منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 8:58 pm

الفصل الثاني عشر

قام بويد بحمل كريستال إلى الداخــل ومدداها هو وهيروكو على فراشهما. أخـــــذ بويد الطفـــل وجلست هيروكو بجانبها وحممتها بمناشف دافئة . مست كدماتها بلطف، وصرخت عندما رأت ظهرها. ظهرهـــا وساقيها والكدمات التي على شفتيها.كانت تتعجب أنه لم يقتلها. تمددت كريستال هناك وبكت في الفراش الذي ولّدت طفلتهما عليه،وفي صباح اليوم التالي جلست في مطبخهما وهي تنظر إليهما على نحو عديم الجدوى. لم يكن باستطاعتها أن تواجه أي أحد سواهما. أصبحا عائلتها وبكت ثانية عندما سلمها بويـــد كأساً من القهوة.
قال لها" سآخذك بالشاحنة إلى البيت ويمكنك أن تخبري أمك أين كنت؟ ونحن ذاهبين لرؤية الشريــف."
هزّت رأسها بشكل يدعو إلى الرثاء. كانت كل بوصة من جسمها توجعها، ولم تنم طوال الليل. وتمكنـــت
بالكاد أن ترى من خلال الكدمة التي سببها حول عينها والتي جعلتها تستسلم له، عدا شعرها الشاحــــب الذي كان من الصعوبة أن تصدق أنها كريستال. لكنها عرفت أنها لا يمكن أن تذهب على الشريف. لــــو فعلت فأن توم يقتلها. فقالت" لا يمكنني أن أفعل ذلك."
صاح عليها بويد" لا تكوني ساذجة," أراد أن يقتل توم بنفسه.
قالت" أنا لا يمكن أن أفعل ذلك نحو بيكي وأمي."
قال لها" هل أنت مجنونة؟ الرجل أغتصبك."
بدأت كريستال بالبكاء مرة ثانية ومدت هيروكو يدها وتناولت يد كريستال.
قالت هيروكو" يجب أن يعاقب . أن بويد على حق."
ولكن كريستال وقفت تراقبهما بصمت رغم دموعها.أصبح عار عليها الآن أيضاً.وأصبحت مضطربة بكل الذي شعرت به.شعرت أنها غاضبة وخائفة ومهزومة,ولسبب غريب ما أنها مذنبة.هل كان خطأهـا؟ هل أنها غررت به على مر السنين دون علمها بذلك؟أم أنه كان عقاباً آخر على الطريق التي بدت بهـــا؟ لم تكن متأكدة ولكنها لم تهتم بعد.لقد حدث الذي حدث.وكان سبباً آخر لتخرج من الوادي الذي أحبتـــه ذات مرة،والآن كرهته.لم يكن لديها شيء لتتركه هناك عدا الضياع والألم والحزن،وعائلة ويبسترتكلـم بويد بهدوء هذه المرة قائلاً لا يمكنك أن تتركيه يفلت من هذا دون عقاب,يا كريستال.ولكنه كــان يرتجـف في داخله من الغضب.فقال" سآخذك إلى البيت.لم يخابروا أمها في الليلة السابقة.لم يفعلوا أي شيء عـدا العناية بكريستال. هي تركت فرسها هناك وذهبت مع بويد بالشاحنة وكانت صامتة في ركوبها إلى البيت وهي تفكر بما تفعل الآن. مسكتها هيروكو بقوة قبل أن تغادر،وبقت هيروكو في البيت مع الطفلة جين ولكن كريستال لم تستطع أن تتحدث معها قبل أن غادرا . كانت خرساء بسبب الحزن والعار والرعــــب.
تبعها بويد إلى الداخل وكانت جدتها في المطبخ . ألقت نظرة واحدة على كريستال التي كانـــت واقفة في غرفة الجلوس في قطعتين من سروال الجينز التي أعطاها بوجهها المكدوم وشعرها المتلبد نتيجة مـــــا
حدث لها في الليلة السابقة، وركضت لتصل إلى أبنتها.كانت كريستال نظيفة الآن،إلا أنها لم تصدق وبعد لحظة ركضت أمها إلى غرفتها وهي تسحب رداء الحمام حولها.
قالت لها" أين كنت بحق الجحيم؟ آه يا إلهي..." وبعد ذلك قالت وهي تنظر إلى بويد، ماذا تفعل هنا؟"
لم يكن مرغوباً به في بيتها منذ أن تزوج هيروكو، عدا في مناسبات التعميد والعرس. ولكنه لم يرد على الدعوة منذ ذلك الحين.
قال بويد " أنا جئت بها إلى البيت. هي بقت معنا في الليلة الماضية." ولكنه لم يكن يحب أن ينظر في عيني أوليفيا وايات،لم تكن فيها شفقة، فقط الاتهام.لم تقم بحركة نحو كريستال عندما وقفت الفتاة وهي تنظر إليها بشكل أعمى وساعدها بويد على الجلوس على الكرسي عندما راقبتهما أمها.
قالت لها أمها" أي شيء عملتيه ليحدث مثل هذا؟"
استدار بويد ليواجه أوليفيا بعينين ملؤها الغضب وأخبرها ما لم تستطع كريستال قوله بنفسها.فقال" زوج ابنتك أغتصبها."
58
قالت"ذلك كذب !"صبّت جام غضبها عليهما كليهما ثم ردت على قائلة"أخرج من هنا.أنا سأهتم بهـذه. ثم قالت لكريستال " كيف تتجرئين أن تخبريه بذلك عن زوج أختك؟"
نظرت كريستال إلى أمها في دهشة صامته.لا يهم ما حدث لها,أن أمها لم تهتم. ولم تستطع كريستـال أن تختبي منها بعد الآن. المرأة كرهتها. ربما كانت دائماً. ولكنها لم تهتم الآن. كل شيء قد انتهى بالنسبــة لكريستال . في ليل فريد كبرت ، وقطع آخر رباط مع عائلتها . ولكن كان بويد يحدق في أوليفيا بغضــب واضح قال لها"أنظري إليها!يجب أن تكون في المستشفى ولكنها كانت خائفة في الليلة الماضية."وكـان خائفاً أن يجبرها على الذهاب إلى المستشفى.
قالت " أنها متسكعة. من الذي كنت معه أمس؟ أنت لم تأتي إلى البيت في الليلة الماضية."
قالت كريستال" أنا أتيت إلى البيت...كان توم في الحظيرة ...لم يدعني أذهب.كان يشرب. أصبح صوتها خامداً,كما خمدت عينيها.شيء ما فيها قد مات في الليلة السابقة.شيء ما فيها ذلك بالرغم من كل شيء عندما أحبت أمها، ولكنها لن تفعل ثانية. لقد غدروا بها.
قالت لها أمها" يجب علي أن أقصيك من هنا. أذهبي إلى غرفتك !"
لم يصدق بويد ما كان يسمع والتفت إلى كريستال ونظر إليها بشفقة جديدة.
قال بويد لكريستال" تعالي معي إلى البيت يا كريستال. لا تبقي هنا." ولكن كريستال هزّت رأســها فقط .
كانت لا بد أن تنهيها هنا وهي لم تكن لتذهب حتى تفعل ذلك. مهما كلّف الأمر. ولكنها كانت باقيــة حتى
إلى أن تغادر إلى الخير. وبطريقة ما شكّت أن أمها عرفت ذلك وكانت مسرورة. لم تعرف السبب، ولكن
ولكنها أحسّت أن أمها تريدها أن تغادر المزرعة. وهي تفعل في الوقت المناسب عندما تكون جاهـــــزة. كان بويد ينظر إليها. قال لها" أرجوك يا كريستال لا تبقى هنا." ولكن كريستال لم تتحرك. حدقت به في عينين غافلتين، وهي تفكر فقط بما يجب أن تفعله، وتمشت أمها إلى الباب وتركته مفتوحاً.
قالت أمها لبويد" أنا قلت لك أن تخرج من هنا يا بويد ويبستر أم أنك أم تسمعني ؟"
وقف بويد وساقيه ثابتتين كما لو أنه يريد أن يقاتلها. فقال" أنا لا أذهب."
قالت أمها" هل يتعين علي أن أخابر الشريف؟"
قال لها" أنا أتمنى أن تفعلي ذلك يا سيدة وايات."
تكلّمت كريستال في النهاية فقالت" أنا موافقة يا بويد.. سأكون على ما يرام. اذهب إلـــى البيت...." لم يكن يريد أن يتركها. ولكن عينيها قالت له بأنه يجب أن يفعل. فقالت له سأكون على ما يرام. اذهب أنت
إلى البيت فحسب.... بدت هادئة وقوية وكانت عينيها هرمة وحزينة كما أنه تردد للحظة ثم مشى نحــو
الباب ببطء وهو ينظر إلى كريستال من فوق كتفيه.
قال بويد لكريستال" سأعود فيما بعد." صفع الباب وبعد لحظة زأرت شاحنته مبتعدة كما اقتربت أمــــها منها وهي مليئة بالاتهام ولكنها لم تكن مستعدة لما ستفعله كريستال لاحقاً. كما هاجمتها أمها بالحقـــــد
الجديد. أرتفع ذراعها ليصفع الفتاة المحطمة، وأمسكت كريستال بذراع أمها وأعاقته بشكل قوي جـــــداً وجفلت المرأة الأكبر سناً وانكمشت منها مرعوبة فجأة.
قالت كريستال لأمها" أنت تبقي بعيدة عني ، أتسمعين ؟ سأقتص كل ما أريد أن أقتص منكم يا أمـــي...
أنت وتوم والآخرون هنا! أصبح صوتها يهتز وأصبحت عيناها مشتعلة. هي كرهتهم جميعاً ، كرهتهــــم لما فعلوا بها، للحب الذي لم يقدموه لها، للألم الذي انزلوه بها مراراً وتكراراً. أعمال توم الشنيعــة التي
كانت ذروتها جميعاً في الليلة السابقة . وللحظة تساءلت هي لو أن أمها عاملتها بشكل مختلف منـــذ أن
مات والدها سواء تجرأ توم أن يمد يده عليها. ولكنه عرف أن لا أحد يعير اهتماما لها... ما الاختــــلاف
الذي يحدث؟ لكن كان سيحدث الكثير من الفرق بالنسبة له الآن. تحركت من وراء أمهــــــــا وذهبت إلى الدولاب الذي كان والدها يحفظ به مسدساته.
كانت باقية جميعها هناك، عدا المسدس الذي يستخدمه جارد وقد أخذت مسدس واحد, عندما بدأت أمها
بالصراخ ودخلت من الباب ونظرت إلى المشهد الهستيري وهي في حالة ارتباك كلي.
59
قالت لها توم" ما ذا بحق الجحيم... يا كريس... من أجل المسيح, ماذا تفعلين يا أختي؟
رأى النظرة في عينيها وأعتقد أنها كانت تسعى وراء أمّهم عندما صرخت أوليفيا بشكل متقطع ونظــرت جدتهم صامتة في رعب صامت.
قالت كريستال لجارد" أبقى بعيداً عن هذا يا جارد!
وجهت المسدس إليه سريعاً وعندما رآها تنظر إليه اعتقد لدقيقة بأنهــــا أصبحــــت مجنونة.وصل إلى المسدس قائلاً " أعطني ذلك! ثم نطحنه فيه بقوة بما فيه الكفاية لتعلمــــه أنها تقصد عملاً.صرخت أمها قائلة" أنها تريد أن تقتل توم! والتفتت إليها كريستال بغضب لم يره أحد منهم من قبل،الغضب الذي كـان يتراكم منذ شهور،ولد من البؤس واليأس والحزن على فقدان أبيها والإحباط الكلي من رؤية توم يدمــّر كل شيء عملت بمشقة لتبنيه.ولكن فهم ذلك.فقالت أنت حقاً لعنتي أنا." نظرت إلى عيني جارد مباشـرة واختفت من وجهها كل ملامح الطفولة.بدت جميلة تقريباً عندما وقفت هناك متقدة من غضبها بالرغـم من شعرها غير الممشط والشكل القبيح لكدماتها.فقالت"وإذا أردت أن تعرف أذهب الآن إلى الحظيرة لترى ماذا فعل بحق الجحيم؟" بدا جارد قلقاً، فقال من المحتمل أنه سكر ثانية وأطلق النار على أحــــــد الخيول. ولكنه كان أكثر قلقاً مما تريد أن تفعله بانتقام.
قالت له كريستال" لماذا لم تسأله؟" أصبحت عيناها الخزامية مثل رقاقات الثلج عندما نظرت من أمـــها إلى أخيها. ولكن أوليفيا كانت تصرخ مرة ثانية قائلة" لا تصدقها! أنها تكذب !"
ما الذي جعلك تعتقدين هكذا يا أمي؟" أصبح صوت كريستال هادئاً بغرابة ومسدسها موجه إليهم , بـدت استعادت هدوءها. لم تكن ضحيته بعد الآن.كانت تريد أن تقتله على ما فعل,وفكرتها جعلتها تشعر أنها أفضل تماماً.لماذا تعتقدين أنه لن يفعلها؟ " لماذا أنا المخطئة دائماً ؟"حدقت لتبكي بعد ذلك ولكنها كانت دموع الغضب ممزوجة بدموع الحزن . أنه أصبح من المؤلم جداً أن تعترف ذات مـــــــــرة وللجميع أن أمها لم تكن تحبها . فقالت " تذكروا " كانت يديها ترتعش عندما مسكت بندقية والدها ولكنها وصوبتها بالتناوب على جارد وأمها وليست مهمّاً أهمية ما فعلوا. هي لن تدعهم يوقفوها فقالت " تذكروا...عندما كنت فتاة صغيرة يا أمي أنت أحببتني أليس كذلك؟قلت لي أنني لم أقص عليك أكاذيب مثل جارد وبيكي... وأنا لم أفعل.. أنا لم أفعل... أنا أحببتك في حينها أيضاً..." وللحظة تعثرت في الكلام تقريباً فقالت" لماذا تكرهينني الآن كثيراً ؟ منذ أن مات أبي عملت كما لو أنني فعلت شيئاً ما لك ولكنني لم أفعل...أنا لم أفعل أليس كذلك؟كانت تسأل الناس الذين في الغرفة بشكل عام،وفي بادئ الأمــــر لم يكن هنالك جواب ولكنها شكّت بالكراهية التي كانت في صوت أمها عندما هدرت جوابها.فقالــت أنت تعرفين ما فعلــت.حدثت أبيك بكلام عذب.ألم تغني له طوال الوقت وكنت راكبة معه مثل الصعلوكة وفي النهاية لا بد وأن تحدثت معه إلى مدى ابعد من الكلام الحلو حقاً. وبمرارة نظرت أوليفيا بمرارة إلى كريستال التي ما زالــــت لم تفهم غضب واستياء أمها حيث أن الكلام الذي قالته أوليفيا لم يكن له أي معنى.
قالت كريستال لأمها" ما الذي تتحدثين عنه؟"
قالت لها أمها " أنت تعرفين ما الذي أتحدث عنه ، أنت الصعلوكة الصغيرة المتآمرة ولكنك لــن تحصلي على أي شيء مني ، لا طالما أنا على قيد الحياة على أية حال ، ثم ملأ الرعب عينيها فجأة وحــدقت في أبنتها، لقد أصبح واضحاً أنها اعتقدت بأن كريستال ستقتلها عندما مسّت كريستال البندقية بأصابعــــــها
بعصبية ولكن كريستال ثبتت على الباب وحدق جــارد في أمهـــما بارتباك , وهي رأت كريستال تجـــري متجاوزة,ركض هو خلفها ولكنها كانت أسرع منه بكثير،كانت أسرع منه دائماً.ركض خلفـها في الحقول ولكنها لا زالت تلوّح بالبندقية وأطلقت النار في الهواء،وصرخت تحذره أن يبقى بعيداً عنها.عـــرف أن شيء ما حدث ولكنه لازال لم يعرف ما هو.كل الذي عرفه أن عليه أن يوقفها,قبل أن تقوم بعمـــل شيء جنوني نحو توم أو حتى نحو بيكي والأطفال . لم تكن تعمل شيئاً مفهوماً , وهو ما زال لم يفهــم الشيء الذي جنّنها.سمعهما توم قادمين قبل أن يصلوا البيت ورآها تجري عبر الحقول ببندقيتها. سحب بندقيته من الحامل القريب من الباب وكان ينتظرها عندما وصلت إلى هناك. رمت قبل ذلك طلقتين في الهـــــواء
60
وبقي لديها أربعة طلقات كما أتت بيكي تصرخ خلف توم وهي تمسك به بشكل هستيري . هـــــي لم تكن تعرف ماذا جرى ولكنها أحست أن شيء فضيع كان على وشك أن يحدث.
كانت بيكي تسأله " ماذا تعمل؟" وارتعبت عندما دفعها بقسوة خلفه وقال لها أن تعود إلى البيت وتبقــى مع الأطفال. هي فعلت كما قال لها وكانت منكمشة كما واجهته كريستال وصوبت بندقيتها عليه بيديـــــن مرتعشتين وأتى جارد خلفها منقطع النفس.
قال لها ألقي السلاح يا أختي." تكلم هو بهدوء وقد خاف مما ستفعله ولكن توم أبتسم ابتسامة عريضــة فقط. بدا ثملاً كعادته ولكن بدت يداه ثابتة بشكل مخيف عندما وجه بندقيته نحو كريستال.
قال لها" رائع أن أراك ثانية يا كريستال،هل هذا نداء اجتماعي أم تصيد مع جارد فقط؟ بدا رابط الجـأش
عندما وقف جارد بجانبها عاجزاً.
قال له" توم ألقي البندقية أرضاً. كلاكما توقفا." بدا جارد مرعوباً. بدا توم وكريستال مجنونين كلاهمــا
وعندما نظر إلى أخته فجأة عرف ما حدث لها وللحظة أراد أن يأخذ البندقية منها بنفسه ويقتــــــل زوج
أخته ولكنه لم يستطع أن يلوي البندقية ويخلصها من يديها عندما صوبتها إلى رأس توم ثم أنزلتــــــها نحو مفرق ساقيه بارتياح.
قالت له "لقد أتيت لأشكرك على ما فعلت في الليلة الماضية"اهتز صوتها عندما مسك كل منهما بندقيته وهما يصوبان تجاه احدهما الآخر.وأضافت تقول"سوف لن تفعل ذلك لأي شخص ثانية أنت,توم؟أرادته أن يكون خائفاً،أن يبكي,أن يتذرع،أن يتوسل, على ما فعل في الليلة السابقة ولكنه نظر إليها شررا فقط. لا زال مذاقها في شفتيه مثل التكشيرة القبيحة التي بانت عليها ثم رمت طلقة إنذار بيـــــن ساقيه ولكنها أخطأته وبدون انتظار أن يرى إن كان قد أصيب فأطلق نحوها طلقتين . أحدثت أحداهما صفيـــراً نتيجة الصوت وهي تعبر من جانب أذنها,رأت جارد وهو يخر صريعاً بجانبها . أصابه في رأسه تماماً فـــأرداه قتيلاً على الفور،وتناثر الدم في كل مكان وسجدت كريستال بجانبه.سمعت صراخ من بعيد أتى من مكان ما وكل ما كانت تتذكره هو توم الذي كان ينظر إليها شزرا وبيكي التي صرخت عندما تمددت كريستـــال وهي تهز جارد في حضنها باكية وهي تحمله ولكنه رحل وكان خطأها فمن الأفضل أن تطلق النار عليه بنفسها. لقد أصبح ميتاً.......ميتاً كما أن توم مشى أليها وأبعد بندقية أبيها منها وعـاد إلى الداخل ليخبر الشريف.
61
الفصل الثالث عشر

بعد نصف ساعة أتى الشريف ولا زال جارد ممدداً في الحقل بين ذراعي كريستال. فقد أبعدوها وكانــــت أسئلتهما غير واضحة بعد ذلك.تذكرت سيارة الإسعاف أتت إلى جارد وأمه تصرخ بشكل هستيري وبكت بيكي ومسكتها.تذكرت الأطفال يحدقون فيها وأن الشريف يقول لها أنها فعلت شيء مرعب،وفي محاولة لتشرح له أنها لم تطلق النار على جارد ولكنهم عرفوا.ثم أنها انكشفت كلياً بأن توم فعل ذلك وذهبوا إلى الحظيرة لينظروا ولا زال دمها هناك في ارض الحظيرة.أتت هيروكو معها ثم وقعا على إفادة عن الحالة التي كانت بها في الليلة السابقة والصور التي أخذت لجميع كدماتها . أمرها الشريف أن تبقى مع عائلـة ويبستر بدلاً من أن يضعها في السجن وذهبوا لاستجوابها. أصبحت متهمة بمحاولة ارتكاب جريمة قتــل ولكن توم أراد منهم أن يسقطوا التهم ضدها لأن ذلك يعني أن كونـــهمتهماً بنفســـه بجريمة الاغتصاب والقتل غير المتعمد. قرر القاضي بعد ذلك أنها حادثة وكان توم متهماًقانونياً بالاغتصاب، وفي النهايــة أسقطت جميع التهم وأعلن عن موت جارد أنه كان لأسباب عرضية . لقد غادروا قاعة المحكمة سويـــة ولم تر كريستال توم وأمها ثانية حتى أقيمت جنازة جــــارد. هي وقفت خلف الكنيسة مع بويد وهيروكو ونشرت في كافة الصحف المحلية.جميع أصدقاء جارد كانوا هناك والفتاة التي كان يراها في كاليستوغا. الجميع بكوا ومن ضمنهم توم،الذي بدا متهماً نحو كريستال عندما غادر الكنيسة.كان يحمل نعش نسيبه حيث جعل معدة كريستال تلتوي، ولكن كانت أوليفيا تريدها بتلكالطريقة . في عقلها لم يكن موته خطــأ توم بل خطأ كريستال وقد دفن في قبر بسيط بجانب أبيه.كان يوماً لن تنساه كريستال، ووقفت تنظر إلى السماء بصورة عمياء تفكر فيهما كلاهما وكم كانت الحياة مختلفة . لقد انتهى كل شيء الآن. لجميعهم. لم يبق هنالك شيء سوى الغضب والذنب والأكاذيب، وحزنها على فقدان أبيها وأخيها. وعندما أقتـــادها بويد، وقفت للحظة لتنظر إلى أمها.
قالت لها أمها " لا تعودي إلى المزرعة ثانية يا كريستال.أن أباك ليس هنا ليدافع عنك الآن, وأنا أعرف من أنت. نحن جميعاً نعرف.أنت قاتلة وصعلوكة وأنت لا تنتمين إلى هذا المكان،لا يهم ما فعلت لتجعــلي
أباك يصدق قبل أن مات.كان حقدها بلا حدود على أبنتها الصغرى،ولكن كريستال هزّت رأسها فقط فقد زال غضبها. أنها ستعيش بقية حياتها وهي تعرف أن غضبها كلفها حياة أخيها. وستعمل أي شيء الآن لتغير ذلك حتى لو دل ذلك على أنها ستترك توم دون عقاب. لم يكن هناك استرداد ثمن على ما فعل على أية حال،لا تغيير لذلك، لا عودة لها إلى ما كانت عليه، أو أعادة جارد إلى الحياة مرة ثانية. أن حياته قد انتهت وقد تشوهت سمعتها إلى الأبد.
تكلّمت كريستال بهدوء قائلة"ليس عليك أن تحاربينني يا أمي.أنا لا أريد أن أعود إلى البيت.حتى أنني لا أريد أن أرى المكان ثانية أنه لك كلّه. أنا ذاهبة."
تكلّم توم من خلف ظهرها تماماً وهو يقول" ماذا لو كتبناها باسمي وأسمك يا أمي ؟
أن رائحته جعلتها تتهوع كما أنها كافحت لتتجاهله. فقالت له كريستال" أنت لا تحتاجهـا في الكتابة. أنا
ذاهبة عن هذا المكان غداً ولكن لم يبق لها شيء تتركه على أية حال عدا قطعة الأرض التي أحبتها ذات مرة. والناس الذين تهتم بهم والناس الوحيدين الذين بقوا لها كانوا غرباء.
دمدم توم بصوت منخفض قائلاً " سأرى أنك لن تعودي كما أن بويد مشى إلى ألأمام ومسك ذراعهـــــا.
فقال لها بويد" تعالي يا كريستال فلنذهب الآن. لقد مسك ذراعها بشدة وأبعدها وذهبا بالسيارة مبتعدين
انهمرت الدموع على خديها بصمت وربتت هيروكو عليها بيدها عندما نظرت من النافذة . لم يكن هنـاك أي أحد يمكن أن يقول. تغير مسرى الحياة بشكل غير قابل للنقض. انتهى جارد. كان بالكاد أكثر من ولد وقد رحل. لم تنطق كريستال ببنت شفة طيلة طريق العودة إلى بيت عائلة ويبستر وعندما وصـــلوا إلى هناك تركتهما وذهبت تمشي مسافة طويلة لوحدها. مشت خلال الأعشاب الطويلة خلف بيتهما ولمسافة أميال وهي تتبع الجدول وتغني لنفسها الأغاني التي أحبها أباها وأخيها ذات مرة, وغنّت أغنية" النعمـة المدهشة". غمرتها ذكرياتهم. لم يسمعها أحد هنا. مشت عائدة إلى بيت بويد وهيروكو وعرفت الوحــدة
62
التي لم تشعر بها من قبل، الوحدة القوية جداً تساءلت للحظة إذا كانت ستنجو منها تماماً.ولكنها عرفت أنها لا بد أن تستمر.عليها أن تفعل ما وعدت أبيها ونفسها قبل سنوات.عليها أن تذهب الآن، إلى عوالم أخرى،أماكن أخرى.لوحدها ولكن مع ذكرياتهما التي كانت قريبة منها دائماً.ومع ذكرى جارد كان الذنب الذي عرفت أنها ستحمله على عاتقها مدى العمر. لن يموت لو لم تذهب خلف توم ببندقية والدهــا بأي حال تبدو كما لو أنها قد قتلته بنفسها ، وعرفت الآن أنها ستعيش في تلك الدرايــــــة إلى الأبد. لا شيء يغيرها أو يخفف من وطأة الأذى الذي حصل لها.لا شيء يقلل من ذنبها، لا يهم ما حدث لها في حياتها، ترسّخ في عقلها أنها كما لو أنها ضغطت على الزناد بنفسها وقتلت أخاها. وعنـــدما تجولت عائدة ببطء وهي تمشي على العشب الطويل غنت الأغاني التي سبق وأن غنياها سوية عندما كانا طفلين فانهمرت الدموع على خديها ونظرت إلى السماء في حزن موحش.
قالت" وداعاً يا جارد...." همست الكلمات التي لم تقلها له منذ وقت طويل جداً فقالت.... أنا أحبك...."
63
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: