لمن يكتب الروائي ؟ ألنفسه أم للقارئ ؟ أم أنه تمثيل لواقع يجسد فيه ,أو خيال ينسج من خلاله فضاءته؟ أيا كان في الأخير يبقى الهدف أنها صناعة .
على الرغم من هذا الفن إلا أنه يشهد انفجارا سنة بعد سنة لا يمثل فيه إلا صورة يعتقده أي روائي من البداية حتى تتمت المشاهد والأحداث والعقدة الرمزية وغيرها . في صناعة الرواية نقف عدة وقفات أولها :
التحول
في السابق كانت الرواية تجسد مبادئ قويمة, ترتكز على قدرة لغوية تنبث منها خلالها قدرة الروائي في توظيف أدواته في وصف المشاهد والحوارات وبلوغ الذروة أي العقدة, أضف إلى ذلك براعة الوصف والخروج من المأزق.كل هذه التحولات أصبحت وباتت تتلاشى شيئا فشيئا نظرا لتغيرات وقناعات وتحقيقا لبعض الأهداف من نظر أي روائي .
هذا التحول التي تشهد الرواية ولا تزال في تحولها , يراه بعض النقاد انه تحول محمود نظرا للتطور والمحاكاة, والخروج عن النص ,وعن القيم والتعبيرية والذاتية والدينية . إلا أن آخرون عبروا عنه بأنه انزلاق في منحدر يكشف عن رداءة وسوء وصف.
الفكرة
لابد لكل رواية منشأ فكرة تقوم على أساس ومنطلق إلى الدخول من بين الشخوص والأحداث والحبكات المتعددة دون الإخلال بها فكونها تنطلق من خلال التعبير بلغة ذات قدرة عالية تعتمد على البراعة والتخييل وتستوحي هذه القدرة من خلال الوظيفة الجمالية الإيحائية والترابط بالقيمة الواقعية والفضاء الواسع , واختيار اللفظ المعبر الذي يوصل بالقارئ إلى فهم فكرته الرئيسة.
الانفجار
إن المتابع في أرفف المكتبات قد امتلأت بالروايات ذات القيمة والفن الأدبي الروائي إلى جانب الغث والسمين , والتي تستقي سقطاتها الاجتماعية من فتات الهباء . فضلا عن كون المزاوجة بين السرد والنثري وسرد المشاعر, وتحقيق أهدافا لا تجني إلا سوى المزاحمة. ولا زالت تتربع علو السرديات مادة, وإشباعا من جانب النقد الذي يرتقي بها في تهافت غير مبرر .ضنا في امتلأ وانتفاخ الحجم النقدي لمثلها.
أما الأولى ذات القيمة الروائية المعتمدة على تفجير اللغة واستخدام الأسلوب الأدبي استخداما ذا علاقة فنية من حيث اختيار العبارات والمفردات التي توحي بتفاعلها بالواقع عن طريق الشخصيات, وترابط الأحداث , وأهم ما يميز الرواية الحديثة أنها تخلصت من القيود التقليدية معتمدة على المفاهيم الجديدة ذات الخصوصية من ناحية الجنس والنوع والتشكل وإدراك القيم الاجتماعية
رؤية عبدالله العمري
