منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 3:07 am

الفصل الرابع

في طريقه إلى البيت أنعطف عن الطريــق الرئيس قبل بوابـــة الجسر الذهبي،أركــن السيارة إلى جانــب الطريق وأحتاج إلى لحظة ليفكّر،ليهدّئ نفسه، ويتذكر . طاردته كريستال لمدة عام , ثم فعلتها الآن مرة ثانية بعد ساعات فقط من مغادرته لها . والآن أصبح الوادي ذكرى معتمة فقط وكل ما استطاع أن يفكر فيه هـــو وجهها ... عينيها... الطريقة التي نظرت بها إليه... صوتها وهي تغني الأغنية الشعبية. كانت طيــــراً نادراً وعرف أنه فقدها في الغابة إلى الأبد . لم يكن هنالك طريقة للعودة إليها ثانية. وأصبح من الجنون حتى مجرد التفكير بها. أصبحت فتاة بعمر السادسة عشر تعيش في وادي كاليفورنيا البعيــد. لم تعرف شيئاً عن الحياة التي عاشها.وحتى لو فعلت فهي لن تفهمها.أنها بعيدة جداً عن مدى إدراكها.ماذا تعرف عن وول ستريت ونيويورك والتعهدات التي عليه أن يلتزم بها.توقعت عائلته الكثير منه ولم يكن في أي مكان من خططهم مكان لفتاة ريفيه،الطفل الأصغر الذي وقع في حبها بطريق الصدفة.فتاة بالكاد عرفها. هو ذكّر نفسه. أن والديه سوف لن يفهموا ذلك.كيف يمكنهم،عندما لم يفهمها هو بنفسه ؟ ومثل أحلامها في هوليود ونجوم السينما كان لدى سبنسر أحلامه الخاصة . ولكن تلك الأحلام تغيرت عندمــــا قتـــــــل أخيه في غوام . والآن لم يكن لديه حياته فقط ليعيشها ولكن كان عليه أن يعيش حياتــــــه وفقاً لطموحات أخيه.توقعت عائلته منه ذلك ، وعلى الأقل كان يريد أن يحاول . وماذا تعرف كريستال عن كل ذلك ؟ لم تعرف شيئاً عدا الوادي الذي ترعرعت فيه . عرف أن عليه نسيانها الآن. ابتسم لنفســه بحزن عندما نظر إلى الخليج وإلى الجسر من نافذة السيارة وهو يفكّر فيها وذكّر نفسه بأنه كان أحمق . كـــان مبهوراً بفتــاة جميلة والتي أثبتت له بأن عليه أن يواصل حياته الآن. هو أحتاج أكثر من كليــة الحقوق والهامبورغر في بالو التو مع الخليط الجذاب لتزويده بالتسلية. فالعالم كله بانتظاره هناك . عالم لا محل لكريستال ويـات فيه،لا يهم كم كانت محببة إلى النفس،أو كم كان مولعاً بها في الوقت الحاضر.عاد إلى سيارته ماشياً وهو يتساءل ماذاسيقول أبيه لو أخبره أنه وقع في حب فتاة في السادسة عشر من العمر في وادي الأسكندر؟"همس لنفسه عندما عبر الجسر الذهبي لآخر مرة قائلاً"الوداع أيها الفتاة الصغيرة ,"كان لديه حفلة عشاء ليحضرها تلك الليلة.كان واجباً مداناً به لأبيه.تعكر صفو مزاجه ولكنه عرف أنه أحتاج أن يستـردعقله منها. هي اختفت الآن.ولكنها اختفت أم لا،هو عرف أنه لن ينساها . كان باقياً في فنـدق فيرمونت لأيامه الأخيرة القليلة في المدينة وقد أخذ غرفة بمنظر شامل ليذكر نفسه فقط بما أضاع لم يكن حزيناً تقريباً حيث أنه لم يبحث عن عمل في سان فرانسيسكو ، ولكن تكن تلك خطته . لقد وعــد والديه أنـه سيأتي ثانية،وعرف جيدا فقط ما كان يتوقع منه الآن . كان والده محامي حتى اندلاع الحرب وعندما عين قاضياً حيث كان بقدر ما تأخذه تطلعاته السياسية الخاصة . ولكن كانت لديه خطط أعظـــم لولديه وخاصة بالنسبة لروبرت الأخ الأكبر لسبنسر . قتل روبرت في غوام تاركاً أرملـة شابة وطفلين . درس العلوم السياسية في جامعة هارفارد وكانت السياسة طموح حياته . قال أنه يطمح أن يصبح عضو في مجلس الشيوخ وكان سبنسر يحلم أن يكون طبيباً . ولكن الحرب غيرت كل ذلك . ومـع أربع سنوات تأخير ، هو نفسه لم يستطع أن يتصور قضاء سنوات عديدة أكثر في دراسة الطب ، وكان اتخــاذه قرار الدراسة في كلية القانون صحيحاً. لقد طمأنه القاضي هيل منها، وعرف سبنسر بأن لدى والده اشتياق سري ليصبح قاضي استئناف.فليكن ذلك ما يكن، الآن وقد استند عبء البرهان على كتفي سبنسر. وهو الذي كان لا بد له أن يسير على خطى روبرت.كانت عائلة هيل صلبة،فأجداد أمّه وصلوا إلى بوسطن مع المهاجريـن كان أبيه من السهم الأسهل،ولكنه عمل بجد ليكون ذو مستوى معين ووضع نفسه في كلية هارفــــارد للقانون.والآن أصبح مهما لكليهما أن سبنسر عمل شيء "مهمّ "بحياته. وكلمة مهم بالنسبة لهما لــــم تتضمن فتاة مثل كريستال.بالطبع لقد تزوج روبرت جيداً. كان يفعل دائماً ما يريدانه بينما كان سبنسر حراً دائماً ليفعل ما يسرّه تماماً.والآن فجأة مع ذهاب أخيه الأكبر سناً شعر كما لو أن عليــــه أن يجمّلــها لهما كما لو كان عليه أن يتبع الخطوات التي لم يسبق أن ناسبته من قبل والآن فجأة كان لا بد وأن كان ذهابه إلى كلية القانونجزءاً من ذلك.والعودة إلى نيويورك الآن.ثم وول ستريت.....لا يمكنه أن
25
يفكر بنفسه بسهولة هناك، رغم أنه درس ثلاث سنوات بسرعة في كليــة القانون ونحــو سنتين تطبيـق
للتهيؤ لذلك فقط . ولكن هواء وول ستريت فاسد وممل جداً. على الأقل أذا أستطاع أن يعمل شيئاً مفيــد منه. يستخدمه كحجر أساس لمخطط أعظم . ربما يكون بعد ذلك قادراً على إيقافه. نظر مرة ثانية خارج النافذة وكأنه فكّر بها وهو يحدّق إلى نقطة نائية تذكره بالمكان الـــذي ترك فيه كريستال . تنهد آنذاك ثم عاد إلى الغرفة.كان السجاد سميكاً والأثاث جديداً وكان هنالك ثريا ضخمة معلقة فوقه.ومع ذلك كل الذي استطاع أن يفكر فيه هي المزرعة.. والتلال...والفتاة التي كانت على الأرجوحة.لقد ترك أكثر من ليلتين
قبل أن تعين عليه أن ينتقل إلى الحياة التي ورثها بشكل مفاجئ من روبرت.لماذا لم يستطع أن يعيش؟ لماذا لم يستطع أن يكون هناك عندهم،ليعمل ما توقعوا منه،ليعمل في وول ستريت اللعين خطى خــــارج الغرفة وصفع الباب بانتقام.توقع أن يكون في بيت هارسون باركلي في الساعة الثامنة.حيث كان صديق والده،القاضي الفيدرالي والذي تربطه معه علاقة جيدة من الناحية السياسية.كان هناك كلام بأنه في يوم ما سيعيّنه في المحكمة العليا.وقد ألح والد سبنسر عليه أن يراه. وبحث سبنسر عنــه ذات مرة قبل عام وقد دعي مرة ثانية قبل أسابيع قليلة ليخبره أنه تخرج من ستانفورد ثم عادً إلى شركة محاماة مشهورة في نيويورك كان هاريسون باركلي مسرورا من أجله إلى أبعد حد ، وألح على سبنسر أن يأتي لتنــاول طعام العشاء قبل أن يغادر.كان هنالك عرض مسرحي ولكن سبنسرعرف أن هذا كان فقط العرض الأول من العديد في حياته ومن الأفضل له أن يستفاد منه . عاد إلى الفندق في الوقت المناسب ليأخذ حمّامــــاً ويحلق ذقنه ويغير ملابسه وأسرع نحو الطابق السفلي إلى الرواق ولكن تعكّر صفـو مزاجـــه ليرى أي شخص على الأقل هاريسون باركلي. كان بيت باركلي عند دافيسادرو وبرودوي بناء من الطابوق جميل للغاية. فتح كبير الخدم له الباب وأقتيد إلى الداخل فاستطاع أن يسمع أصداء حفلة مستمرة جعلته يشعر بالحزن لدرجة أكبر. وللحظة لم يكن متأكداً أنه استطاع أن يبذل جهداً. عليه أن يتحدث ويكــون ساحــراً وأن يبدو ذكياً مع أصدقائهم وكان هو آخر شيء أراد أن يفعله الليلة. كـــل الذي أراده أن يجلس بهدوء في مكان ما. مع أفكاره الخاصة وأحلامه بالفتاة التي بالكاد عرفها. الفتاة التي ستبلــــــغ السادسة عشر من عمرها بعد غدٍ.سمع الصوت الجهوري للقاضي الذي التقى به تقريباً لحظة دخوله إلى الغرفة ينادي " سبنسر!"وشعر سبنسر أنه أشبه بتلميذ مدرسة دفع إلى غرفة المعلمين.فقال" مساء الخير يا سيدي" كانت ابتسامته رقيقة وعيناه جادتان عندما سلّم على صديق والده ، وصافــح السيدة باركلي فقال" أنه لأمر حسن أن أراك. مساء الخير سيدة باركلي. لقد أخذه القاضي باركلي إلــى الداخل بإلحاح وهو يقوده حول الغرفة ووضح بأنه تخرج تواً من كلية ستانفورد للحقوق. ذكر بأبيه كما كافح سبنسر أن لا يتذلل بوضوح وفجأة وصل إلى المكان الأخير الذي أراد أن يكون فيه وشعر انــه من الناحية البدنية غير قادر على أن يبذل جهداً . هناك اثنا عشر ضيفاً مدعويينإلى العشـــــاء في تلك الليلة وقد ألغي أحدهم في آخر دقيقة. وأدارت زوجة القاضي هي الأخرى كاحلــها فيالطريق إلى البيت من لعبتها في الغولف لكنه جاء على أية حال.كان صديقاُ قديماً لعائلة باركلي وعرفأنهم لا مانع لديهم ولكن بريسيلا باركلي كانت شديدة الاهتياج عندما حسبت عدد الضيوف. كان هنالك ثلاثة عشر منهم بضمنهم المضيفين وعرفت على الأقل أن اثنان منهم يؤمنان بالخرافات . ولم يكن هنالك شيء يمكن أن تفعله حيال الموضوع في هذا الموعـد
المتأخر كان العشاء على وشك أن يقدم للضيوف خلال نصف ساعــــة والشيء الوحيد الذي تمكنــت أن تفعله أنها طلبت من أبنتهم أن تنظم إليهم في العشاء . ركضت بسرعة إلى الطابق العلوي وطرقــت باب غرفتها. أصبحت إليزابيث جاهزة للذهاب إلى الحفلة. كــان عمرها ثمانية عشر عاماً وجذابة على نحـــو مكبوت جداً. كانت تلبس ثوب كوكتيل أسود ولآلئ. وهي تروم الخروج إلى حفلة رقص في ذلك الشتاء، ولكن قبل ذلك ستحضر البازار في الخريف.نظرت أمها في المرآة وسوّت لآلئها قائلة"حبيبتي أنا أحتاج إلى مساعدتك." ومن ثم ملّست يدها على شعرها كما ألتفتت تنظر إلى ابنتها بالتماس.فقالت" أن زوجـة القاضي آرمستيد قد التوى كاحلها."
"آه يا إلهي. هل هي في الطابق السفلي ؟ بدت السيدة اليزابث باركلي رابطة الجأش وهادئة أكثر بكثــير
26
من أمها التي كانت هائجة." لا بالطبع لا. صاحت لتقول أنها لا تستطيع. ولكنه أتى على أية حال. والآن
أصبحوا ثلاثة عشر ضيفاً على المنضدة تماماً فقالت لها." تظاهري فقط أنك لا تعرفي ربما لن يلاحظــك أحد. دخلت إلى الداخل وهي تلبس خف حريري أسود ذي كعب عالي حيث جعلها تبدو أطول من أمهـــا. اليزابث لديها أخوين أكبر منها واحد في الحكومة في واشنطن والآخر محامي في نيويورك ولكنها كانت الابنة الوحيدة لباركلي ." لا يمكنني أن أفعل ذلك. أنتي تعرفين كيف حال بني وجان . أحدهما سيغادر ثم أنني سأكون ثاني امرأتين قصيرتين. عزيزتي، ألا تستطيعين أن تساعدينني؟ "
بدت الابنة منزعجة وهي تقول ، الآن؟."ولكنني ذاهبة إلى المسرح." كانت ذاهبة مع شلّة من أصدقائها بالرغم من أنه كان عليها أن تعترف بأنها لم تكن تتطلّع قدماً إلى السهرة.كان احد أوقاتهم النادرة عندما لم يكن لديها موعد فقد قرروا أن يذهبوا كمجموعة في الدقيقة الأخيرة فقالت اليزابث". هل أنها مهمة ؟ نظرت أمها إليها بصلابة في عينها. فقالت " أنا أحتاج أليك حقاً."
قالت اليزابث " آه من أجل ألله." ألقت نظرة بطرف عينها على ساعة معصمها ثم أومأت . فقالت ربما يكون جيداً تماما. لم تكن تريد الذهاب على أية حال .كانت في سهرة حتى الساعة الثانية من صباح ذلك اليوم في إحدى حفـلات القنوات التي تظهر لأول مرة ذهبت إليها كل ليلة تقريباً منذ التخرج مـــن بورك في الشهر السابق.كانت تقضي وقتاً جميلاً وفي الأسبوع التالي كانوا ينتقلون إلى بيتهم عند بحيرة تاهو فقالت اليزابث "حسناً يا أمي سأناديهم فابتسمت بلطف وعدلــت خيــوط اللآليء المجدولـة التي تضاهي لآليء أمها . كانت في الحقيقة فتــــاة جميلة ولكنها متحفظة إلى حد بعيد بالنسبة لفتاة في الثامنة عشر من عمرها . في عدة طرق، بـدت هي أكبر سناً إلى حد بعيد. كانت تتحدث مع البالغين لسنوات وأصيب والديها بآلام عظيمة ليحصراها مع أصدقائهما،وبما اعتبروها محادثات مثيرة.كان أخويها أكبر منهاعلى التوالي عشرة واثنا عشرة سنة. وكانت تعامل على أنها بالغة لسنوات. بالإضافة إلى ذلــك فقــد اكتسبت ضبط النفس البارد الذي كان متوقعاً من باركلي.كانت حذرة دائماً وتتصرف بشكل جيد وحتى في الثامنة عشر كانت سيدة في كل بوصة فقالت " سأكون في الأسفل في غضون دقيقة ."
ابتسمت والدتها لها بامتنان،وابتسمت اليزابث رداً على ذلك.كان لديها شعر احبتنائي غني .حيث أرتدته في قصّة نسائية ناعمة وعيون عسلية كبيرة.كان لديها بشرة دهنية وخصر أنيق ، فهي تلعب لعبة كـرة المضرب بشكل ممتاز . ولكن أصبح هنالك حماس تجاه الفتاة، كانت تربيتها جيدة إلى حد بعيد وعقــلها رائع حيث فازت بعدد لا يحصى من المعجبين من بين أصدقاء والديها . حتى في هيئتها الخاصة كانــــت ذات هيبة ومحترمة.لم تكن اليزابث باركلي شخصاً ما يعبث به.كانت فتاة جادة مع عقل مستفسر ولسان حاد ولديها مجموعة قوية من الآراء. لم يكن هنالك شك بأن دوامها في الكلية سيكون في الخريف. كان لها الخيار بين رادكليف وويلسلي وفازار.مشت بهدوء إلى الطابق السفلي بعدعشرة دقائق بعد أن دعت أصدقائها واعتذرت لهم بإسراف وهي تشرح لهم الأزمة البسيطة التي نشأت وكان أهلهــا بحاجة إليهــا في البيت . كانت الأزمة الوحيدة في حياة اليزابث هي قلّة عشــاء الضيــوف أو غيــاب الثوب الصحيــح لتلبسه دون سابق إنذار. لم تكن هنالك كوارث حقيقية في حياتها ولا تلميح عن ألإحباط أو المشقّــة. لـم يكن هنالك شيء لم يعملاه والديها لها،لم يكن هنالك شيء لم يهدأ عليه والدهاأو يشتريه لها.ورغم أنها لم تكن مدللة. فقد توقعت طريقة حياة بسيطة ومحددة لتتصرف مـع اولئك الذين يحيطون بهــا بحشمــة. أصبحت فريدة بالنسبة لفتاة في عمرها . لقد انتهت فترة طفولتها في الوقت المحدد على مــا يبـدو حيث كان عمرها عشرة أو إحدى عشر سنة . ومنذ ذلك الحين تصرفت مثل فتاة بالغة،أن شخصاً ما سيرحب به في صندوق أوبراهم أو منضدة عشائهم.ولكن لم يكن لديها مرح كثير . ولم يكن المرح مهمّاً بالنسبة لليزابث باركلي . كانت الغاية والأعمال التي فيها بعض المعنى الحقيقي . فقد أنهى الضيوف مشروباتهم عندما أتت إلى الطابق السفلي ونظرت فيما حولها على الوجوه المألوفة . كان هنالك زوجان لم تعرفهما وقد عرفتهم والدتها كأصدقاء قدامى لوالدها من شيكاغو.وبعد ذلك رأت وجه آخر غير مألوف ، شخص وسيم جداً يتحدث مع القاضي آرمستيد ووالدها بهدوء.راقبته سريعاً كما قبلت كأس شمبانيا من صينية
27
فضية قدمه لها كبير الخدم وابتسمت عندما مشتعبر الغرفة نحو أبيها. حسناً، حسناً، كم نحن محظوظين
في هذه الليلة يا اليزابث." أبتسم والدها بعينين ساخرتين قليلاً. فقال"هل فسحت المجال لنا في جــدولك المشغول؟ كم مدهشاً؟وضع ذراع حنون حول كتفيها فابتسمت له.كانت قريبة منه دائماً وكان من السهل أن ترى أنه أهتم بها ووقرها.قال والدها كانت أمك حنونة بما فيه الكفاية أن تطلب مني أن أنظم إليـــك" يا له من حكم جيد. أنت تعرفين القاضي آرمستيد، يا اليزابث ،وهذا سبنسر هيل من نيويورك.تخرج تواً من كلية ستانفورد للحقوق . "ابتسمت ببرود وهي تقول"تهانينا ." وقبّلها في تقدير . كانت رقـم هادئاً وقد خمّن عمرها واحد وعشرون أو اثنتان وعشرون سنة . لديها كياسة جعلتها تبــدو أكبــر مـن سنين عمرها ، ونوع من التكلّف الواضح مزيّن بثوب أسود غالي الثمن واللآلئ والطريقة التي رمقته بنظرة من عينها حينما صافحته. بدت مثل فتاة اعتادت على أن تحصل ما تريد." وأضافت بابتسامـــــة مؤدبة عندما كان ينظر إليها قائلة" يجب أن تكون مسرور جداً.فقال لها " أنا أشكرك." تساءل ماذا عملت مع نفسها ، من المحتمل أنها لعبت لعبة كرة المضرب وتبضعت مع أصدقائها أو والدتها ولكنه كان مندهشاً من الإعلان التالي لأبيها.أن اليزابث تذهب إلى فازار في الخريف. حاولنا مناقشة وضعها فــي ستانفورد دون جدوى.قررت أن تذهب شرقاً وتتركنا هنا،وهو يعلق الآمال من أجلها قائلاً" ولكنني أتمنى أن يكون
الشتاء البارد مقنعاً لها بأن تفضل الخروج من هنا . أنا وأمها سنشتاق إليهـــا ."ابتسمــت اليزابث على كلماته وكان سبنسر مندهشاً كيف بدت صغيرة.لقد تغيرت الفتيات بعمر الثمانية عشر عاماً في السنوات الأخيرة القليلة بالتأكيد. وعندما نظر إليها ضربته بقوة حيث أنها أصبحت كــــل شيء وليت أن كريستال لم تكن." أنها كلّية رائعة يا آنسة باركلي ,"كان سبنسر ودوداً ولكنه هادئاً. فقال" أن زوجة أخي ذهبت إلى هناك." نا متأكد أنك ستحبينها ولسبب ما، من كلماته افترضت بأنه كان متزوجاً . لم يحدث لها أنــه كان يعني زوجة أخيه. وللحظة كانت تدرك الوخز الأضعف لخيبة الأمل. كان رجلاً وسيماً وكانت حولـــه مغناطيسية مثيرة . أعلن كبير الخدم أن العشاء جاهز آنذاك . رعـت برسيلا باركلي ضيوفها بلطـــف في غرفة الطعام.رصفت أرضية الغرفة من الرخام الأبيض والأسود وجدران مغطاة بلوحات خشبية وثريــــا جميلة من البلور معلقة فوق منضدة انكليزية ثقيلة. أصبحت هنالك شموع تضيء في شمعدانات فضيـــة والمنضدة أشرقت وهي تتمـوج باللونين الأبيض والذهبي وكؤوس مــن البلور جــذبت ضــوء الشمــوع وعاحبته إلى الشمعدانات الفضية.وعلى المنضدة مناديل ورقية ثقيلة وكبيــرة مطــرزة بالأحــرف الأولى لأسم والدة برسيلا باركلي ووجد الضيوف طريقهم بسهولة إلى مقاعدهم بتوجيهات المضيف اللطيفــة. وضعت هنالك بطاقات جلوس بالطبع وضعت في حوامل فضية متقنة أيضاً.وكانت اليزابث مسرورة لتجد نفسها جالسة أمام سبنسر . عرفت بسرعة بأن أمها قد انتهت من إعادة بعض الترتيبات . هنالك سمــك سلمون مدخّن ضمن النوع الأول المقدم من أنواع الطعام ومحار أولمبيا الصغير جداً . وفي الوقت نفسه أتى النوع الأول من الطعام. كان سبنسر وأليزابث متعمقين في حديث ذو شجون . تعجب مرة أخرى من ذكاءها وكم كانت حسنة الاطلاع. لم يكن هنالك شيء بدت أنها لا تعرفه ، عن شؤون العالم أو السياسة الوطنية والتاريخ أو الفن. هي فتاة رائعة وكان على حق. ستعمل بشكل جيد جداً في فازار.بطرق متعددة هي ذكّرته بالكثير عن زوجة أخيه ما عدا تلك كانت اليزابث هادئة أكثر إلى حد ما. لــم يكن هنالك شيء مبهرج أو متفاخر به بشأنها . كلها عقل سامي وحسنة السلوك بشكــل غير اعتيادي . لقد اهتمــت حتى بالكلام مع الرجــل الذي يجلس إلى يمينها آخر من أصدقاء والـــــدها وثم في النهاية ردت على سبنسر. وبالتالي ماذا تروم أن تعمل الآن يا سيد هيل؟متخرج جديد من كلية ستانفورد؟نظرت إليه بعينها باهتمام واتزان وللحظة شعر هو بأنها أصغر مما كانت وكان لديه أقل قليلاً ليشربه قــد يثير أعصابه.قال" أذهب لأعمـــل في نيويورك ."هل لديك عمل؟
هي كانت صريحة ومهتمة قليلاً. لم تر غاية في أضاعت الوقت. لقد أحبَّ ذلك منها على نحو غريب. هو لم يكن بحاجة أن يلعب ألعابا وإذا تمكنت أن تسأله أسئلة يمكنه أن يجاوب بنفس الطريقة معها . أنهــــا
فعلاً أسهل من الغزل. فقال" نعم أنا أفعل مع أندرسون وفنسنت وسوبروك." أخذت رشفة من الخمر ثـم
28
قالت أنا معجبة، ثم ابتسمت له وأضافت تقول" هل تعرفهم؟" أنا سمعت والدي يذكرهم أنهم أكبر شركـة
في وول ستريت."فقال" أنا معجب الآن,"هو تضايق ولكنه كان يعني ما قاله على أية حال. أنت تعرفين الكثير عن الفتاة بعمر ثمانية عشر لا غرابة في ذلك إذا دخلت في فازار."
" أشكرك.أنا كنت أتسكع عند مناضد مأدبة الطعام لسنوات.أنا أخمّن أنها من النادر جداً أن تكون مفيدة. ولكنها كانت أكثر من ذلك.
كانت متألقة جداً،ولو كان هو في مزاج أفضل، هو لربما حتى يحبها.ليس هنالك غموض نحوها بالطبع. لا شعر ، لا سحر، ولكن العقل الحاد جداً والصراحة المدهشة التي فتنته.وفي طريقة أرستقراطية هادئة، كانت جذابة جداً. لدرجة أكبر. مر المساء ببطء وهو يواصل شرب نبيذ هاريسون باركلي . كانت طريقـة غريبة لينهي يوماً بدأ بالتعميد في وادي الأسكندر . ولكنه لم يستطع أن يتصور كريستال هنا . لا يهم ما كان يشعر نحوها هي لن تلائمه في هذا المكان،لم يستطع أن يتخيل أي واحدة عدا هذه الفتاة الصريحـة
ذات العينين العسليتين والأسلوب البسيط.ولكن عندما كان يستمع إليها لا زال قلبه يؤلمه لأجل كريستال
قالت له" متى تغادر سان فرانسيسكو؟"
أجاب" في غضون يومين." قالها بندم، ولكن لأسباب لم يفهمها أحد منهما بصورة تامة. هو لم يستطـع أن يفهم الوجع الممل الذي شعر به منذ عصر ذلك اليوم عندما قاد سيارته عائداً إلى سان فرانسيســكو.
واعتقدت أنه لم يكن هنالك شيء أكثر أثارة من الانتقال إلى نيويورك واستطاعت بالكاد أن تنتظــر حتى أيلول.
قالت" ذلك سيء جداً. أنا كنت أتمنى أنك تسافر إلى ليك تاهو لترانا.
قال"أنا أحببت ذلك ولكن لدي عمل كثير يتعين علي انجازه.أنا أبدأ العمل في أسبوعين وذلك لن يعطيني وقت كثير لأستقر قبل أن يدفنوني في بحر من الورق في وول ستريت."
قالت له " هل أنت مسرور ؟" سبرت عيناها غور عينيه ثانية وقرر أن يكون صادقاً معها.
قال" أنا لست متأكداً لقول الحقيقة. مازلت لم أفهم لماذا ذهبت إلى كلية الحقوق."
قالت له" وماذا ستعمل بدلاً من ذلك ؟"
قال" الطب، لو لم أذهب إلى الجيش. الحرب غيرت أشياء بالنسبة لكل شخص، أنا أفترض....بالنسبـــة
للبعض نصيبهم أسوأ من نصيبي. " بدا جدي للحظة وهو يفكّر بأخيه. فقال " أنا كنت محظوظ جــــداً." " أعتقد أنك محظوظة جداً أن تكوني محامية. كان يتسلى ثانية.هي كانت فتات مثيرة وتحسس بسهولة أنه لم يكن هناك ولو مقدار قليل من الضعف أو التردد لدى اليزابث باركلي. لماذا ؟"
قالت له " أنا أحب أن أذهب إلى كلية الحقوق في فازار."
كان معجباً ولكنه لم يكن مندهشاً كلياً. "بعد ذلك يجب عليك.ولكن ألا تفضلين الزواج وإنجاب الأطفال؟" بدا ذلك خيار طبيعي بالنسبة له رغم أنه مـن غيــر المحتمــل أن يتحملهــا أي رجل تقوم بكلا العمليـــن.
في عام 1947 كان يتعين على الشخص أن يختار واحداً أو الآخر. بدا ذلك ثمناً باهضاً ليدفع لـــــه. في أحذيتها من الأفضل جداً أن يتزوج وأن يكون لديه وأطفال ولكن اليزابث لم تبدو راضية ."ربما للحظـــة بدت هي صغيرة وغير متأكدة ثم استهجنت. وعندما قدمت الحلوى. ثم جفلته بسؤالها التالي .ماذا تحـب زوجتك يا سيد هيل ؟"
فقال" اعذريني؟ ...أنا آسف...ما الذي جعلك تظنين أنني كنت متزوجاً ؟" بدا مذعوراً ثم ضحك.
هل بدا كبير السن جداً بالنسبة لها حيث لم تستطع أن تصدق بأنه مازال أعزباً ؟ لو كان الأمر كذلك كـــم كان يبدو كبيراً في السن في ذلك اليوم بالنسبة لكريستال. هي لا تزال في عقله حتى عندما أجبر نفســـه
أن يتحدث مع اليزابث باركلي، رغم أنه لم يكن صعباً أن يتحدث معهــا بالتأكيد. ولكن عقله كــان ساكنــاً بعيداً وأن قسم من قلبه بدا يخونه.ولأول مرة بدت اليزابث مرتبكة وهو رأى ذلك تحـت الشعر الاحبتنائي المزيّن بعناية، كانت تخجل فقالت " أنا اعتقدت أنك قلت...أنت ذكرت امرأة أخيك في وقت سابق من هذا
29
المساء...أنا أفترض فقط..."ضحك هو كما تلعثمت هي في الشرح وهز رأسه،ومضت عيناه الزرقاويتان
حيتان في ضوء الشموع. فقال" أنا لست خائفاً. أنا كنت أشير إلى أرملة أخي."
" هل أنه قتل في الحرب؟"
" نعم أنه كذلك ."
" أنا آسفة جداً."
أومأ برأسه وقد قدمت القهوة عندما انسحبت السيدات بتحريض من برسيلا باركلي.هي شكرت ابنتها بهدوء عندما غادرن الغرفة.
" شكراً لك يا اليزابث سنكون في مكان مخيف بدونك ."
لقد ابتسمت بسهولة لأمها وللحظة وضعت ذراعها حول كتفي المرأة الأكبر سناً. لا زالت برسيلا باركلي
جميلة، رغم أن عمرها تجاوز الستين عاماً."
" أنا مرحت. أنا أحب سبنسر هيل. في الحقيقة كثير جداً حيث أنه أخبرني بأنه ليس متزوجاً.
تظاهرت والدتها بأنها صدمت فقالت لها"اليزابث!"ولكنها في الحقيقة لم تكن كذلك،وأن اليزابث عرفتها فقالت لها أمها "أنه كبير السن جداً بالقياس إلى عمرك. يجب أن يكون عمره ثلاثون عاما تقريباً."
فقالت اليزابث " ذلك مضبوط فقد يكون مرحاً عند رؤيته في نيويوركً. هو يذهب للعمل لدى أندرسون,
فنسنت وسوبروك."
أومأت والدتها وابتعدت عنها لتتحدث مع سيدات أخريات وبعد فترة قليلة أنظم إليهن السادة المحترمون وبوقت قصير انتهت الحفلة بعد ذلك وشكر سبنسر عائلة باركلي لدعوتهم لــه وسجل نقطة ليقول ليلـــة سعيدة لأبنتهما فقال" حظاً سعيداً في الكلية ."
فقالت اليزابث " أشكرك." كانت عيونها فرحة ولأول مرة قرر هو أنه أحبها حقّاً. كانت أجمل من زوجة روبرت وفي الواقع أذكى منها إلى حد بعيد. فقالت له" حظاً سعيداً في الوظيفة الجديدة. أنا متأكدة بأنــك ستعمل بشكل مشهور."
فقال" أنا أحاول أن أذكّر نفسي بذلك في شهر أو شهرين عندما أتعلق في الحياة السهلة في ستانفــورد. ربما سنلتقي بك في نيويورك في وقت ما." ابتسمت له بشكل مشجع ، كما اقتربت أمها منهما وشكرته
على المجيء.
قالت له" يجب أن تتفقد اليزابث بدلاً منا عندما تكون هي في نيويورك."
أبتسم وهو يفكر أنه من غير المحتمل أن يلتقيا، ولكنه كان مؤدب دائماً.أعتقد أن مبتدئو الكلية أصبحوا صغار جداً بالقياس معه... وبعد ذلك بالطبع كانت هناك كريستال....
" أخبريني لو تأتين إلى المدينة."
" سأفعل ذلك . ابتسمت برقّة له وبدت أصغر عمراً مرة ثانية وبعد لحظــة هــو غادرهمــا . ثم عــاد إلى فيرمونت وهو يفكر بها , وبدفقها الثابت في المحادثة المشوقة. قال هو لنفسه" قد تكون هي على حــق
ربما يجب أن تذهب إلى كلية الحقوق. ستهدر عمرها كزوجة لشخص ما, لعــب لعبة الجسر وأخذ يثرثر
مع نساء أخريات. ولكن لم تكن اليزابث التي حلم بها في تلك الليلة عندما سقط نائماً في نهاية المطــاف
في سويعات الصباح الباكرة. كانت الفتاة ذات الشعر البلاتيني الأشقر وعينان بلون سماء الصيف. الفتاة التي غنت كما لو أن قلبها يناحبر . في حلمه جلست على الأرجوحة تراقبه ولم يستطع أن يصلها تمامـاً.
هو نام بشكل متقطع في تلك الليلة ولساعات قليلة فقط.كان مستيقظاً عند شروق الشمس,يراقب الشمس وهي ترتفع ببطء فوق الخليج،وعلى بعد مائة ميل مشت كريستال خلال الحقول بقدمين حافيتين , وهي تفكّر فيه عندما تجولت نحو النهر وهي تغني بصوت رخيم.
30
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: