منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةعامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

عامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب   عامل البرد  رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون  ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالإثنين سبتمبر 10, 2012 2:04 pm

عامل البرد


رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة ساندرا براون

تنقيح الدكتور رمضان علي عبود

ترجمة ذياب موس رجب



نبذة عن المؤلف


الكاتبة الأمريكية الشهيرة ساندرا براون هي مؤلفة العديــد مـــن الروايات التي تعد من أفضـــل مبيعات نيويورك تايمز. ومن معظم رواياتها الجديدة هي،الارتداد،عامل البرد،الأبيض الحار،وأخيراً مرحباً أيها الظلام.تعيش هي وزوجها في مدينة أرلنكتون بولاية تاحباس .

المقدمة


خمس نساء من بلدة كليري الجبلية الهادئة في ولاية كارولينا الشمالية أصبحن في عداد المفقودات ، تُركَ شريط ازرق قرب المكان الذي شوهدت فيه كل امرأة آخر مرة .عادت ليلي مارتن إلى كليري لتنهي عملية بيع قمرتها.ولكن عندما انزلقت سيارتها وضربت الرجل الغريب بن تيرني حال خروجه المفاجئ من الغابة لم يكن لديهما خيار سوى الانتظار في القمرة لحين انتهاء العاصفة الثلجية.وعندما طالت ساعات حجزهما تساءلت ليلي أن كان التهديد الأعظم لسلامتها يأتي من الرجل الغريب الذي ينام بجانبها وليس من العاصفة نفسها.

الفصل الأول

كان القبر دون القياس ويتوقع للعاصفة أن تاحبر الرقم القياسي. أكثر بقليل من عمــق طاسه ضحلة بعيداً عن الأرض الصلبة ، حفر القبر لمليسنت جن ذات الثمانية عشر ربيعا ،شعرها بنّي قصير وقوامها لطيف، يبلغ طولها خمسة أقدام وأربع بوصات، أبلغ عن فقدانها قبل أسبوع. حفر القبر بشكل كافي ليلائم طولها. يمكن معالجة زيادة أو قلّة عمقهُ في الربيع حينما يبدأ الثلج بالذوبان إذا لم يتخلص الزبالون من الجثة قبـل ذلك الحين. أدار بن تيرني نظرهُ من القبر الجديـد إلى قبور أخــرى في الجوار. زوّدت أربعة من تلك القبور بالتمويه الطبيعي مــن حطــام الأشجــار والعفــن الخضري في الغابة وقد أعارت الطبيعة كـل واحد من تلك القبور تغيّرات دقيقة للسمات السطحية لو عرف أن شخصا ما يبحث عنها.فإذا سقطت أيّـة شجرة على قبر من تلك القبور فأنها تخفيه تمامـــا ولا يمكن رؤيتــه عدا شخص ما يعرفه بالعين المجردة مثل تيرني.ألقى بن تيرني نظرة أخيرة على القبر الخالي،الضحل،ثم ألتقط مجرفة عند قدميـه وأدار ظهره مبتعدا وبينما كان يقوم بذلك لاحـظ آثار جزمتيه الداكنتين وقـد تركت على السجادة البيضاء الناجمة عن المطر الثلجي.لم يعر لها اهتماما أكثر مما ينبغي. وإذا كان ما ادعاه رجال الأرصاد حقيقة فأن عدة بوصات مــن المطر المتجمّـد ستغطي آثار تلك القدمين وعند ذوبان الثلج فأن الطين سيمتص تلك الآثار.ومع ذلك لم يتوقف تيرني ليقلق بشأنها لذلك تعيّن عليه النزول من الجبل الآن.ولقـد تـرك سيارته على الطريق تبعد بضـع ياردات من القمة والمقبرة البديلة.رغم أنه يتحرك الآن نازلاً بمنحدر مؤثر لا يوجد هناك ممر يسلكه خلال الغابة الكثيفة وأن سطح الأرض السميك حدد قوة الجر لديه ولكن الأرض غير مستوية وخطرة أكثر من ذي قبل وتكمن خطورتها بسبب المطر العنيف الذي أعاق بصرهُُ.ومع ذلك كان يمشي مسرعا وأجبر على أن يسلك مساره بعناية ليتفادى العثرة. تنبأ رجال الطقس بهذه العاصفة منذ أيام .أن التقاء عدة نظم لها قوة يمكن أن تخلق أسوأ عواصف الشتاء في الذاكرة الحديثة . تلقى الناس النصائح والتدابير الوقائيــة فيمــا يخــص التموين وإعادة التفكير في خطط السفر حال مشاهدة مسارها البارز وأن الشخص الأحمق فقط أو شخص ما تجبره أعماله أن يراعيها مثل تيرني هو الذي يغامر في هذا الجبل .تحوّل الرذاذ الذي سقط في العصر الباكر إلى مطر متجمّد مخلوطٍ بالثلج . لسعت كرات الثلج وجهه كأنهــا وخز دبابيس وهو منهزمـــاً في الغابة . أحنى كتفيه وآدمياقته فوق أذنيـه التي تخدّرت هي الأخرى من البرد. زادت قوة الريح بشكل ملحوظ. وأصبحت الأشجار تضرب بأغصانها العارية وتطقطق في الريح العاتية مثل عصي الإيقاع الموسيقي فسلخـــت أبرها الدائمة الخضرة وهي تضرب بها.وقد لسعت أحدى هذه النبلات الضاربة خدّه بسرعة خمسة وعشرين ميلا في الساعة خارج المنطقة الشمالية الغربية ففكّر ببقايا عقله الذي يسجل الحالة الآنية للأماكن المحيطة به تلقائياً فعرف الأشياء التالية: سرعة الريح ، الوقت، درجة الحرارة، الاتجاه بشكل فطري،دليل اتجاه الريح الساعة،المحرار ومحدد المواقع.وهذه الأشياء تعطي معلومات وثيقة الصلة بإحساسه اللاواعي .فطور تلك الموهبة الفطرية إلى مهارة جعلته يقضي معظم حياته في العراء لم يفكر في تلك المعلومات المتغيرة للبيئة بإحساس من قبل ولكنه أصبح يعتمد على قدرته ليدركها حينما يكون بحاجة إليها. فهو يعتمد عليهـا الآن، لأنها تجعل من الصعوبة اللحاق به على قمّة جبل كليري ثاني أعلى قمة جبل في ولاية كارولينا الشمالية بعـد قمّة جبل ميتشل وهو يحمل مجرفة هاربا من أربعة قبور قديمة وقبر آخر حفر حديثا.لا يمكن الاعتماد على الشرطة المحلية في تحقيقاتهم العنيدة ونجاحهم في التعامل مع الجريمة.يعتبر قسم الشرطة في الواقع نكتة محلّية.حيث كان رئيس الشرطة من رجال الشرطة السرية في مدينة كبيرة ثم طرد من القسم الذي كان يخدم فيه .فرئيس الشرطة دوتش بيرتون يقود عصابة حمقى من الضباط السذج ذوي الرتب الصغيرة والذين ينتسبون إلى شرطة المدينة حيث أنهم يرتدون بدلات رسمية أنيقة مزودة بشارات لامعة وكانوا يضغطون بقوة على المذنبين الذين يرسمون أشياء ماجنة على حاويات النفايات في المدينة خلف محطة تاحباكــو. ولم يركزوا على خمس دعاوى قضائية لأشخاص مفقودين بقيت دون حل.وبالرغم من حالات قصورهـم هذه استنتجوا أن خمـس نساء مــن جالية صغيرة قد اختفين من جبــل كليري الوديع في غضون عامين ونصف وكانت تلك أكثر من صدفة في كافة الاحتمالات. لفّقت الإحصائيات مـــن قبـــل الآخرين حتى الأشد خوفا. إلاّ أن اختفاء خمس نساء في هذه المنطقة الجبلية المتناثرة السكان كــان صاعقاً وبناءاً على
1
ذلك أفاد الرأي العام بأن تلك النسوة الخمس قد تعرضن للعبة حمقاء،وبالتالي فأن إيجاد رفات بشر ليست نفس النسوة هو مهمة مواجهة السلطات . وسيقـع الشك على الرجل الذي يحمل المجرفـــة في الغابـة مثل تيرني . فهو طائر تحت رادار استطلاع رئيس الشرطة لحد الآن . كان حاسما أنه بقى كذلك . وفي أحـــدى خطواته نقر على الإحصائية الحيوية للنسوة اللواتي دفــنّ في القبور على القمّــة. كارولين مادوكس ذات الستة والعشرون عاما لها صدر عميق وشعرها أسود جميل وعيون نرجسية كبيرة . أبلغ عن فقدانها في تشرين الأول الماضي فهي الأم الوحيدة والمعيل الروحي لطفل مصاب بمرض السكّر . نظفت الغرفـة التي يسكنها أحد الضيوف في البلدة . كانت حياتها تعيسة من الكـدح والتعب من دون توقف . حصلت كارولين مادواحب على وفرة من الراحة والسلام الآن. وكانت لورين إليوت عزبـاء شقراء وسمينة، تعمل ممرضة في عيادة طبية . بتسي كالاهان أرملة ربة بيت كانت أكبر سنا من الأخريات. توري لامبرت أصغرهن سنا. كانت الأولى والأكثر جاذبية أيضا وهي الوحيدة التي لــم تكن من سكان كليري.زاد تيرني من سرعته وهو يحاول تجنب أفكاره الحزينة وقسوة الطقس.بدأ الثلج يغطي أطراف الأشجار مثل الأكمام.وأصبحت الصخور مزججة به.وعمّا قريب سيصبح الطريق المنحدر الحاد أسفل جبل كليري غير صالح للمرور فكانت الأولوية بالنسبة له هي كيفية النزول من هذا الجبل اللعين.ولحسن الحظ فأن البوصلة لم تخب ظنّه فخرج من الغابة بمسافة لا تزيد على عشرين قدما من المكان الذي دخل إليه . لــم يفاجــأ حينما رأى سيارته مغطاة بطبقــة سميكة من المطر الثلجي . وعندما أقترب منها أصبح يتنفس بصعوبة . تندفع من أنفاسه هبّات بخــار في الهواء البارد . كان نزوله من القمة صعبا ، وربما كان سبب تنفسه المجهد ودقات قلبه السريعة هو حصر النفس أو الإحباط أو الندم . وضع المجرفة في صندوق السيارة . ودخل فيها وأغلق الباب بسرعة ، تعتبر السيارة بالنسبة له الملجأ ألترحيبي من الريح الشديدة. نفخ يديه مرتعشا ومسحهما سوية بشدّة على أمل أعادة الـدورة الدموية لأطراف أصابع يديه. أصبحت القفازات المطاطية ضرورية ولكنها لا تحميه من البرد أخذ زوجاً من القفازات الكشميرية المطاطية المخططة من جيب معطفه ولبسهما . أدار مفتاح التشغيل ولـم يحدث شيء . أحنى جسمه نحو دواسة البنزين وحاول مرة أخرى . لم يسمـــع حتى هدير المحرك وبعـــد محاولات عديدة فاشلة اتكأ على المقعــد ونظــر إلى المقاييس الموجودة في اللوحة متوقعا أن تشير إلى ما هو خطأ. أدار المفتاح مرة أخرى ولكن المحرك ظل ميتا وصامتا بلا حركة كالمرأة التي دفنت بهمجيــة في الجوار.فقال"تبا"وهو يضرب كلا قبضتيه الماحبوتين بقفازين على دولاب الاستدارة محدّقاً إلى الأمام، رغم أنه لا يوجد شيء ليهتم به فقد حَجَبَ الزجــاج الأمامي للسيارة بلــوح من الثلج بصورة كاملة . فقال وهــو يتمتم تيرني لقد انتهيت .

الفصل الثاني

ازدادت شدة ألريح. هنالك شيء متجمـــّد يسقط في الخارج. أشــار دوتش بيرتون وهو يزيح الستارة مــن النافذة قائلاً"
- من الأفضل لنا أن نبدأ في أقرب وقت ممكن .
- أنا أحتاج أن أفرّغ هذه الرفوف القليلة وبذلك سأكون قد انتهيت.أخذت ليلي كتباً صلبة الغلاف من المكتبة المثبتة في الجدار ووضعتها في صندوق تعبئة .
- أنت تتمتعين بالقراءة دائما عندما أتينا إلى هنا. "
- ذلك عندما كان لدي الوقت لألحق بآخر المبيعات ولا شيء يلهيني هنا .
- "عدا أنا،أخمّن ذلك،أتذكّر عندما كنت أضايقك حتى تضعين الكتاب جانبا وتعيرين لي انتباها ."
- نظرت بطرف عينها إلى دوتش من المكان الذي تجلس فيه على الأرض وابتسمت. ولكنها لــم تتابع ولعه بالتذكّر كيف قضيا فترة الراحة في المنتجع الجبلي.فهما يأتيان إلى هنا في بداية الأمر لقضاء عطلة نهاية كل أسبوع وعطل للهروب من برامجهما المحمومة . وأتيا مؤخراً إلى هنا للهروب . كانت تحزم مــا تبقى من حاجياتها الشخصية لتأخذها معها عندما تغادر اليوم.سوف لن تعود. وكذلك دوتش. وستكون هـذه في الحقيقة آخر صفحة ختامية كتبت في حياتهما سوية.تمنت أن تجعل وداعهما خاليا من العاطفة قدر الإمكان بدا مصمّما على التجوال في مجاز الذاكرة ســواءً في ذكرياتــه عن الأزمنــة الغابــرة التي جعلــت حالتــه تتحسن أو التي جعلت حالتها تسوء،لم ترغب أن تشغل بالها فيها. لقد طغت أوقاتهما السيئة على الجيدة منهــا بحيث أصبحت كل ذكرى تفتح جراحاً قديمة. غيّرت الموضوع إلى ذرائع فقالت " صنعت نسخا من وثائق الغلق. أنها في ذلك الظرف مع فاتورة حصّتك نصف المعروضة للبيع."
- نظر إلى ظرف مانيلا ولكنه تركــه ملقى على منضدة البلّوط الخاصــة بالقهوة في المكــان الـذي وضعتـه فقال"ليس صحيحا أنني حصلت على النصف."
- قالت كنا خلال هذا يا دوتش ثم لفّت أربعــة أقســام مــن أعلى الصندوق لتختمها لاعتقادها بأنهــا ستنهي الجدال بسهولة.
- قال لها " أنت دفعت أجرة هذه القمرة."
- "لقد اشتريناها سوية ."
- لكن راتبي جعل ذلك ممكنا . لم نستطع أن نشتريها لي .
- دفعت الصندوق على أرض الغرفة نحو الباب ثم وقفت وواجهته قائلة" كنّا متزوجين عندما اشتريناهـــــا متزوجين عندما اشتركنا فيها، متزوجين عندما صنعنا الحب فيها يا دوتش----"
- قال لها"متزوجين عندما قدمت لي القهوة صباحا ولا شيء ألبسه سـوى الابتسامة وتلك البطانية الملونة "قالها وهو يذكر الاتجاه العام للرمية المدبّرة على ظهر كرسي ذو مسند.
-"رجاءا لا تفعل ذلك."
- ذلك خطّي يا ليلي وخطا خطوة مقتربا منها قائلاً " لا تفعلي ذلك. "
- انتهى قبل ذلك،انتهى قبل ستة أشهر .
-"استطعت أن لا تفعليها."
-"استطعت أن تقبلها ."
-"سوف لن أقبلها."
- ذلك اختيارك. توقفت برهة لتأخذ نفسا وخفضت صوتها قائلة" كان ذلك اختيارك دائما يا دوتش . رَفَضْتَ أن توافق على التغيير ولأنك لا تستطيع فأنك سوف لن تتغلب على أي شيء."
-"أنا لا أريد أن أتغلّب عليك. قال ذلك مجادلا."
- سيتعين عليك ذلك.استدارت بعيدا عنـه وسحبت صندوقاً فارغـــاً كــان أقرب إلى المكتبة وبدأت تمــلأه
3
بالكتب رغم أنها تولي عناية بها أقل من ذي قبل.هي الآن في عجلة مـن أمرها لتغادر قبل أن تجبر على قول أشياء أكثر إيلامــا لكي تقنعه بــأن زواجهما قــد انتهى أخيرا وإلى الأبد. دقائق عديدة مـــن الصمت المتوتر لم ياحبره سوى حفيف الريح المارّة بالأشجار المحيطة بالقمرة. طرقت الأغصــان على الأطناف بتواتر متزايد وبقوة أرادته أن يغادر قبلها ، فضّلت أن لا يكون هناك حينما تغادر القمرة.وهي تعلم أنهــا ستكون آخر مرة،فقد يكون لديه انصهار عاطفي . كانت تمر بأحاسيس كهذه من قبل ولم ترغب أن تمـر بها ثانيــة . لم يكن لزامــا عليهـــا أن يكون وداعهما مرّا وكريها،ولكن دوتش كان يجعله هكذا بإحيائه للمشاجرات القديمة.رغم أن ذلك لم يكن قصده بوضوح. أن أعادة قولبته لهذه المجادلات تؤكد فقط أنها كم كانت على حق بإنهاء هذا الزواج .
- عرضت كتابا وهي تقول " أعتقد أن لويس لامور لك. هل تريده ؟ أم أني سأتركـه للمالكيـــن الجـــدد ؟ "
- قال لها بكآبة "أنهم يحصلون على كل شيء آخر ."حسنا" فقط أنزعي الأوراق الأخيرة من ظهر الكتاب. - قالت له " كان من الأسهل بيع الأثاث مع القمرة سوية.
- لقد تم شراء الأثاث خصيصا لهذه المكان ولا يبدو من اللائق أن يكون في أي بيت آخر.بالإضافة إلى ذلك لا أحد منا لديه مجال أضافي.إذن ماذا يتعين على أن أفعل به؟أنقله كله خارج ألقمره وأبيعه لأحد ما آخر؟ وأين أخزنه في غضون ذلك ؟ أنه جعل الإحساس أكثر لتضمين كل شيء في سعر البيع."أن ذلك ليس هو القصد يا ليلي."
- عرفت القصد . لم يرغب أن يفكر بغرباء يعيشون في القمرة مستخدمين أشياؤهما.تاركين لهم كــل شيء سليم لشخص آخر ليتمتع به بدا له مثل تدنيس المقدسات,انتهاك الخصوصية والألفة التي اشتركا بهــــا في هذه الغرف.
- أنا لا يهمني كم يكون حسّاسا ! أن تبيعي العدة والمجموعة كاملة يا ليلي . لـــف معقول ! كيف يمكنك أن
تتحملي التفكير بأناس آخرين في فراشنا وبـين ملاءاتنا ؟ كانت تلك ردة فعله حينما أخبرته عن خططهــا بالنسبة للأثاث .
- لازال قرارها يثيره بوضوح، ولكنه كان متأخرا جدا بالنسبة لها لتغير رأيها حتى لـــــو كانت مخطئة. أي أنها لم تكن كذلك.وعندما كانت رفوف المكتبة فارغة ادخرت للوحدة رواية غربية نظرت فيما حولها عن أي شيء قد تكون نسته. تلك الأشياء المعلبة قالت ذلك وهي تشير إلى مواد بقوليه وضعتها على الحاجز الذي يفصل المطبخ عن مكان الجلوس. فقالت له " هل تريد أن تأخذها معك ؟
- هز رأسه .
- أضافتها إلى آخر صناديق الكتب حيث كان ملاناً إلى النصف فقط.وهي تقول"أدرجت الأشياء المفيدة في القائمة لتكون منفصلة حينذاك لن يشغل المالكون الجدد القمرة حتى الربيع."عـــــرف دوتش ذلك. كانت تتحدث لتملأ الصمت الذي بدا الحديث فيه أثقل وزنا من نفسها التي أزالتها من القمرة . وأضافت تقــول، لدي بعض المواد في الحمّام سأجمعها في آخر دقيقة ثم أكون خارج هـذا المكان سأغلق كل شيء أقفـــل وكمـا أتفق أضع المفتاح في مكتب الدلال في طريقي وأنا خارجة من البلدة."
- كانت تعاسته واضحة في تعبيره من وضع وقوفه. أومأ بالموافقة لكنه لم يقل أي شيء.
- لا يتعين عليك أن تنتظرني يا دوتش. أنا متأكدة أن لديك مسؤوليات في البلدة ."
- سيتولونها."
- بالتنبؤ بعاصفة ثلجية وجليدية؟من المحتمل أنك تحتاج أن توجه سير المركبات في السوق المركزي قالت ذلك باستهانة."أنت تعرف كيف يقوم كل شخص بخزن مؤونته لمواجهة الحصار . دعنا نقول كلمـة وداع الآن ويمكنك الحصول على السبق إلى الجبل."
- سأنتظرك. سنغادر سوية.أفعلي ما تريدين عمله هناك . قال ذلك وهو يشير إلى غرفة النوم سأحمل هــذه الصناديق في صندوق سيارتك."رفع الصندوق الأول وحمله إلى الخارج . دخلت ليلي إلى الغرفة التاليـة. السرير وقواعد المصابيح الليلية مركّبة في كل جانب على الحائــط بشكل ملائم تحت السقف المنحــدر.أن
4
الأثاث الأخرى هي كرسي متأرجح ، طاولة ومكتب فقط.صنعت النوافذ في الحائط البعيد . يقـــع المرحاض والحمام الصغير خلف الحائط مقابل الشبابيــك.وسحبت الستائر مبكرا.كانت الغرفة معتمة أيضا. تفحصت المرحاض.بدت الحمالات الفارغة على القضيب الحديدي مهجورة.لم تفحص أدراج المكتب. دخلت الحمّام وجمعت أدوات التنظيف التي كانت تستخدمها صباح ذلك اليوم، ووضعتها في حقيبة بلاستيكية، ثم أغلقت عليها بزمام منزلق بعد التمعن لتتأكد أنها لـم تترك شيئــا في خزانة الأدوية ثـــم عادت إلى غرفة النـــوم. أضافـت حقيبة أدوات التنظيف إلى حقيبة سفرهـــا التي ألقتها مفتوحــة على السرير ثم أغلقتهــا حالمــــا أنظم دوتش إليها ثانية .
- قال بلا مقدمة من أي نوع "إذا لم تكن من أجل أيمي فنحن لا زلنا متزوجين."
- أطرقت ليلي رأسها إلى الأسفل وهزّته ببطء فقالت " دوتش لا تدعنا----"
- إذا لم تكن لتلك فأننا سندوم إلى الأبد. "
- نحن لا نعلم ذلك. "
- أنا أعلم."وصل إلى يديها.بدت باردتين في قبضته الحارة.أنا أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل شيء فشلنا هو خطأي.لو عالجت الأمور بشكل مختلف ما كنت لتتركيني.أرى ذلك الآن يا ليلي،أنا عرفت الأخطاء التي ارتكبتها وكانت كبيرة.غبي.أعترف بذلك.ولكن،رجاءً،أعطيني فرصة أخرى."يمكننا أن لا نعود إلى الطريق الذي مشيناه من قبل .
- تبا دوتش،لم نكن متشابهين منذ التقينا. ألا تدرك ذلك ؟لا يمكن لأحد أن يغيّر ما حــدث.ولكنه غيرنا."
- فهم ذلك. فقال"أنت على حق، الناس تتغير.أنا تغيرت منذ الطلاق.وانتقلت إلى هنا متخذا هذه الوظيفة. كانت كلها جيدة لي يا ليلي، أدرك بأن بلدة كليري بعيدة عن مدينة اطلآنطا ولكنني حصلت على شيء ما لأبني هنا قاعدة صلبة. أنــه بيتي والناس يعرفونني وكلهـــم أقربائي.أنهم يحبونني ويحترمونني."
- ذلك عجيب يا دوتش.أريدك أن تنجح هنا.أتمنى لك ذلك من كل قلبي." هي فعلت بالحقيقة وأرادت لـــه النجاح ،ليس لقصده فقط ولكن لها أيضا . حتى أعاد دوتش ثقته بنفسه كشرطي جيد،وخاصة في عقله سوف لن تكون متحررة منه كليا.سيبقى معتمدا عليها ليحترم ذاته حتى يثق بنفسه وعمله مرة أخرى منحته الجالية الصغيرة لمنطقة كليري فرصة وتمنّت من الله أن يعمل عملا حسنا.
- قال مندفعا"سيرتي،حياتي ، كانت بداياتها نقية . ولكن لا يعني ذلك أي شيء إذا لم تكن هي جزءا منها." وقبل أن تتمكن من إيقافه طوقها بذراعيه وسحبها إليه بشدة . وتكلّم بإلحـاح في أذنهـــــا مباشرة قائــلاً" قولي بأنك ستعطيننا فرصة أخرى.حاول أن يقبلها ولكنها أدارت رأسها جانبا قائلة".
- دوتش أبعد عني ." إذا كنت تغفل من نحن ، فسوف نعــــود إلى حيث بدأنا . لو أمكننا نسيان كل الأشياء السيئة لعدنا إلى الطريق الذي كنا فيه. ليس بإمكاننا أن نرفع أيدينا الواحد عن الآخر أتتذكر؟
- حاول مرة أخرى أن يقبّلها ،وهذه المرة حاول أن يطحن شفتيه على شفتيها بإلحاح.أوقفته ودفعته بعيدا. تراجع خطوة. كان صوت أنفاسه عاليا في الغرفة فقال ما زلت لا تسمحي لي أن ألمسك.
- قاطعت ذراعيها على منتصف جسمها وحضنت نفسها وقالت" سوف لن تكون زوجي بعد الآن. "
- سوف لن تغفري لي أليس كذلك ؟" صاح بغضب" لقد استخدمْتِ ما حدث لأيمي كعذر لتطلقيني ، ولكن لم يكن ذلك السبب الحقيقي على أية حال ، أليس كذلك ؟
- أذهب دوتش أترك قبل كل شيء-----"
- قال لها باحتقار" قبل أن تفقدي السيطرة ؟
- قبل أن تخزي نفسك.أدارت ظهرها عن حملقته الخبيثة ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه وبسرعة . لقد وسم من الغرفة . أمسك بالظرف الموجــود على منضدة القهوة وأنتزع معطفه وقبعتـه من كلاليب قرب الباب. ومن دون أن يستغرق وقتا ليلبسهما، أغلق الباب خلفه بعنف وهو يحدث جلبة في ألواح زجاج الشبابيك وبعد ثوان سمعت محرك السيارة البرونكو دار وأخــذ الحصى يتناثر أسفل إطاراتها الكبيرة وانقشر بعيداً وغاصت في حافة السرير ، وغطّت وجهها بيديها.أنهما مصابان بالبرد ويرتجفان. والآن انتهى ذلـــــك
5
أدركت أنها ليست غاضبة ومخيبة بل خائفة.أن دوتش هذا ذو مزاج زناد الشعر.لم يكن الرجل الجذاب الذي تزوجته . على الرغم من أدعائه بأنه سيجعلها بداية جديدة ، بدا يائسا . ترجم اليأس إلى تخويف، فالمزاج الزئبقي يتغير.
كانت خجلة تقريبا بسبب شعورها بالارتياح لدى معرفتها بأنها سوف لن تراه ثانية . وقد انتهى في نهاية المطاف. أصبح دوتش بيرتون خارج حياتها . منهكة من الصدام،عادت مستلقية على السرير وقد وضعت ساعــدها فوق عينيها كانت مستيقظة من صوت كرات المطر الجليدية وهي تضـرب السقف المصنوع من الصفيح.أن جولاتها مع دوتش تركتها منهكة دائما . لابد وأن أخذ الصــدام المتوتــر بينهمــا في الأسبــوع الماضي مقــداراً كبيراً من الضريبة عندما كانت في بلدة كليري لإنهـاء بيــع القمــرة أكثر مما كانت تدرك ذلك.وبعد هذه المرة الأخيرة أغلق جسدها تفكيرها وسمح لها بالنوم.نهضت وهي تمسح ذراعيها من البرد أصبحت غرفة النوم مظلمة جداً بالنسبة لها لتقرأ حتى ساعة معصمها.نهضت وذهبت إلى الشباك وسحبت حافة الستارة. سمحت لنفسها ببصيص من الضوء لكنه كان كافيا لترى ساعتها . لقد باغتها الوقت . كانت تغطّ في نوم عميق خالياً من الحلم ولكنه في الواقع لم يكن طويلاً جداً. مظلما كثيرا كمــا توقعته أن يكــون بعد ذلك.أحدثت السحب الواطئة التي لفّت قمّة الجبل ظلاما دامساً قبل أوانه بشكل مخيف وأصبحت الأرض مغمورة بطبقة من المطر الثلجي المبهم تواً. واستمــر الثلج بالهطول ممزوجا بالمطر المتجمّد كما أسموه رجـال الأرصاد بحبّــات الثلج التي تبدو أكثر تهديدا من أقربائهـا الممزقين .غطّـت الثلوج أغصان الأشجار في وقت مبكر بأنابيب من الجليد حيث أخذت تزداد سمكا بشكل لا يمكن إدراكه. ضربت الريح العاتية ألواح زجــاج الشبابيك . بدت غير آبهة بها حين قضّت مضجعها .فقد يكلفها ذلك الخطأ حرمانها من رحلتها إلى الطريق الجبلي .من المحتمل أن يكون الطقس عامــلاً مؤثراً في قيادتها للسيارة لمسافة طويلــة حتى بعد أن تصل إلى بلدة كليري عائدةً إلى أطلانطا حيث طلبت نقل عملها هناك وكانت متلهفة للوصول إلى البيت، لتعود وتواصل حياتها الرتيبة المملّة.أن مكتبها يغـص بالمعاملات والبريـــد الاليكتروني والمشاريع والكــل اكتشفته الآن ، تغيرت معاملة سكان البلدة تجاهها ببرود ملحوظ.تأملته كم كان عدوانيا حينما غادر الغرفة وكان الوقت بالنسبة لها قـد تجاوز حدوده لتغادر أرضه . حملت حقيبة سفرها من الغرفة الأمامية بسرعة ووضعتها بجانب الباب ثــم فتشت القمرة للمرة الأخيرة بسرعة لتتأكد بأن كـل شيء مطفئ ولـم يبــق مــن حاجياتها أو حاجيات دوتش شيئا منسيا . لبست معطفها وقفازيهـا وفتحت الباب الأمامي وهي مطمئنة بأن كل شيء سار على ما يرام.
ضربتها الريح بقوة استلّت منها نفسهـا . وحالما وضعــت قدميها على الرواق,لسعت وجهها كرات الثلــج. احتاجت أن تحجب عينيها عنها, لكن الظلام كان حالكا لكي تلبس نظاراتها الشمسية الواقية, انحرفــت عن اتجاه المطر الثلجي,وحملت حقيبة السفـر إلى السيارة ووضعتها على المقعد الخلفي.عادت ودخلــت القمرة واستخدمت علبة الاستنشاق أن تنفسها للهواء البارد يمكن أن يآدملها نوبة الربو . وقد تساعدها علبـــة الاستنشاق على منع ذلك.ولـم تستغرق وقتا طويلاً حتى للمرة الأخيرة.نظرت هنا وهناك بتوق إلى الماضي سحبت الباب وأغلقته وأقفلت مزلاجاً ميتا بمفتاحها.كانت سيارتها باردة من الداخل كالثلاجة أدارت المحرك ولكن كان عليها أن تنتظر جهاز الإذابة لكي يصبح دافئا قبــل أن تتمكــن مــن الذهـاب إلى أي مكــان. فقد حجب الزجاج الأمامي بالثلج بصورة كاملة. كوّرت معطفها حولها أكثر.دفنت أنفها وفمها في ياقته وكثّفت تنفسها بانتظام.كانت أسنانها تصطفق وهي تتنفس بهدوء.ولم تستطع السيطرة على ارتجافها أصبح هواء جهاز الإذابة في السيارة دافئًاً بما يكفي لإذابة الجليد على الزجاج الأمامي للسيارة في النهاية إلى النصف
حيث يمكن لماسحات الزجاج أزاحته .لم يستطيعا أن يجاريا حجم المطر المتجمّد . أصبحت رؤيتها محدودة جداً لكنها لم تأخذ بالتحسن حتى تصل إلى المنخفضات . لم يكــن لديهـا خيار سوى أن تسلك طريق لوريل الجبلي المتعرج .كان ذلك مألوفاً بالنسبـة لهـا ،ولكنها لم تكن تقــود السيارة عليه عندما كان مغطى بالثلج. اتكأت إلى الأمام على دولاب الاستدارة وهي تحدّق في الزجـاج الأمــامي المغطى بالثلج وتمد رقبتهـا لترى
6
ما خلف غطاء المحرك . احتضنت الكتف الأيمن والحاجز الصخري على الطريق المتعرج وهي تعلم أن في الجانب المعااحب من الطريق منحدرات عمودية . تمالكت نفسها وقطعــت تنفسها عنــد المنعطفـات . كانت أطراف أصابع يدها باردة جـداً وخدرانــه داخل قفازيهــا ولكــن كانت راحتي يديهــا مبللتين بالعــرق عندما أمسكت بدولاب الاستدارة . التوتر جعل رقبتها وعضلات كتفيها تحترق . كبر تنفسها الملهوف بشكل غيــر متساوي. وهي تأمل أن تحسّن رؤيتها، مسحت زجاج السيارة الأمامي بكمّي معطفها،ولكن كل ما أنجز من ذلك أعطاها رؤية الدوامة المشوشة الناجمــة عن المطر الثلجي بشكل أوضح ثم وثب أمامها على الطريـق من الحاجــز المشجّر في ممــرّها مباشرة هيئة إنسان . وضغطت بشكل معااحب على دواســة الموقف وهي تتذكّر بشكل متأخر جداً خطر استخدام الموقـف بشكل مفاجئ على الطرق الثلجية. دخلت السيارة في منزلق وشاهـــدت بواسطة مصابيح السيارة الرئيسية تلك الهيئة وهي تقفز إلى الـوراء في محاولــة للابتعاد عــن طريقها وأقفلــت الإطارات بشكل نهائي فانزلقت السيارة وهي تتجاوز تلك الهيئة فتأرجحت النهاية الخلفية للسيارة بعنف وشعرت ليلي بالارتطام في المصد الخلفي الواقي لسيارتهــا . حيــن أدركــت بأنهــا ضــربت الإحساس الغارق في معدتها . كانت تلك آخر فكرة مقرفة قبل أرتطام السيارة بالشجرة
7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب
» عامل البرد رواية للكاتبة الامريكية ساندرا براون ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: