ثم ابتسمت وأدركت أنهـــا لـم تعرف حتى كم يدفعوا لها أجراً.قات بيرل لها أنها يمكن أن تحافظ على بقشيشها وإذا سكر أحد ما وجعل وقتها صعباً كل ما عليها أن تفعله أن تخبر الجرسون شارلي أو أحد عمّال البار.شرحت لها بيرل قائلة" أنه مكان رائع للعمل، أنهم لا يجعلونا نشعر بالكثير من القرف هنا. أن هاري رجل عظيم."لمست عينيها دفء الذكرى عندما راقبتها كريستال.ومن ثم الكثير من الرعب لكريستال عندما قالت لها"أنت عذراء؟"
نظرت كريستال إليها بصمت وضحكت بيرل فجأة فقالت" لا ، ليس من هذا القبيل, من هو ؟ على الرغم من أن كريستال بدت كما لو أنها قد تكون."قالت بيرل أنا قصدت هل سبق وأن عملت في مكان مثل هذا من قبل؟" ضحكت كريستال وهي تشعر بالارتياح حال توضيح السؤال لها. هي خفضت صوتها وشرحت لها على نحو تآمري. فقالت" أنا عملت في حافلة الطعام في موطني الأصلي ."ابتسمــت بيرل ابتسامــة عريضة وربتت على احد يدي كريستال النحيلتين. ثم أمامك الكثير لتتعلميه يا حبيبتي.
أبقي قريبة من وسأعلمك ." شكرت كريستال نجومها المحظوظون على بيرل ، وبصورة خاصة عندمــا أصبحتا مشغولتان. أنها خدمة صعبة على المناضد وشارلي يراقبها باستمرار والناس يتوقعون أنهـــــــا
69
تتذكر ما أرادوا ولكنها كافحت لتجعل الأمور جميعها تسير بشكل مستقيم عندما خدمت عشائها الأخيــر،
عرفت هي أنها عملت جيداً وقد صدقتها بيرل على ذلك.وقد جمعت واحد وعشرون دولار من البقشيش.
كان ذلك ما يعادل نصف الإيجار الشهري تقريباً.أرادت هي أن تركض إلى البيت وتخبر السيدة كاستاجنا
كانت بيرل تملك سيارة قديمة فقالت لها"هل تريدين أن تركبي،ثم غادرتا سوية في تلك الليلة،كما وافقت كريستال بامتنان . كانت قدميها تؤلمها ألماً شديداً عندما فكّرت أن تشتري حذاءً جديــداً قبل مساء اليوم التالي.
قالت كريستال لبيرل " شكراً على الركوب ." ابتسمت بشكل ساحر لصديقتها الجديدة وتوقفت أمام بيت السيدة كاستاجنا في شارع جرين.
قالت لها صديقتها " في أي وقت. هل أن هذا المكان الذي تسكنين فيه؟" نظرت بيرل إلى البيت بفضول
فقالت" هل أنك تعيشين هنا مع قومك؟"
هزّت كريستال رأسها بهدوء وهي تقول"لا،" أنا مستأجرة غرفة هنا."
أومأت بيرل وهي تعتقد أنها يمكن أن تكون بحال أحسن في نهاية الأمر . كانت نوع من الفتيـات اللواتي يمنحهن الرجال بقشيش بكثرة،فقط مقابل السرور الذي يشعرون به عند التحدث معها وهي تتمنى الربح بإحسانها.صاحت كريستال ولوحت بيدها قائلة" ليلة سعيدة" وهي تفتح الباب بمفتاحها، وقـــــادت بيرل سيارتها الشوفرليت القديمة مبتعدة . ولأول مرة في أسابيع نامت كريستال بأمان في تلك الليلة . كانـــت منهكة ولكنها أصبحت تعمل وأصبح لديها ثروة مطلقة . وعندما نوت أن تنام ، أدركت أنها أحبت سـان فرانسيسكو. كان الطريق طويلاً إلى موطنها ولكن كان ذلك ما أرادته تماماً.
70
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: