منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 12:43 pm

الفصل الخامس

عمل سبنسر رحلات في اليوم التالي وهو يربط الأطراف السائبة ويقوم بزيارات غير متوقعة للقليل من
الأصدقاء ليقول لهم الوداع ويتمنى أن يكونوا بخير. وفجأة أصبح يشعر بأسف للغاية لمغادرتهم. ندم على اتخاذ قراره بالعودة إلى نيويورك ووعد نفسه بأنه سيعود في يومٍ ما. كان يوم أسود بالنسبة له، وذهب إلى النوم مبكّراً في تلك الليلة, وأخذ طائرة إلى نيويورك في صباح اليوم التالي.
كان عيد ميلاد كريستال السادس عشر.وكان والديه ينتظرانه وشعر بالحماقة أن يقوم بأداءالتحية كبطل منتصر . حتى باربارا أرملة روبرت كانت هناك ومعها ابنتيها . كان لديهم عشاء متأخر في بيت والديه،
وكان على باربارا أن تغادر لتأخذ ابنتيها إلى البيت قبل أن يشعرا بالنوم على منضدة الطعام. معافى يـــا بني؟" قال والده ذلك بانتظار بعد أن ذهب الآخرين إلى بيوتهم وذهبت أمه إلى حمّامهم. كيف تشعــــــــر بالعودة إلى البيت ثانية؟ كان متلهفاً ليسمع جواب مشجعاً.كان سبنسر مسافراً منذ وقت طويل جداً, ست سنوات بين الحرب والسنتين اللتين قضاهما في ستانفورد شعر والده بالارتياح حيث جعله يعـــــودإلى نيويورك التي انتمى هو إليها. لقد حان الوقت بالنسبة إلى سبنسر ليستقر ويصبح "أحدا ما" كما كــــان يفعل روبرت, كما عاش هو.
" قال أنا لست متأكداً من شعوري لحد الآن." كان سبنسر صادقاً معه. فقال" أنه يبدو لي نفس الشــيء أكثر أو أقل عندما كنت في البيت آخر مرة. نيويورك لم تتغير." لم يضف ما كان يفكر فيه فعلاً.. ولكــن
لدي....
" قال له والده" أتمنى أن تكون سعيداً هنا. ولم يشك وليام هيل حقاً في ذلك.
"قال سبنسر أنا متأكد بأني سأكون سعيداً،أشكرك يا أبي.ولكنه كان متأكداً بشكل أقل من أي وقت مضى
أشتاق جزء منه للعودة إلى كاليفورنيا.فقال"أنا رأيت القاضي باركلي قبل أن أغادر وأرسل لك تحياتــــهبالمناسبة."
أومأ وليام هيل مسروراً.فقال"سيكون في المحكمة العليا يوماً ما.سجل كلماتي هذه.أنها لن تكون مفاجأة
بالنسبة لي.أولاده رجال جيدين أيضاً.ولده الأكبر أصبح في قاعة محكمتي في اليوم السابق.كان محامياً رائعاً جداً."
"أنا أتمنى أحد ما أن يقول ذلك عني في يوم ما."
جلس سبنسر على الأريكة في مكتب والده ومد يده خلال شعره بتنهيدة متعبة. كان يوم طويل، أسبـــوع طويل... حرب طويلة وفجأة فكّر بما كان يواجهه وخابت آماله.
" أنت فعلت الشيء الصحيح يا سبنسر يا سبنسر. بما لا شكك فيه."
" كيف تكون متأكد جداً ؟ أنا لست روبرت يا أبي أنه أنا... ولكن سبنسر عرف أنه لا يستطيع قول ذلك.
" ماذا لو كنت أكره أندرسون ,و فنسنت وسوبروك ؟"
" حينذاك سأذهب للعمل في أدارة قانونية لشركة. بشهادة القانون يمكنك أن تعمل أي شيء تريد تقريباً.
المهن الخاصة,الأعمال، القانون..السياسة.."قال الكلمة على نحو مفعم بالأمل حيث كانت أماله الحقيقية وسيكون سبنسر أهلاً لها في يوم ما.كما كان أخوه من قبله.روبرت. أملهم المشرق الذي أنطفأ بسرعة.
" تبدو باربارا على ما يرام، أليس كذلك ؟"
" نعم. أومأ سبنسر بهدوء متسائلاً إذا عرفه أباه تماماً. فقال" كيف حالها؟"
" كان صعباً عليها. ولكنها تستعيد عافيتها،حسبما أعتقد."قال ذلك واستدار لكي لا يرى سبنسر الدموع في عينيه," فقال أنا أفترض بأن جميعنا."ثم استدار وابتسم لسبنسر.لقد أجرنا بيت في ليونج ايلاند. أنا وأمك اعتقدنا بأنك قد تحب اللهو.باربارا وطفلتيها سيكونون هناك لبقية شهر آب." لقد كانت عـــــودة غريبة إلى حضن عائلته،لم يعد متأكداً أنه سكن هناك.كان عمره اثنان وعشرون عاماً عندما ذهـــب إلى الحرب وقد تغير كثيراً منذ ذلك الحين.حدث الكثير ليغيره. والآن مع رحيل روبرت شعر بأنه عاد ليعيش حياة روبرت وليس حياته الخاصة.
31
" كان ذلك لطفاً منك يا أبي. أنا لست متأكداً كم مقدار وقت الفراغ الذي سيكون لدي عندما ابدأ بالعمل.
" سيكون لديك عطل نهاية الأسبوع."
أومأ سبنسر. كانوا يتوقعون منه أن يكون ولداً ثانية.ولدهم الأصغر.هو شعر كما لو أنه أضاع حياته في مكان ما في طريق عودته من كاليفورنيا.
" قال سبنسر". سنرى. علي أن أجد شقة خلال هذا الأسبوع."
" قال والده" تستطيع أن تبقى هنا . حتى تجد موطأ لقدميك ثانية."
" شكراً لك يا أبي.رفع بصره ولأول مرة بدا والده عجوزاً بالنسبة إليه.عجوزاً متعلقاً بالآمال التي ماتت مع أخ سبنسر. "أنا أقدر ذلك ومن ثم بلا فضول, هل أن باربارا ترى أي أحد؟ مضى عليها ثلاث سنوات مع ذلك وهي أصبحت فتاة جميلة. كانت مناسبة تماماً لروبرت. طموحة,هادئة, ذكية. تربت بشكل جميل ستكون الزوجة المثالية لسياسي.
أجاب والده بصدق قائلاً" أنا لا أعرف.نحن لم نناقش ذلك.ينبغي عليك أن تأخذها إلى عشاء يوماً ما.من المحتمل أنها مازالت وحيدة جداً."
أومأ سبنسر. أراد هو أن يرى بنات أخيه أيضاً ولكن كان لديه الكثير عدا ذلك ليفكر فيه الآن. فقد بـــــدا
ذابلاً وفقاً للأشياء المتوقعة التي وضعت على كاهله. شعر بأنه منهكاً عندما سقط في الفراش في تلــــك الليلة. فالصدمة التي كانت تنتظره بدت تسقط عليه بثقل ساحق وأراد أن يبكي عندما ذهب لينام. شـــعر
كأنه طفل ضاع في طريقه إلى البيت. الشيء الوحيد الذي عرفه أنه يتعين عليه أن يجد شقة خاصة بـه،
حياة خاصة به، وبسرعة.
32

الفصل السادس

بد الباقي من فصل الصيف ينساق جانباً كما كانت كريستال تساعد أباها في المزرعة وتتوقف من وقــت لآخر لتلعب مع طفل بيكي. كان توم في الخارج دائماً في مكان ما. يتفقد مزرعة الكروم مع تــــاد أو في البلدة مع أصدقائهوكان جارد يقضي كل لحظة زائدة مع صديقته في كاليستوغا. وفجأة شعرت كأنـــــها لوحدها ولا أحد معها لتتحدث معه . وبدأت بركوب الخيل لزيارة هيروكو أكثر وأكثر في أغلـــب الأحيان كريستال تجد هيروكو تقرأ بهدوء ،أو تخيط أو تخطط بقلم وحبر وحتى أنها علّمـــــــت كريستال كيفيــة كتابة مقاطع الجزء الثالث من القصيدة المألوفة باللغة اليابانية.كانت امرأة لطيفـة بقلب متقـد وبمهارات ثقافية فتنت كريستال.هي علمتها كيف تصنع طيور الأورغامي الصغيرة وأرتها كيف علمتها والدتـــــها ترتيب الزهور.لم تكن هناك بهرجة واضحة عما عرفته دارجاً فيالأساليب الغربية, كل شيء فيهـــا هادئاُ ورصيناً ومهذباً جداً. لا زالت بلا أصدقاء مثل كريستال التي كانت وحيدة جداً.بين أقرباء بويد، فهمـــــت بصورة كاملة كيف أساؤا إليها بشدة وقد شكّت بأنها كانت مختلفة إلى أي حد. كانت أكثر امتناناً لرفقـــة كريستال وأصبحت المرأتين صديقتين سريعاً. كما أن هيروكو قدانتظرت طفلها.
وعندما بدأت المدرسة ذهبت كريستال أحياناً لزيارتها تجلس لساعات طويلة بجانب النار تكتب واجبـــها
ألبيتي. هي كرهت الذهاب إلى البيت أكثر. كانت أمها مع بيكي دائماً على أية حال، وكانت جدتها توبخها
دائماً.الشخص الوحيد الذي تسمع منه كلمة حنونة هو والدها وقد عانى من المرض مرة أخرى.اعترفت كريستال لهيروكو بعد عيد الشكرأنها أصبحت قلقة عليه. هو بدا متعباً وشاحباً ويسعـــل طــوال الوقت. أفزعها. الرجل الذي كان يبدو منيعاً بالنسبة لها طوال حياتها ضعف فجــأة أصيب بذات الرئة مرة ثانية هو لم يخرج سالما في أسابيــع. أنه جعل كريستال تريد أن تتعلق به. عرفــت أنهــا لو فقدته فأن حياتها ستنتهي.كان نصيرها،حليفها والمدافع الوفي والآخرين جميعاً يهاجمونها بسرعة،ليلومونها على أشيـاء جميلة ويوبخونها على كل شيء لم تفعله.هي لم تحب أن تعمل أشياء عملتها بيكي.لم تكن تريد الجلوس في مطبخها طيلة،اليوم تشرب القهوة وتصنع الكعك،لم تكن تريد أن تثرثر مع النساء الأخريات أوتتزوج رجل مثل توم وتنجب له أطفالاً. أزداد توم باركر سمنة في أقل من سنتين وتفوحمنه رائحـة البيرة دائماً عدا عطل نهاية الأسبوع عندما ينتن من الويسكي.عرفت كريستال أنها لا تحببقيتهم.كانت تتحسس دائماً بشكل غريزي أنها أصبحت مختلفة وعرفت أن أباها وهيروكو كانا يعرفانها أيضاً . لقــــد اعترفت للفتاة اليابانية اللطيفة منذ مدة طويلة بأنها تحلم أحياناً أن تكون في الأفلام السينمائية . ولكن لــم يكـــن هناك سبيل تستطيع به أن تترك أباها الآن . لن تتركه لأي شيء.ولكن في يوم ما...ربما يوم ما لم يمت فيهــا حلم هوليود ولا حلمها في سبنسر.ولكنها لم تعترف لهيروكو ولبويد بمشاعرها حوله رغم أنها أخبرتهم بكل شيء آخر. كانا صديقيها الوحيدين وهي تركب بتهور لتراهمافي أغلب الأحيان.كانت هيروكو المرأة الصديقة الوحيدة لديها وكانت كريستال تأتي لمحبتها منذ مدة طويلة. فقد قدّمـــت هيروكـو لهـا التشجيع والدفء الذي لم تره في مكان آخر،عدا والدها.هي اعترفتبمخاوفها لها بأنها لم تهــــرب أبداً من الوادي حيث لا شيء من أحلامها سيصبح حقيقة. ولكنها أحبت الوادي أكثر مما ينبغي. نسجت مشاعرها بشكل معقد في حبها لأبيها.هي أحبت الأرض والأشجار،وتدرج التلال والجبال ورائها.حتى أنها أحبت رائحتها وخاصة في الربيع عندما يكون كل شيء ناضراً وجديــداً ويحول المطر كل شيء إلى زمرّده متألقة . لن يكون العيش هناك إلى الأبد أسوأ مصير يمكن تصوره حتى لو كانت تعني ترك أحلامها أن تصبح نجمـة سينمائية.أنها لم تكن تريد أن تتزوج رجلاً مثـل تــوم باركــر فقط . أن التفكيــر المجرد فيـــه يبعث على القشعريرة.
هل هو قاس على أختك ؟ كانت هيروكو فضولية نحو الآخرين أحياناً. كانوا جميعهم غرباء بالنسبة إلى هيروكو حتى أخت زوجها، التي تزوجت في النهاية في الوقت المناسب ليكون لديها طفلاً . لقد أخبرتني قبل أسابيع قليلة. أن لديها عين سوداء. قالت أنها سقطت فوق الكرسي العالي . مع ذلك أنا أعتقد أنهــا أخبرت أمها بالحقيقة رغم ذلك.ما زالت المرأتان تمنعان كريستال من الخروج.كان الجميع يفعلون ذلك.
33
أصبحت جميلة على نحو خطير وقد حذرت جميــع النســاء اللواتي عرفنهــا عــدا هذه المــرأة التي بدت مختلفة جداً. أصبحتا امرأتين غريبتين واحدة طويلة ونحيفة والأخرى صغيرة الجسم جـــداً، وأمرأة ذات شعر أسود برّاق والمرأة الأخرى ذات عرف رقبة طويل ملوّن مثل ريش رقبـة الحمــام الزاجل والمــرأة الأخرى مثقفة بشكل متحرر وجميلة جداً في كلماتها وأيماءاتها والمرأة الأخـرى نحيلــة الجســم ومقيدة جداً. أتت المرأتين من عالمين مختلفين إلى مكان فريد حيث أصبحا أختين.
قالت لها هيروكو"ربما ستذهبين إلى هوليود في يوم ما،وسنأتي أنا وبويد لنراك."ضحكتا كلاهما ومشيا من مكان ويبستر إلى الطريق وهما يتحدثان عن أحلامهما. أرادت هيروكو بيت جميل في يوم ما، وعدد من الأطفال،وأرادت كريستال أن تغني وأن تذهب إلى مكان آخر حيث تجد أناس لا يستاؤون منها.أصبح بين هيروكو وكريستال رباط مشترك. كانتا منبوذتين لأسباب مختلفة. أحبّت هيروكو أن تتمرن ولم تحب أن تخرج لوحدها. أصبحت كريستال تتمتع بالمشي معها. هما يتحدثان لساعات أحياناً،وعندما مشيا إلى الأمام لاحظت هيروكو أشياء غاية في الصغر. الأزهار الأصغر حجماً والمقـدار مــن النباتات والفراشات الأكثر رقة وستضع بعد ذلك صورة وصــف أدبيــة لهــا . تقاسما العاطفــة المشتركة مع الطبيعة . ولكن كريستال أصبحت مرتاحة الآن بما فيه الكفاية لتثير رغبتها أيضاً.
قالت كريستال" أنت رأيت كل الأشياء لأنك أوطأ مني إلى الأرض يا هيروكو." ضحكــت هيروكو عليهــا وتمنيا كلاهما أن يتمكنا من الدخول إلى البلدة.ولكنهما عرفا أن ليس بأمكانهما أن يظهرا لأحد سوية في أي مكان. سيخلق ذلك الظهورعاصفة ما بعد رابطة الصداقة المشتركة بينهما. لقد دعاها بويد أن تذهب معهما إلى سان فرانسيسكو ولكنها كانت تخاف أن تظهر لفترة طويلة وكانت أمها تحذرهــا بكــل تأكيــد وأن والدها قد يحتاجها.أصبح ناحلاً جداً في عيد الميلاد بحيث لا يتمكن مـن النهوض مــن الفراش ولــم تقم كريستال بزيارة عائلة ويبستر منذ أسابيع وقـد وشى وجهها بحكايتها عندمــا أتت في أواخـــر شهر كانون الثاني.أصبح تاد وايات على وشك الموت.جلست كريستال وهي تبكي في مطبخ هيروكو ووضعت هيروكو ذراعيها حول كتفي كريستال. شعرت كريستال كما لو أن قلبها يتمزق وهي تراه ينسل يوماً بعد يوم. كان كل شخص في المزرعة يبكي طوال الوقت. فجدتها وأوليفيا وبيكي يبكين.ولم يكن جارد هناك، لم يستطع الصمود وهو يرى منظر أبيهم يموت. كانت كريستال تجلس معــه لساعات طويلــة وتشجعــه ليأكل،تهمس في أذنه بهدوء وتضع فوقه المزيد من البطانيات ، وكانت تجلس في بعض الأحيان عندمــا يكون نائماً فقط وتتدحرج الدموع على خديها وهي تراقبه بصمت. وكانــت هي كريستال التي أرادهـا أن تكون بقربه دائماً، كريستال التي نادى بأسمها وهـو يهذي، كريستال التي بحث عنها عندما فتح عينيــه مرة ثانية. نادرا ما كان يطلب زوجته ولكنه لم يطلب بيكي . أصبحن غريبات بالنسبة لــه الآن كما كانت كريستال غريبة بالنسبة لهن. كانت هي التي تخدمه بمودّة، حتى أنها ساعدت أمها في غسله.
ولكن الحب الذي اظهرته لوالدها جعل أمها تستاء منها أكثر. أعتقدت والدتها أن الحب الذي أشتركت به كريستال مع والدها غير طبيعياً، وكانت على وشك أن تقول ذلك لو لم يكن مريضاً. وبدلاً مــن ذلك كانت نادراً ما تتحدث مع كريستال ولم تعر كريستال أهتماماً لذلك بشكل حقيقي.كل الذي أصبحت تهتم به الآن
هو والدها. حتى أن عاطفتها تجاه والدها عتّمت ذكرياتها عن سبنسر.
أصبحت بيكي حاملاً مرة أخرى وكان توم يحاول أن يدير الزرعة رغم أنه كان سكيراً أكثر مما ينبغي في معظم الأوقات ليفعل ذلك.كان قلب كريستال يتحطم كلما شاهدته يقود السيارة متجهاً إلى بيت العائلة. بذلت مقدار من السيطرة على نفسها لكي لكي لا تقول رأيها به وظلت كريستال صامتة من أجل والدها. لم تكن ترغب أن تزعجه، وأرادت أن يبقى كل شيء على ما هو عليه، ولكن بحلول شهر شباط علمـــت أنها لن تفعل ذلك. جلست بهدوء بجانب سرير والدها ليلاً ونهاراً وهي تمسك يده ولم تتركه إلا عندمــــا تريد أن تستحم أو تأكل بسرعة شيئاً ما في المطبخ. كانت تخاف لو تركته، فقد يموت،تركت الذهاب إلى المدرسة،لم تترك حتى البيت عدا دقائق قليلة لتأخذ نفساً عميقاً على الشرفة،أو تمشي بسرعة إلى النهر قبل أن يحل الظلام . وذات مرة تبعها توم إلى هناك ووقف ينظر إليها بخبث عندمـــا جلست في المنطقة
34
المفتوحة من الغابة مستغرقة في تفكيرها بأبيها ثم سبنسر، لم تسمع عنه منذ أن أتى إلى تعميد ويلي ولكنها لم توافق على ذلك.كان لدى بويد رسالة منه في عيد الميلاد ،بدا سعيداً في نيويورك ويحب عمله وأعلمهم أنه سيخبرهم قبل أي شيء أذا جاء إلى كاليفورنيا في أي وقت ولكنه كان بعيداً جداً ليساعدها الآن . لم يستطع أحداً عدا ألله . وكانت تصلي يومياً لكي يدعوها أن تحافظ على أبيها لكن في قلبها مــن القلوب،عرفت ماذا سيحدث،أخذت مكانها في الكرسي بجانب سريرأبيها في تلك الليلة،تراقبه وهو يغلبه النعاس وبعـد منتصف الليل فتح عينيه ونظر فيما حوله . بدا أحسن مما كان منذ وقت طويل، كان خالي البال وابتسم لكريستال.كانت أمها نائمة على الأريكة في غرفة الجلوس بينما كانت كريستــال نائمة على كرسي أمام سريره منذ أيام.ولكنها استيقظت فوراًعندما تحرّك وقدمت له رشفة من الماء فقال لها شكراً يا طفلتي . تكلم وبدا صوته أقوى قليلاً . فقال لها" يجب أن تذهبي إلى السرير الآن."
قالت"أنا لست تعبة لحد الآن،همست في ضوء خافت وأرادت هي أن تكون هناك.لو تركته فأنه قد يموت وطالما كانت تجلس هناك فأنه قد يعيش... ربما....؟ قالت له"هل تريد بعض من الشوربة؟ جدتي طبخت شوربة الديك الرومي هذه الليلة.أنها جيدة جداً . تدلى شعرها الأشقر على كتفيها مثل ستارة من خيوط رفيعة ونظر إليها بحب وهبه لها طيلة سنواتها الست عشرة.أراد أن يكون هناك إلى الأبد،ليحميها فقط. وعرف كم كان الآخرين قساة عليها، كم غيورين ، وكيف أنهم تافهين حتى والدة الفتاة، وكـــل ذلك لأن كريستال أصبحت فتاة رائعة.حتى الأولاد في الوادي كانوا يخافون منها، كانت جميلة جداً لتكون حقيقية. عرفها جيداً وكان فخورا بأنها أصبحت.اتصفت بالشجاعة والأوتار الصوتية والذكاء علاوة على الجمال. وطوال أشهر شك الآن بأنها كانت تزور هيروكو ورغم أنه يشعر بالغثيان من صداقتهما لكنه لم يحــاول أن يمنعها. أراد أن يسألها أكثر من مرة ماذا كانت تحبو لكنه قرر أن لا يفعــل ذلك. كان لها الحـــــق أن تعيش حياتها الخاصة بالنسبة إلى أسرار قليلة خاصة بها.
كانت لديها رغبات قليلة جداً . تجنّب الشوربة أضطجع على وسادتـه وهو ينظــر إليهــا وهو يصلي لكيً تكون الحياة رحيمة بها، بأن تجد رجلاً في يوم ما. وتكون سعيدة كانت صلاته بالكاد همساً وفي البدايــة لم تستطع هي أن تفهمه وهو يقول" ربي لا تترك هذه الفتاة الصغيرة أبداً."
فقالت" ماذا تقول يا أبي؟" كان صوته عليلاً مثله وقد عقدت أصابعها بأصابعه بقوة أكثر.
" المزرعة. ...الوادي...الذي تنتمين أليهما هنا...كما أفعل أنا...أريدك أن ترين من العالم أكثر من هذين بدا لديه التنفس بصعوبة . وأضاف" ولكن المزرعة هنا ستكون لك دائماً."
قالت" أنا أعرف ذلك يا أبي. لم ترغب في التحدث عنها الآن . كان كما لو أنه يقول لها وداعــاً وهي لن
تدعه يرحل فقالت له" حاول أن تنام الآن."
هز رأسه.لم يكن هناك وقت.لقد نام طويلاً والآن أراد فقط أن يتحدث إلى طفلته الصغرى,المفضلة لديـه،
مدللته." توم لا يعرف كيف يدير المزرعة."عرفت ذلك كثيراً من تلقاء نفسها،ولكنها لم تقل ذلك لأبيهـا، هي أومأت فقط ."وفي يوم ما سيرغب جار في عمل شيء ما آخر , هو لا يحب الأرض . بالطريقة التي نحبها أنا وأنت..متى ما رأيت شيئاً ما من العالم وأمك راحلة،كريستال أريدك أن تعودي إلى هنا.. جــدي رجلاً جيداً شخص ما سيكون رحيماً بمدللتي ,"هو أبتسم لها وملأت عينيها بالدموع عندما ضغطت على يده، وأضاف يقول" واجعلوا لنفسيكما حياة سعيدة هنا..."
قالت له" لا تتحدث بمثل ذلك يا أبي...."أمكنها بالكاد أن تتحدث خلال دموعها عندما مسحت خده بخدها وقبّلت حاجبه بعناية. كان بارداً ورطباً ودبقاً واستراحت لتنظر إليه مرة ثانية.
قالت له"أنت الرجل الوحيد الذي أريده.ولكن للحظة جنون أرادت أن تخبره عن سبنسر,بأنها رأت رجلاً أحبته....ودّته كثيراً...وأمكنها أن تقع في حبّه ولكنه كان حلماً فقط مثل نجوم السينما على جدران غرفة نومها.لم يكن سبنسر هيل حقيقياً في حياة كريستال ويات فقالت" نم بعض الشيء الآن."
كان ذلك الشيء الوحيد الذي تقوله له، يتكلّم لبضع دقائق فقط تتركه منقطع التنفس ومنهك. قالت لـه"
أنا أحبك يا أبي."هي همست الكلمات عندما صفقت عينيه مغلقة،ثم فتحت ثانية ونظر إليها وابتسم. قال
35
لها "أنا أحبك أيضاً يا أبنتي الصغيرة...ستكونين أبنتي الصغيرة دائماً...كريستال،الحلوة"وبذلك انحرفت عيناه مغمضة مرة ثانية.بدا مسالماً عندما نام ومسكت هي يده وراقبته . استراحت على كرسيها ساكنة وهي تمسك يده في يدها وبعد دقائق قليلة انحرفت منهكة من الإجهاد بمراقبته يوماً بعد يـــــوم. وعندما استيقظت كان لون السماء رمادياً وأصبحت الغرفة باردة وقد مات أبيها ، ماسكاً يدها . كانت تلك كلماته الأخيرة واهتماماته وآخر كلمة وداع لكريستال.طفحت عيناها واسعة عندما أدركت أنه رحل، ودست يده بلطف على جانبه وبآخر نظرة كما لو أنها عميت من الدموع، هي غادرت الغرفة وأغلقــت بابها وبدون أن تقول كلمة لأي أحد ركضت إلى النهر بأسرع ما يمكنها. كانت تبكي علناً وقد أجهــــد جسمها بالبكاء وظلت هناك لوقت طويل وعندما عادت كانت أمهــا تبكي في المطبخ بصــوت عالي كمــا وقفت منيرفــا بصمت وهي تصنع القهوة. لقد وجدوه.
" أبوك ميتاً." قالت الكلمات بغضب تقريباً عندما دخلت كريستال وقد خطط وجهها بالدموع. كان اتهاما
منها أكثر من ندم كما لو أن بإمكان كريستال أن توقفه.هي أومأت خائفة أن تخبرهم بأنها عرفت قبل أن غادرت وهي تسأل نفسها مرة ثانية لو كان بإمكانها أن تعمل أي شيء لمنعه من الموت. هي تذكـــــرت كلماته في الليلة السابقة.... أريدك أن تعودي إلى هنا... عرف هو كم أحبت المكان، أصبح جزءاً منــــها
كما كانت جزء منه وستكون كذلك دائماً. هي ترى أباها هنا دائماً ، في هذا البيت، ولكنها تراه أكــثر من ذلك على التلال،راكباً فرسه،أو جرّاره الزراعي خلال مزارع العنب. لقد أرسلوا جارد إلى المدينة وخرج دفّّانه ليأخذ تاد لاحقا في صباح ذلك اليوم، وذهب أصدقائهً وجيرانه ليقدموا احتراماتهم النهائية عنـــدما وقفت زوجته وأمها بجانبه تصافحان الناس ويبكيان.نظرت أوليفيا إلى توم من خلال دموعها بامتنــــان كما حاولت كريستال أن تكبح ضغينتها عنه. أن فكرة أدارته للمزرعة الآن جعلتهاترتعد . ولكن كريستال لم تستطع حتى أن تفكر في ذلك،كل الذي استطاعت أن تفكر فيه هو الرجل الذيأحبته.أبوها . رحل الآن، وهي تركته خائفة ومحرومة من الأب بين الغرباء. كان تشييع الجنازة في اليوم التالي وكان قد دفن في الأرض الخالية من الأشجار في الغابة قرب النهر. كان هذا المكان الذي عرفته كريستال جيداً.هي كثــيراً ما ذهبت لتجلس هناك وتفكر أو تسبح وتريحها رؤية أبيها في الجوار، يستمر بحراستها . عرفت بأنــه سيكون معها دائماً وفي عصر ذلك اليوم ، اختفت هي لفترة قصيرة وذهبت لزيارة هيروكو. كان طفلــها مستحق منذ بضعة أسابيع ووقفت هي ببطء عندما مشت كريستال بصمت في غرفة جلوسهما.عينــــاها أخبرتهما بحكايتها الخاصة وأخبرها بويد أن تاد ويات قد مات أخيراً.
لقد تاقت أن تكون قادرة أن تذهب إلى كريستال ولكنها عرفت أنه لا سبيل تستطيع فيه أن تصـــــــل. لن يسمحوا لها بالدخول لرؤيتها . فأصبحت الآن مثل طفل ماحبــور ولمّا بدأت بالنواح ومــدّت ذراعاها إلى هيروكو أوجعها قلبها عندما بكت.فبدون أباها،لن تكون الحياة نفسها ثانية. لقد تركها بين أناس عرفتهم بالغريزة لم يسبق لهم أن أحبوها.ظلت كريستال عند عائلة ويبستر لساعات وعندما عادت إلى المزرعـة كان الظلام قد حل وكانت أمها تنتظرها. كانت جالسة لوحدها على الأريكة كالحجارةوحيدة في غرفـــــــة الجلوس وحدقت في كريستال بغضب عندما دخلت ضعيفة من الحزن والإعياء.
" أين كنت؟"
قالت كريستال لأمها"كان لا بد علي أن أبتعد من هنا"تلك حقيقة.لم تستطع أن تقف في هذا الجوالمستبد والناس الذين وصلوا ساعة تلو أخرى وهم يجلبون الهدايا والطعام ليقدموا لهم العــون فيحزنهم ولكنها لم تكن تريد الطعام،كانت تريد أباها.
قالت لها أمها" أنا سألتك أين كنت؟"
" في الخارج يا أمي. أنها ليست مشكلة." لقد ركبت على ظهر الفرس وذهبت إلى عائلة ويبستر. كانت
بعيدة جداً بالقياس مع المشي على القدمين. وكانت متعبة جداً حتى بمحاولتها بعد انفعالات الأيام القليلـة الماضية .قالت لها أمها" أنت تنامين مع ولد ما،أليس كذلك ؟"حدّقت كريستال في أمها في ذهول.لم تكن في أي مكان منذ أسابيع،مكانها بجانب والدها لتذهب بالكاد إلى الحمّام."بالطبع لا.كيف يمكنك أن تقولي
36
ذلك ؟ مُلأت عيناها بالدموع على كلمات قاسية كانت مثالية جداً من أمها.
قالت أمها"أنا أعرف أنك تخططين لشيء ما يا كريستال ويات.أعرف في أي وقت خرجت من المدرســة أنت لا تأتين إلى البيت حتى حلول الظلام في معظم الأيام. هل تعتقدين أنني مغفلة ؟"كانت غاضبة،يمكن
للمرء بالكاد أن يقول أنها فقدت زوجها منذ لحظات. لقد تحولت من أرملة حزينة إلى أفعى.
قالت كريستال "لا يا أمي رجاءاً"لقد دفنوا والدها صباح ذلك اليوم وبدأت قبل ذلك الكراهية والاتهامات.
قالت لها أمها" ستنتهين مثل جيني ويبستر سبعة أشهر حامل ومحظوظة أنها تزوجت."
قالت كريستال" ذلك ليس حقيقي." أمكنها بالكاد أن تتكلم. كانت تبكي بصعوبة جداً، كل الذي استطاعت أن تفكر فيه هو والدها الذي فقدته ولم تستطع أن تصدق بأن أمها تكيل لها هذه الاتهامات،كانت تتحايل
بالطبع على غيابات كريستال عندما زارت هيروكو. فقالت " أباك ليس هنا ليقول ليروي أكاذيبك أكـــثر.
لا تفكري بأنك تخدعينني. إذا تحاولين أن تركضي معي جامحة يا كريستال ويات، يمكنك أن تخرجي من هنا. أنا لا أروم أن أتحمّل ركضك الجامح هنا. هذه عائلة محترمة ولا تنسيها!
حدقت كريستال فيها بتهور عندما مشت أمها متشامخة إلى الغرفة التي مات فيها زوجها وهي تمســـــك
يد أبنتها . الابنة التي وقفت الآن وحيدة بلا أحد يدافع عنها . وقفت هي في غرفة الجلوس تصـــغي إلى الصمت تعاني وجعاً بسبب أباها. ومن ثم مشت ببطء إلى غرفتها وغاصت في السرير الذي اشتركت فيه
مع أختها ذات مرة.تساءلت لماذا كرهوها كثيراً جداً.لم يحدث لها ذلك بسبب أنه أحبها.وأنه كان أكـــــثر من ذلك. أنها الطريقة التي نظرت بها.الطريقة التي رأتهم بها.عرفت هي عندما اضطجعت على سريرها في الظلام باقية بملابسها بأن حياتها سوف لن تكون نفسها مرة أخرى.لقد تركها وحيدة معهــــم وبدأت تبكي في الغرفة الصامتة، كانت خائفة.
37
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: