منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 09, 2012 1:59 am

الفصل الرابع والثلاثون

كانا يبعدان عشرون ميلاً عن البلدة عندمــا أوقف سبنسر السيارة، وركنهـــا على جانب الطريق الخالي.
هو جلس فقط ونظر إلى كريستال وابتسمت فجأة.لقد انتهى كل شيء، انتهى الكابوس وقد أنقذ حياتهــا،
ثم أبتسم ابتسامة عريضة وسحبها في ذراعيه بمثل هذه القوة التي أذهلتها للحظة.
قال سبنسر " يا إلهي، كريستال ، لقد فعلناها."
كانت تضحك وتبكي في نفس الوقت ثم تراجعت لتنظر إليه ثم عادت مندفعة إلى ذراعيه مرة ثانية، وهي تعرف بأنها لن تتركهما مرة ثانية. فقالت له "أنت فعلتها.أنا كنت جالسة هناك فقط خائفة وفاقدة عقلي
قال لها"كذلك أنا"أعترف بالهمس عندما مسكها،ثم جلس مقابل مقعدها ونظر إليها كما أنه لم يجرؤ منذ أن أتى إلى كاليفورنيا.ولكن لم يكن هنالك أحد يراقبهما الآن. أصبحـا لوحدهما أخيراً.وكان يراقب المرآة منذ أن غادرا الفندق الذي كان يسكن فيه ليتأكد أنه لم يتبعهما أحد المراسلين الصحفيين.
فقال" لم أكن خائف جداً في حياتي." هو لم يرد حتى أن يفكر بشأن ما يحدث لو ثبت أنها مذنبة. ولكنها
لم تكن . وقد انتهت الآن . احتاجا كلاهما أن يلتقطا أنفاسهما ، وأراد هو أن يقضي بعض الوقت وينظــم حياتهما،ثم ضحك فجأة. كانا بمثل هذه السرعة ليغادر البلدة حتى أنه لم يكن يعرف إلى أين هما ذاهبان.
قالت له كريستال" إلى أين تريد أن تذهب؟" كان متجهاً بشكل غريزي نحو سان فرانسيسكو.
قال لها"أنا لا أعرف."كانت لا تزال في صدمة، كما أنها نظرت إليه، قبل أربع ساعات، كانت حياتهـا في خطر، وأصبحت حياتهما أمامهما الآن. رفعت وجهها نحو شمس الشتاء في ثوب بسيط اشتراه لها. فقال لها " أنا أريد أن أجلس هنا فقط وأتنفس لمدة دقيقة . أنا لم أكن أعتقد أنني سأبعد عن هذا المكـان مرة ثانية. هو لم يخبرها بأنه هنالك أوقات هو لم يخبرها مطلقاً.خابر والده من الفندق،ليخبره أنه احبب القضية، وهنأه والده وكان يتطلع إلى الأمام ليقرأ حول الخبر في الصحف. لقد سأل سبنسر عندما كـــان عائداً،وقال أنه لم يعرف لحد الآن.احتاجا كلاهما إلى وقت ليلتقطا أنفاسهما، وكان رائعاً أن يكونا بعيدان عن الشرطة ومراسلي الصحف.لقد قادوه إلى الجنون طيلة المحاكمة، وعندما استراحت مرة ثانية على المقعد سألها إن كانت قد افتقدتها. هوليود ؟ " فكرت بشأنها لفترة،ثم هزّت رأسها. فقالت " ليس تماماً. العمل...الغناء... التمثيل الذي قمت به. أنا أحببت ذلك كثيراً.ولكن البقية خالية جداً." وقد دفعت مثل هذا الثمن الباهظ بسببها.هي دفعت حياتها ثمناً لذلك تقريباً،شكراً لأرني.حتى في موته، كاد أن يقتلها تقريباً. لا يمكنني أن أعود على أية حال."
قال لها" لماذا لا ؟ يمكنك في يوم ما، لو تريدين." لكنه كان سيفهم لو لم تذهب.
قالت " لا ، لا أستطيع . لن تدعهم المادة القانونية من بند الأخلاق أن يؤجروا قتلة للفيلم السينمائي.
ضحكت لكن صوتها كان أجوفاً كما أنه شغل السيارة مـرة ثانية وألقت نظــرة إلى خارج النافذة. لــم يعد العالم حلواً جداً، وما لاحظته أكثر فيه هي الألوان . كــل شيء كان أخضر جداً وأزرق جداً وجميلاً جـــداً عندما نظرت إلى سبنسر . فقالت له"أنا مدينة لك بحياتي . ولكنني أخمن بأنك تعرف ذلك ." لمست يده وتحركت على المقعد بالقرب منه، وهي تبدو فجأة صغيرة مرة ثانية. ذهب التوتر، تركت شعــرها ينزل، وروت عينيها قصة الإرهاب المطلق. ثم لمس خدها بلطف، ومال فقبّلها.
قال لها" أحبك كثيراً جداً. كنت سأموت لو حدث لك مكروه. تعلّقت به مثل الطفل المفقود، ووضع ذراعه حولها وسحبها إليه.
قالت أنا لا أعرف ماذا عملت لو..ولكنها لم تستطع أن تنهي الجملة عندما كان يراقب الطريق ويمسكها.
قال لها" لا تفكرين بها أكثر، يا كريستال. لقد انتهت. وعندما ركبا نحو سان فرانسيسكو، تحدثا إلى أين
ستذهب. لم تخمن ذلك لحد الآن. كل الذي أرادته أن تصبح بعيدة عن لوس أنجلوس بأسرع ما يمكنهــا.
أرادت أن تقف لترى هاري وبيرل ، وأن تكون مـع سبنسر. كان لديهما الكثير ليتحدثا بشأنه ،وبصــورة خاصة الآن حيث عرف أنها أنهتها قبل عام بسبب تهديدات أرني وليس بسبب أنها لم تكن تحبه.
176
وصلا إلى سان فرانسيسكو في الساعة العاشرة ليلاً وذهبا مباشرة إلى نادي ومطعم هاري.. ولكنه سمع عنهم في الأخبار قبل ذلك.تعانقا وبكيا، واشترى لهما مشروبات، وبعد ذلك أخذها سبنسر إلى فيرمونت.
حجز غرفتين،في حالة قيام أحد ما بأخبار الصحافة.كانا متجاوران ولكنهما مسروران.برؤية ذلك. وقفت هي في المدخل ونظرت إليه بعدئذ،وشعرت كما لو أن ركبتيها كانت ستلتوي تحتها.أكتسحها في ذراعيه وألقاها على الفراش ومسكهـا لساعات، مستكشفاً من جديــد كل الذي تذكراه.وعندما نامت أخيراً أطفــأ النور ولم تستيقظ قبل الصباح.كانت ينتظرها عندما استيقظت، لديــه قهوة بانتظارها ولفات فطــور على هيئة هلال ، وابتسم عندما مددت وانسل في الفراش بجانبها.
قال لها" صباح الخير،أيها الجمال النائم.أتشعرين بتحسن ؟" لقد أخبر دائرته قبل ذلك، وكان لديه حديث طويل مع رئيسه. ما قالها لم يكن مفاجـأة ولم يكن سبنسر آسفاً. شعر بذلك النبــأ المثير الذي أحدثه في الشهرين الأخيرين لم يكن متوافقاً مع الوظيفة الحكومية ، وبأن سبنسر أصبح يسبب إحراجا لهم. تمنّوا أنه يفهم، وكانوا آسفين بصورة خاصة إذا كان سيغيض القاضي باركلي. ولكن سبنسر شعر بموجة من الراحة تغسله عندما أخبروه. هو لم يقل أي شيء لكريستال حول الموضوع.عرف أنها ستغتاظ من أجله والرسالة الوحيدة التي كانت لديه كانت غامضة من عضو مجلس الشيوخ صغير من كاليفورنيا.والشيء الغريب حتى أن سبنسر لم يكن يعرفه.
استلقيا في الفراش وتحدثا عن المحاكمة مرة ثانية،وعلى الفطور،أراها الصحف. كانت القصة الرئيسيـة
في كل الجرائد في ذلك اليوم،وخافت كريستال أن تكون معروفة إذا خرجت.أنه بئس الطريق إلى الشهرة ابتسمت له عندما تقاسما اللفات الهلالية والقهوة اللذيذة وعرض عليها ألاقتراح الذي يجعلها تستغـــرق في التفكير . أراد هو أن يقود السيارة إلى الوادي ليرى بويد وهيروكو . ولكن كريستال لم تكن تريـد أن تذهب. عرفت أنه سيكون مؤلماً جداً لها.
قالت " أنا لا أريد أن أرى المزرعة ثانية.عرفت أنها لا يمكنها تحملها.كانت متأكدة أن بيكي رحلت منذ مدة طويلة،وتوم ، ولكنها اعتقدت أن أمها ما زالت هناك. وكان هناك العديد من الذكريات المحزنة لهـا. ولكنها اعترفت أن الأمر قد يكون مختلفاً وسبنسر قريباً منها.فقالت له " وماذا عنك؟" نظرت إليه بقلق. فقال لها" ألا يجـــب عليك أن تذهبي إلى البيـــت ؟عرفـــت أنه لم يخبر اليزابث منـــذ أن عادا إلى سان فرانسيسكو.هو لم يعرف ماذا يقول . لم يتكلما أحدهما مع الآخر منذ أسابيع. لم يكن يريد أن يواجه ذلك بعد انتهاء المحاكمة. والآن لم ير أن يترك كريستال. مشيا مع طول رصيف المرفأ في عصر ذلك اليـوم، واشترت هي ملابس قليلة. لم يكن لديها من المال الذي احببته في لوس أنجلوس. لقد أمتصه ارني كله، وتركت كل حاجاتها في البيت في بيفرلي هلز. هي لم ترد أن تأخذها، أو تمتلكها، أو تبيعها. ولكن عليها أن تحصل على وظيفة قريباً. لم تستطع أن تدع سبنسر يساعدها إلى الأبد. لقد عادت من حيث بدأت قبل زمن طويل، بلا بيت ، أو عشرة سنتات. كان لديها الكثير عندما وصلت إلى بيت السيدة كاستاجنا. ولكن كان لديها حلمها في هوليود ولفترة من الزمن تمتعت به،وعلى الأقل أصبح لديها الآن سبنسر.للحظة أو ليوم.عرفت بأنها كانت ستعود إلى واشنطن.ولكننها كانت ممتنة لكل لحظة تمكنا جمعتهما سوية في هذه الأثناء.خلال المحاكمة، لم يتحدثا عن شيء آخر.وتحت العيون اليقظة للحراس،والصور تترصد في كـل مكان، لم يجرؤ أن يلمسها. ولكن الآن أصبحت أمامهما أيام حيث يمكنهما أن يتمتعا مع أحدهما الآخـر.
عادا إلى الفندق في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم،وبعد أن رأت الناس يحدقون فيها في الردهة، قالت أنها كانت تريد أن تتناول العشاء في غرفهم . الكثير جداً من الناس عرفها الآن من تكــون ، معظمهــم لأسباب خاطئة. تحدثا عن الكثير من الأشياء في ذلك اليوم،عن واشنطن، عمله وحياته هناك. وكيف أنه تمتع بالسياسة وعالم الحكومة وأعترف لها أنها فاجأته.تحدثت عن الناس الذين التقت بهم في هوليود، عن النجوم،عن العمل الصعب. وقالت ذلك بالرغم من أرني، بأنها أحبت هوليود." قالت" أنا أعتقد أنني كنت فيها جيدة في يوم ما،" قالتها بهدوء بعد أن طلب لهما عشاء،وكانا جالسين متحاضنين سويــة في ثياب الحمام التي اشترياها في ذلك اليوم من أسواق آي ماجنين. كان هنالك جو عائلي فشاركا فيه حيث
177
أبقى على كل شيء حدث بينهما حيّاً.
قال لها" لقد كنت جيدة قبل أن تذهبي إلى هناك."
لا زال يتذكر صوتها والطريقة التي كانت تغني بها في مطعم هاري.ربما عندما تهدأ الأمور ، يمكنك أن تعودي في يوم ما."
قالت له " لا أعتقد أنني أريد أن أعود." كــان صوتها ناعماً وعينيها حزينتين . أنه عالم قاسي هنـاك."
ولكن إذا لم تكن هوليود،ثم ماذا ؟ لا تستطيع أن تعمل عمل آخر، سوى الغناء والتمثيل. وأصبحت خائفة أن تظهر وجهها الآن. الجميع يعرفونها. لقد عرض عليها هاري أن تعود إلى عملها القديم عندما وقفت
بالقرب منه، ولكنها لم تكن تريده.
قال لها سبنسر "أن الناس لا يتذكرون المحاكمة إلى الأبد.ستتلاشى مثل أخبار الأمس،"ثم تذكر المكالمة
الهاتفية من عضو مجلس الشيوخ وتساءل عمّا كان يريد.
أتى عشائهمــا في صواني فضية وراقبها سبنسر عندما كانت تتناول طعامها. لمس يــدها بلطف وسألها بماذا كانت تفكر.
ابتسمت له،ترقرق الدمع في عينيها،ثم ضحكت فقالت".أنا كنت أفكر أنني أود أن أذهب إلى البيت فقط.
ولكن ليس لي أحد.فضحك أيضاً. كانت صادقة. ليس لديها مكان تذهب إليه،وليس في البيت أحـد لتذهب إليه عرضت بيرل لها غرفة، ولكن كريستال لم تكن تريد أن تفرض نفسها، ولم تكن متأكدة أنها ستبقى في سان فرانسيسكو. ستعتمد على سبنسر في الكثير من خططها.
قال لها سبنسر"دعينا نذهب إلى الوادي لأيام قليلة.ليس من الضروري أن نبقى.يمكننا أن نتوقف ونرى بويد وهيروكو ثم نذهب إلى مكان ما آخر. أنت بحاجة إلى وقت للتفكير.أنها يومان فقط. كريستال دعينا نذهب إلى هناك غداً."
ترددت لوقت طويل،وهي تنظر إليه،ثم أومأت بالموافقة.فقالت وماذا عنك؟لا يمكنك أن تتسكع هنا وهناك مهتماً بي إلى الأبد."
همس الكلمات لها بصوت ناعم في الغرفة المعتمة الإنارة. قائلاً" أنا أحب ذلك."
قالت له أنت لديك حياتك في واشنطن يا سبنسر،أليس كذلك؟ وماذا بقى منها بعد أن جرجرتك بعيداً لمدة ثلاثة أشهر.أنا أفترض أنه سيكون سيئاً أن تدفع ثمن ذلك." كانت تفكر في اليزابث، وهي لم تفهم تماماً ترتيبهما. لم تكن متأكدة أين وصلت الأمور بهما.هو لم يذكرها،إلا نادراً جداً.ومع أنها كانت تعرف أنهما ما زالا متزوجان.لقد رحل أرني الآن،أصبحت حرة، ولكن سبنسر لم يكن حراً.خيال زوجته لم يزل معلقاً بينهما أو على الأقل في عقل كريستال . خابرها سبنسر ذات مرة وترك رسالة مع الخادمة أنه كـــان في سان فرانسيسكو ولكنه لم يقل أنه كان في فيرمونت.لم يكن مستعداً أن يتحدث معها لحد الآن.هو لم يكن يريدها أن تشعر بالرعب لو خابرت الفندق الذي كان باقياً فيه في لــوس أنجلوس . وتكتشف أنه غــادر الفندق يوم صدور القرار.عرف هو تماماً بماذا تفكر،ولم يكن يريد أن يعترف بها أو ينكرها. في الأمور التي وصلت بينهما الآن،لم تكن من شأنها . تذكر تهديدها قبل أن غادر، وتساءل إذا كانت توافق الآن أخيراً أن تطلقه.أخبر كريستال حينذاك بأنه سيفقد وظيفته وقد قالها بلا مبالاة عندما كانت تنظر إليه برعب.
قالت له" أنت لم تفقد وظيفتك !"
قال لها" فقدتها !"
قالت "يا إلهي!كلانا بلا عمل !" ضحكت، ولكنها شعرت أنها مذنبة جداً. لقد أخبرها صباح ذلك اليوم كم أحب الحكومة والسياسة وتساءلت ماذا سيفعــل الآن. أخبرها عــن المكالمة الهاتفية من عضــو مجلس الشيوخ آنذاك وحثته على أن يرد على المكالمة في صباح اليوم التالي.فقالت"هل ستركض إلى المكتـب؟
قالها لا" ربما أكبر وأكون قاضياً مثل أبي. أبتسم لها، بدا ذلك كلــه غير مهماً الآن. كل الذي يهمه أنهــا صارت بأمان وقد أصبحا سوية . لـم يتغير بينهما شيء منــذ تسع سنوات ، لازالت تطارده ليلاً ونهــاراً
178
والشيء الوحيد الذي أدركه أنه لــم يكن يريد أن يتركها.تحدثا في الليل طويلاً عن التطلعات السياسيــة
المبهمة،وعن أفلامها،ومن ثم عن أشياء مثل الأطفال والكلاب وعن بويد وهيروكو.كانت تتطلع قدما أن تراها في اليوم التالي على الرغم من هواجسها حول زيارة الوادي.لقد أجر سيارة أخرى وكانا سيذهبان مبكراً لرؤيتهما. لم تستطع أن تنتظر لترى الطفلة جين. لم ترها منذ أن غادرت سان فرانسيسكو. أصبح عمرها سبع سنوات الآن، وربما لا تتذكر حتى كريستال. وأخيراً، ذهبا إلى الفراش ومارسـا الجنس مرة ثانية،ومسكها لساعات طويلة برقة.ومرة ثانية ذابت السنين التي فرقتهما في لحظات.كما لو كان الوقت الذي فقدا فيه مختفيان عندما مسك أحدهما الآخر على نحو محكم وناما مثل طفلين مسالمين.
179
الفصل الخامس والثلاثون

وفي اليوم التالي ركبا السيارة متجهين شمالاً ، وجلست كريستال بجانبه، وهي تدندن للراديو، ضائعــة في أفكارها، وأبتسم بطمأنينة كان يشعر بها وهو معها . فهي لم تحدد عليه طلبات ، لم تكن هنالك خيبة أمل،ولا اختلافات في وجهات النظر،ولا اتهامات.حتماً، جعلته يفكر باليزابث وكيف كانا مختلفتان. ولكن كانت كريستال أشبه بالحلم،دائماً بعيداً عن المنال، خلف أصابع يديه تماماً، ورغم ذلك تبـدو على مرأى البصر،وما أراده تماماً.
عبرا جولدن غيت، وأتجها شمالاً والشمس مرتفعـة في السمــاء. بدا كل شيء أخضر وجديــد، مغسولاً بعواصف الشتاء التي تركــت التلال زمردات متألقة تحـت السماء التي تشبه لون عينيها . بدت مطمأنــة عندما نظرت إليه،وابتسما . أن شيئاً يبعث على الارتياح لمجرد وجودهما معاً ، حتى أنهما لم يحتاجا أن يتحدثا عندما أخذها بنزهة في السيارة.
أشارت له أين يذهب ، وفي هذه المرة تذكر أين تسكن عائلة ويبستر. عبرت كريستال الحديقـة الصغيرة وهي تشعر أن قلبها يدق، ودقت الجرس. كان هنالك انتظار طويل ثم أتت الفتاة الصغيرة إلى الباب بينما
ملأت عيني كريستال بالدموع.
" مرحباً." نظرت الطفلة إليها وعرفت بسرعة أنها جين . لديها عينا أمها الشرقية ، وشعر بني محمر غامق كما كانت في اليوم الذي ولدت فيه. قالت الطفلة " من أنتما ؟
قالت المرأة لها " أنا أسمي كريستال وأنا صديقة أمك."
لم يكن هناك خوف في عيني الطفلة،عندما أخذ سبنسر بيد كريستال.فقالت الطفلة "أنها في الداخل تعمل الغداء."
قالت كريستال"هل يمكننا أن ندخل ؟ " أومأت الطفلة وتنحّت جانباً، فالغرفة كما تذكرتها كريستال. تغيّر فيها القليل جداً،أمكنها أن توحي بأنهما مازالا فقراء، ولكنهما كانا أغنياء في الحب الذي جمعهما. كانت هنالك صور فوتوغرافية لجين، وطبعات يابانية جلبتها هيروكو معها من اليابان، كانت الغرفة نظيفــــة، مليئة ببضعة كنوز كانت لديهما. وملأت الدموع عينا كريستال عندمــا مشت خطوات قليلــة إلى المطبخ، ووقفت تنظر إلى صديقتها. كانـت هيروكو تغني باللغــة اليابانية أغنية مــع نفسها، والتفتت، متوقعة أن ترى جين. فتحت عيناها واسعتان، وبلهثه واحدة،جرت المرأتين أحداهمـــا إلى ذراعي الأخرى. مسكت أحداهما الأخرى وتعانقتا لوقت طويل، تلاشت السنين،كما تلاشت مع سبنسر.لم يريا أحدهما الأخرى في مثل هذا الوقت الطويل، ولكن لم يتغير شيء بينهما.
قالت هيروكو"أنا كنت آسفة بشأنك يا كريستال."ثم رأت سبنسر واقفاً يراقبهما وابتسمت لرؤيتهما معاً. لا زالت صوره هناك مع بويد يوم زفافهما معلقة على جدار المطبخ.
قالت هيروكو لكريستال"تبدين جميلة جداً !" قبلتها مرة ثانية،بينما مسحت كريستال الدموع من عينيها وفجأة كانتا يتكلمان في نفس الوقت، كما كانت جين تنظر إليهما وهي تتساءل من يكونا.
شرحت لها هيروكو بأن كريستال ساعدت على مجيئها إلى العالم . واستمع سبنسر إلى الحكاية التي لم يسمع بها،ونظر إلى كريستال بتساؤل. فقال مشجعاً " تلك أنت،هو أثارها قائلاً،" يمكنك أن تكوني قابلة مأذونه الآن."
قالت كريستال " لا تحاسبيني عليها،" ابتسمت ابتسامة عريضة.وتكلما هي وهيروكو بأحاديث لا نهايـة لها كما أن سبنسر وجين لعبا. كان الجميع جيدون معهما. فالعجوز بيترسون مات، وترك المحطة لبويد.
سألتها هيروكو عن مهنتها السينمائية ، وتحدثتا بهدوء عن المحاكمة،ثم سمعوا صوت شاحنة وصلـت، وأسرع بويد بالدخول لتناول طعام الغداء، وهو يريد أن يعرف من الذي كان يزورهما.لقد رأى السيارة.
وقف في المدخل عندما دخل ، وافتتن بالمشهد، وبلهثه ألقى بذراعيه حولها،ثم ضرب بقبضته على يد سبنسر.
قال لهما بويد" كنا نقرأ عنكما."أبتسم ابتسامة عريضة،وأرتاح لرؤيتهما كلاهما.أنا من النوع المتسائل
180
عن سبب حضوركم إلى هنا.وضح سبنسر بأنه أتى قبل سنتين،ولكنه لم يكن قادراً أن يجد مكان سكنهما مر من الطريق الخلفي،وكان سيفقد الطريق ثانية لو لم تكن كريستال معه هناك لتدله أين هو.
صنعت هيروكو لكليهما غداء، بينما كانت كريستال تساعدها، وهي تشعر أنها مرتاحة، كما كانت دائمـاً، في المطبخ المريح. وبعد فترة من الزمن، أخبرها بويد بكل الأخبار. تزوجت بيكي مرة ثانية وتعيش في وايومنج مع طفلين آخرين . ثم تردد ، متسائلاً كم تريد كريستال أن تسمع ذلك في تلك اللحظة.
قال لها " أصبحت والدتك مريضة بشكل حقيقي" قالها بهدوء.بقيت هي الوحيدة من العائلة التي تركتها كريستال.ولكن كريستال لم ترد أن تراها الآن،وقد أخبرت سبنسر قبل ذلك أنها لم ترد أن ترى المزرعة. سيكون مؤلماً جداً بالنسبة لها،موحشة جداً أن تراها بعد هذه السنين.لقد مضى ست سنوات منذ أن تركتها ست سنوات منذ أن مات جارد، ولم يبق لها أي شيء آخر هناك عدا قبري والدها وجارد. ولكنها سألت بويد عنها على أية حال، وهي تتساءل إن كانت أمها قد انتقلت .
قال لها بويد " لا ، هي مازالت هناك.ما بقى من المزرعة أنهم باعوا الأرض المخصصة لرعي الماشيـة قبل سنين . ولم يبق من الماشية شيئاً. ولكنني أعتقد أن مزرعة العنب مازالت قوية، هذا ما سمعته مـن الناس على الأقل. لم أكن هناك منذ وقت طويل.ولكنني عرفت الطبيب جوديز الذي كان معها هناك كثيراً.
كانت مريضة منذ أواخر شهر تموز، توقف عن الحديث لبرهة مرة ثانية، وهو يلقي نظرة عليها وعلى سبنسر." وأضاف قائلاً" أنا لا أعتقد أنها ستعيش طويلاً يا كريستال،لو أن الأمـر يعنيك بأي شيء الآن.
وهزّت رأسها بحزن قائلة " تلك جميعها لي."
أومأ هو وأدرك ذلك." قال لها سأكتب لك مرة أو مرتين في حالة إذا أردت رؤيتها قبل أن تموت."
هزّت كريستال رأسها،وهي تحاول نسيان أيام طفولتها.لقد رحلوا عنها الآن،وكذلك المزرعة.أنا لا أعتقد أن هنالك قصد إلى حد كبير،كما أنني لا أعتقد أنها تريد أن تراني على أية حال.أنا لم أسمع عنها منذ أن غادرت. فقالت " هل أن بيكي هنا ؟" إذا كانت أمها تموت، اعتقدت أنها ربما كانت في زيارة لوالدتها من وايومنج.
قال بويد"أن أختي قالت بأن بيكي أتت لحضور عيد الميلاد لفترة قصيرة،ولو أنني لم أرها،ولكنها عادت الآن.أومأت كريستال، ارتاحت بطريقة عندما عرفت بأنها لم تكن هناك، لم تكن بيكي تعني شيئاً لها، في الحقيقة ما كانت في يوم من الأيام. من كانت تحبهـم رحلــوا، عدا الناس الذين جلست تتحدث معهــم في الغرفة الأمامية لعائلة ويبستر. وبعد الغداء، مشوا جميعا مشياً طويلاً، قبل أن يعود بويد إلى العمل، لقـد وعدا أن يمرا عليه قبل أن يعودا إلى البلدة . أن سبنسر وكريستال لم يقررا أين سيذهبان لحد الآن. أعتقد أنها ربما تريد أن تزور بلاد النبيذ،وتبقى في الحانة الصغيرة المريحة.ولكن عندما غادرا هيروكو أخيرا أخذ سبنسر انعطاف خاطئ وفجـــأة بدا وجــه كريستال شاحباً . كانــا ذاهبان بالسيارة على طول خــارج المزرعة تماماً. هو عرفها أيضاً ونظر إليها باحتراس.
قال لها " هل تريدين مني أن أقف لفترة؟ لا أحد يعرف أننا هنا. إذا كانت والدتك مريضة، أنا متأكد أنهـا لا تتجول هنا وهناك." وبإيماءة ضعيفة من رأسها أشارت له إلى طريق مسكو.
قالت له"أن ذلك يذهب مباشرة إلى النهر ولكنه كان خائفاً على السيارة،وخرجا ثم أخذ يدها. مشيا لوقت طويل،وصمتت كريستال ووقفت بهدوء،عندما وصلا مساحة قليلة من الأرض مقطوعة الأشجار ثم رأى ثلاثة قبور هناك.قبر جارد وقبر أبوها وقبر جدتها دفنوا هناك كما لو أنهم كانوا بانتظارها،وكانت هادئة عندما مسحت عينيها. وضع ذراعه حوله وبينما كانا يمشيان خلال الأعشاب الطويلة ، تذكر يوم زفــاف بيكي،وكانت كريستال واقفة بثوبها الأبيض وقدميها الحافيتين ، ألقي حذائها في مكان ما، شعرها متألقاً كلون الذهب في ضوء الشمس وبينما كانا يمشيان مشت ببطء بعيداً عنه.وقفت تنظر إلى بيت المزرعة التي ولدت فيه. جعلها تفكر مرة ثانية وقد فتح جرح قديم برؤيتها له.
قال لها" هل تريدين أن ندخل إلى البيت؟ سأذهب معك. كان يراقبها باهتمام، وهو يشعر بألمها.
قالت " أنا لا أعرف ماذا سأقول بعد كل هذا الوقت."
181
قال لها" كلمة مرحباً تبدأ دائماً في اللحظة اللطيفة." ألتفتت وابتسمت له.
قالته له"متذاكي."ضحكا،وبدءا بالاستدارة، ولكن فجأة صفع باب المنخل ورأيا الممرضة الزائرة تغادر. وكان الطبيب جودي واقفاً داخل الباب تماماً،فنظرت كريستال إلى سبنسر للحظة قصيرة،أومأ لها مشجعاً وترددت لوقت طويل،ثم مشت نحو البيت الذي كان ذات مرة مليئاً بالناس الذين تحبهم ولم يبق منه الآن سوى الذكريات التي تلاشت.
همس بكلمة " استمري، ومسكت يده وبعد لحظة مشت ببطء إلى الدرجة الأمامية. كانت يـداها رطبتان،
وحدق الدكتور جودي فيها لوقت طويل، ينظر إليها باستغراب. لقد عرفها وكان مندهشاً بأنها أتت. لقد رحلت مثل هذا الوقت الطويل وقد غادرت على أثر فضيحة كبيرة جداً.
سألها الطبيب" كيف عرفت ؟
قالت له " عرفت ماذا ؟ نظرت كريستال إليه وهي تشعر أنها مثل الطفلة مرة ثانية.
قال لها" سترحل في أي وقت. هي صاحية الآن، إذا تريدين أن تدخلي. ثم تساءلت عن احتمال أن تكون الصدمة كبيرة عليها بعد كل هذه السنين.
هي لم ترها منذ ست سنوات. فقالت " أنا لا أعتقد أنها تريدني هنا في وقت كهذا."
قال لها" عندما يعرف الناس أنهم على وشك الموت تتغير الأشياء."
تكلم بهدوء وهو يتساءل من يكون الرجل الذي معها.فقال لها" هل أنت متزوجة الآن ؟ هزت رأسها ولم يقل لها شيئاً أكثر . لم يعرف أين كانت أو ماذا فعلت . كان مشغولا جداً في العناية بالمريضة. سمع أنها ذهبت إلى هوليود لتكون نجمة سينمائية،ولكـن لم يبــد أنها تشبه شخصاً الآن.بدت نفس الشيء بالنسبة له،أكبر قليلاً،ربما أنحف قليلاً ولكنها أصبحت جميلة كما كانت دائما. قال لها" أدخلي وقولي لها مرحباً. لا يمكن أن تسبب لك أي أذى الآن.مشت كريستال إلى المطبخ ببطء ، تتوقع أن ترى جدتها تقريباً ولكن لم يكن هناك أحد الآن.كانت الغرفة معتمة وبدا كل شيء قديم ومتعب . لم تمسسهُا أيادي مُحبَّــة لتجري عليها تصليحات منذ سنين.أنها بدت كما لو أنها تركت كـل شيء يصبح متعباً من كلا الداخــل والخارج. تبعها سبنسر إلى الرواق نحو غرفة أمها،وانتظر في الخارج تماماً، وعنـدما طرقت كريستال الباب كانت أوليفيا نائمة هناك. ولم يبق منها شيء تقريباً. لقد أصابها الهزال، وكل الذي بدا باقياً منها هي عيناها، التي تحدق في كريستال.
قال كريستال لها" مرحباً يا أمي."
بدت أوليفيا مندهشة،ولكن ليس بقدر ما اعتقدت كريستال . كانت كما لو أنها تعرف أنها ستأتي، وإذا لم تأت،فأنها لم تهتم.قالت لها كيف حالك؟"لم يكن هنالك ذكر لليوم الذي غادرت فيه كريستال،أو ألم سببته لها،من موت جارد،أو مما فعله توم. كانت مستلقية هناك فقط، تنظر إلى طفلتها من آخر العنقود وتنتظر أن تموت وتلتحق بالآخرين.
قالت لها " أنا رائعة."لم تعرف أمها شيء عن المحاكمة. لم تعرف أي شيء الآن، وفي الحقيقة لم تهتم على أية حال. وللحظات أنكمش عالمها إلى غرفة نومها.
قالت لها أمها " أنا سمعت أنك ذهبت إلى هوليود. هل كان ذلك صحيحاً ؟"
أومأت كريستال قائلة " نعم ذهبت لفترة من الزمن."
قالت لها أمها" وماذا تعملين ألآن ؟ "
قالت لها "أقوم بزيارتك.ابتسمت،ولكن لم يكن هنالك ابتسامة رد من عيني أمها، كانت متعبة كثيراً جداً.
قالت لها أمها" أنا أخمّن بأنك سمعت عن المزرعة.اعتقدت أنهم سيبحثون عنك بعد أن أموت.قالت بيكي أن بويد ويبستر يعرف أين يجدك."
قالت كريستال لوالدتها" كان يفعل ذلك دائماً. ماذا عن المزرعة؟ هل ستبيعونها ؟"
قالت لها " ذلك الأمر بيدك الآن . كانت تعني الكثير دائماً بالنسبة لي ، ولكن والدك غادرها ولهــذا أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء سوى أنني أعيش هنا حتى أموت . وبعد ذلك هي لك . قد تغضب بيكي لفتــرة
182
ولكنها تعيش حياة جيدة الآن. رجل جيد. هل تعرفين أن توم مات في كوريا؟"
قالت كريستال "أنا سمعت ولكنها عقلها يسابق ما قالته والدتها تماماً.جلست بعناية على كرسي متأرجح قرب الفراش،ومدت يدها إلى يد أمها بحذر.أوليفا لم تعارض، تركت يدها هناك مثل غصين صغير بين أصابع كريستال. فقالت لها كريستال" ماذا تقصدين بشأن المزرعة ؟ "
قالت لها أمها"أنها لك.ذلك ما أرادها هو.حصلت على أيجار مدى الحياة،أنا أعتقد أنهم أسموه شيء من ذلك القبيل. ولكنه بعد ذلك أرادها كلها. قال أنك كنت الوحيدة التي تهتمين بها."وبينما كانت تصغي إليها ملأت عيناها بالدموع ، ترك والدها المزرعة لها، ولم يقولوا كلمة. تركوها تذهب، من دون أن يخبروها
بذلك في يوم من الأيام أن المزرعة لها.يمكنك أن تبقين في الكوخ الآن.لو أنك تريدين. لم يستخدمه أحد منذ سنين. حياتي لن تدوم طويلاً،" قالت ذلك وسحبت يدها. فقالت " ستكون لك في أي وقت الآن."
قالت لها كريستال" لا تتحدثي بمثل ذلك. هل يوجد من يطبخ لك ؟ "
قالت لها والدتها" نعم. بعض الفتيات من الكنيسة لا زلن يأتين إلى هنا.حصلت على الكثير هنا، فالطبيب
جودي يأتي إلى هنا مرتين في اليوم،هو يآدمممرضته معه في معظم الأوقات."ولكنها أغمضت عيناها بعد ذلك،كانت متعبة جداً لا يمكنها أن تتحدث أكثر. وعندما انحرفت لتنام، وقفت كريستال ونظرت إلى المرأة التي سببت لها ألما كثيراً جداً،التي لم تكن قادرة على أن تفهمها أو تحبها،التي حجبت السر عنها طيلة هذه المدة. من الصعب أن تشعر فيها كثير الآن سوى الشفقة. كانت ميتة تقريباً.وبعد ذلك، كل هذا سيكون لكريستال.كان شيئاً لا يصدق.غادرت كريستال الغرفة بهدوء ووجدت سبنسر واقفاً هناك.أشارت له أن يغادر وعندما خرجا جلست هي على درجات السلم الأمامية وحدقت فيه بدهشة.قائلة "سوف لــن تصدق ما سمعته تواً ."
قال لها بابتسامة " لقد أغفرت لك كل شيء." أبتسم ثم ردت الابتسامة.
قالت له " لا لقد فات الأوان على ذلك. أنها مريضة جداً بحيث لا يمكنها الاهتمام بكل ذلك." نظـرت إلى الحقول التي أصبحت ملكها تقريباً،وشعرت بموجة دفء من الحب للأرض،التي كانت بدقة السبب الذي تركها والدها لها. ثم تذكرت كلماته الأخيرة...لا تتركي هذه أبداً...المزرعة...ولم تشعر أنها مذنبة عندما تركتها.أعادت النظر مرة ثانية إلى سبنسر قائلة "ترك لي والدي المزرعة عندما مات،ولم يقولوا لي أي شيء.أنا أعتقد أن هذا السبب الذي جعلهم يكرهونني كثيراً جداً.لأنه تركها كلها لي. بدت كما لو أنها في صدمة.وهي ترى والدتها مرة ثانية بعد كل هذه السنين،والآن هذه هي.هزّت رأسها ووقفت مرة ثانية ببطء قائلة ماذا سأفعل بكل هذه ؟"
قال لها سبنسر"نعيش هنا،نتمتع بحياة مرفهة.أم أنها كانت ذات مرة ويمكن أن تكون مرة ثانية في يوم من الأيام. أنا أجعل مزرعة العنب مربحة كثيراً. وربما حتى الذرة."
قالت وهي تبتسم له" سبنسر. أنا في البيت."
أبتسم سبنسر فقال لها" نعم" أنك متأكدة تماماً وأنت لم تريدي أن تأتين إلى هنا اليوم.ابتسما كلاهما، ثم تذكرا المرأة التي تموت في البيت فعادا يمشيان إلى السيــارة ببطء وهما يتساءلان إلى أين يذهبــان بعد ذلك.
قالت له " يمكننا أن نبقى في الكوخ لو نريد."
قال لها " نحن ؟" هل أنها تعرف أنني كنت هنا؟ "
قالت له" لا. حسناً يمكنني أن أكون في الكوخ. ولكنني متأكد أنها ستكون فوضى. وهي لم ترد أن تكون هناك بينما والدتها تموت. قالت له" دعنا نذهب إلى مكان ما ، ونعود إلى هنا فيما بعد. أومأ ومشيا إلى السيارة. قادا السيارة إلى محطة الغاز بعد ذلك، قالا وداعا لبويد وأخبراه أنهما سيعودان . وخابرهما في تلك الليلة على الفندق الذي يسكنان فيه.خابرت كريستال هيروكو لتترك لها رقم هاتفها. ماتت أمهـا بعد أن غادراها بفترة قصيرة.وجلست كريستال بهدوء لفترة طويلة، وهي تحاول أن تقرر ما شعرت.أنه لـم يكن حزناً أو خسارة أو حتى غضباً بعد الآن. كل شيء اختفى تقريباً ، سوى ذكرى الزمن البعيد لامرأة
183
كانت معروفة وهي طفلة.والآن أصبحت المزرعة لها،كما أراد والدها تماماً.لم تكن لديها فكرة ماذا تفعل بها. ولكن أصبح لديها على الأقل مكان لتعيش فيه الآن .
عادا هي وسبنسر في اليوم التالي، وبعد يومين دُفِنَتْ أمها مع الآخرين . ترددت كريستال ليومين عندما بقيا مع هيروكو وبويد،وأخيراً قررت الانتقال إلى البيت الرئيسي في المزرعة حتى أنها بقت في غرفتها القديمة مع سبنسر.لا زال فراشها القديم هناك،ومازالت الأرضية تصر فقط حيث تذكرتها.بطريقة غريبة لم يتغير شيء،ولحد الآن بقي كل شيء كما كان عليه عندما مشيا في الحقول عند غروب الشمس في ذلك المساء،إلى المكان الذي التقيا فيه،وابتسم وهو ينظر إليها.كان شيء غريب كيف كانت الحياة تسير في بعض الأحيان. باقية لم تستطع كريستال أن تتغلب عليها.قبل يومين فقط لم يكن لديها شيء في هذا العالم وأصبح لديها الآن مزرعة تركها لها والدها.
عندما غربت الشمس،تبادلا القبلات،وعادا مشياً إلى البيت، يد بيد،ممتنين للحظات الثمينة التي قضياها سوية،بهدوء، مثل ذكرى غامضة، بدأت كريستال بالغناء.
184
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: