منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 3:03 am

الفصل الثالث

بعد عشرة أشهر من يوم عرسهما ولد أول طفل لتوم وبيكي. ولد في الكوخ الذي يسكن فيه والديه في المزرعة،منيرفا وأوليفيا واقفتان إلى جانبه خطا توم على الشرفة إلى البيت الرئيسي حيث أنتظر الطفـل فكان ذكراً وبصحة جيدة وأسموه وليام بعد والد توم،وليام هنري باركر.كانت بيكي فخورة به جداًًّّ كمــــا كان توم فكانت سنة صعبة من نواح أخرى بالنسبة لعائلة ويات. حيث كان محصولهم قليل بعد الأمطـار الغزيرة فتدهورت صحة تاد بعدما أصيب بمرض ذات الرئة ولم يبد أنه سيتماثل إلى الشفـــــــاء. لم يزل ضعيفاً عندما ولد الطفل ولكنه حاول أن يتظاهر بأنه لم يكن كذلك.عرفت كريستال فقط أنه كم كان متعباً. ذهبا راكبين إلى مسافات أقصر الآن وبدا عليه ممتناً دائماً أن يعود إلى البيت ويخلد إلى النوم.أحيانا من دون أن يتناول عشاؤه حتى . ولكنه بدأ بالتحسن في نهاية المطاف بالوقت الذي عمّدوا الطفل في اليوم الذي نالت الهند استقلالها وقبل يومين من عيد ميلاد كريستال السادس عشر. كان قد تعمّــــــد في نفس الكنيسة التي تزوج فيها توم من بيكي قبل عام مضى ودعت أوليفيا ستون من أصدقاؤهما للغــــــــداء . كانت حفلة أقل تروّياً من العرس ولكنها بهيجة على أية حال.أصبحت جيني ويبســتر شيء غريب. طلب توم من بويد أن يكون عرّابه والذي كان موضوع حساس لدى عائلة وايات.لم تزل هيروكو متفادية كما كانت قبل عام.أصبحت كريستال الآن صديقتها الوحيدة وحتى أنها لم تعرف أن هيروكو حاملاً ولم تعرف أن الطبيب المحلي رفض العناية بها.
مات أبن الطبيب في اليابان وقال لها بصراحة أنه ليس بيده حيلة لمساعدتها على ولادة طفل لها إلى هذا العالم كان على بويد أن يأخذها إلى سان فرانسيسكو ليجد طبيباً ولم يستطع أن يتحمّل نفقات أخذها إلى هناك في كثير من الأحوال. كان دكتور يوشيكاوا رجل لطيفاً وحنوناً. لقد ولد في سان دييجو وعاش كل حياته في سان فرانسيسكو ، ولكنه لازال محجوزاً مع بقية ناسه بعد معركة بيرل هاربر. ولمدة أربع سنوات اعتنى بهم في المعسكر، وهو يعطيهم ما يستطيع من مساعدة بالتجهيزات الطبية المحدودة في متنــاول يده. لقد أصبح زمن الألم والإحباط بالنسبة له، ولكنه احبب احترام وولاء الناس الذين اعتنى بهم وعاش معهم.سمعت هيروكو عنه من المرأة اليابانية الوحيدة التي عرفتها في سان فرانسيسكو، وذهبت إليه تترنح بعد الإحراج نتيجة طردها من قبل الطبيب حيث اعتقد كل شخص في الوادي أنه فعل جيداً.وقف بويد بجانبها عندما كان الدكتور يوشيكاوا يفحصها،وقد أكد لكليهما بأن كل شيء يبدو طبيعياً فقط هــو عرف كم كان من الصعوبة بالنسبة لها أن تكون في أرض الغربة مع ناس كرهوها بسبب لون بشرتــها وميلان عيونها وحقيقة أنها ولدت في كيوتو.قال السيد ويبستر لبويد"يجب أن يكون لديك طفل رائــع بصحة جيدة في آذار، ثم أبتسم لهيروكو . تكلّم معها باللغة اليابانية وتمكن بويد أن يراها مرتاحة عندما تحدث الطبيب معها.كما لو أنها كانت لحظات القليلة قد جاء إلى البيت وتمكنت أن تثق فيه.أخبرها أن ترتاح عصر كل يوم وتأكل جيداً ونصحهــا بإتباع الحميــة الغذائية في كــل الأغذية اليابانية المفضلة لديها والتي جعلتها أشبه بأضحوكة.وساعدها بويد على أعداد أحداها.طرقت كريستال الباب بعد يوم من مواجهتهما للطبيب في سان فرانسيسكو.كانت تأتي مـن وقــت لآخــر فقط لتقول مرحبــاً وتدردش لفترة قليلة منذ زفاف بيكي.لم يعرف بها أحداً من عائلتها أنها أتت وكان بويد حكيم بما فيه الكفاية أن لا يبوح بالسر.مرحباً,هل هناك أي أحد في البيت؟"لقد تركت أحدى خيول أبيها مربوطاً في الخارج ودخلت بحذر وشعرها مكوّم عاليا فوق رأسها تحت قبعة رعاة البقر وكانت تلبس بنطلــون الجينز الأزرق حتى أنهـــا بدت أجمل ممــــا كانت قبل عام بل حتى أكثر أنوثة الآن، ولكن كانت حولها هالة من البراءة وبدت غير آبهة كليّاً في نظراتها التي ساعدت على زيادة جمالها.كانت تلبس أحد قمصان تاد القديمة وعندما أنزلت قبعتها على الكرسي ومسحت حاجبها أسترسل عرف الشعر البلاتيني لرقبتها فوق كتفيهــا. مسح بويـــد يديه بمنشفة المطبخ وقال" مرحباً يا كريستال وابتسمت هيروكو وقدمـت بعــض الساشيمي الــذي كانــا يحضرانه قالا لها" هل تناولت طعام الغداء ؟ كان يوم السبت ولديها عطلة المدرسة في هـذا اليوم . كان أباها في استراحة وليس لديها عمل في ذلك اليوم . وقفت جانباً قبل ذلك لتزور بيكي وويلي الصغير كما

18


أسموه.كان سميناً ذو جسم صغير بصحة جيدة وهو يبتسم مسبقاً.نظرت كريستال إلى الأسفل نحو سمكة نية بافتتان.
أجابت هيروكو بابتسامة خجولة "أنها ساشيمي." كانت في حالة ذهول دائما من شعر كريستال الجميل وعينيها الزرقاويتان الكبيرتان وتمنت لو أنها تولد من جديد لتكون مثلها تماماً. حلمت هيروكو أكثر من مرة بأن تصلّّّح عينيها" على الطريقة الغربية" لكنهما لا يستطيعا أن يتحملا نفقاتها وسيقتلها بويد حتى بمجــرد التفكير فيها . أحبها كما كانت تمامــاً بكل جمالها الياباني الرقيق . كانت هيروكو أكبر عمراً من كريستـال بثلاث سنوات فقط ولكن كان هناك خطورة عليها والذي عمّق في وحشة وقتها في الوادي.هل تحبين أن تجربي أكلة الساشيمي يا كريستال- سان ؟"تحسنت أنكليزيتها أكثر من العام الماضي.هي تقرأ لبويــــد بصوت عالي في الليل،تعمل بكد لتحسّن من لفظها.حتى أن كريستال جلبت لها بعض الكتب مــن المدرســة وأمعنت هيروكو بهــا بجــد وهي تتعلـــم بسرعة . جلست كريستال في المطبخ الصغير معهما فحاولت بحـذر بما اخبروها أنها سمكة نية . كانت ترغب أن تجرب أي شيء،وقد شاركت في العديد من الواجبات معهما وهي تتذوق الطيبات منها والتي قامت هيروكو بتحضيرها بأصابعها الرشيقة . سألتهــا هيروكو بهدوء" هل أن والدك بحالة جيدة ؟ ثم أومأت كريستال بتجهم قلق قائلة "أنه أحسن. كان شتاء صعباً بالنسبة لـــه. أنا وقفت جانباً لأرى بيكي اليوم، ابتسمت لصديقتها وهي تقول" أصبح الطفل رائع حقاً . ثم رأت نظرة غريبة تمر بينهما . نظر بويد إلى زوجته مشجّعاً ، بدا نَمَشَه بارزاً أكثر من قبل في وجهه الشاحب. كــــان مختلفاً كثيراً عن كريستال التي تحولت بشرتها البرونزية إلى سمرة عميقة رغم شعرها الجميل وعينيها الزرقاويتان الجميلتان . ولكنه بدا حذراً على جمالها. كانت عيناه على هيروكــو فقط.كان يبتسم لزوجته فقال" قولي لها" أراد أن يتضمن صديقتهم في الأخبار الجيدة التي بدت أقل من العبء الآن حيث وجدا الطبيب يوكيشاوا ولا يمكنهم تحمل عبء الطفل رغــم أن ذلك مــا أراداه كلاهمــا بشدة . كانا مندهشين فقط أنه استغرق وقت طويل جداً . لقد استغرقت هيروكو أكثر من سنتين لتصبـح حاملاً بالطفل، وكزها بويد قائلاً استمري وبدت هيروكو محرجة كما أن كريستال انتظرت . كانت صغيرة جداً لتشك بأي شيء . ولكن امتلاك أطفال لم يكن شيء ما فكّرت به كريستال كثيراً . وهي نظرت إليهما بعينين واسعتين متوقعتين ولكن هيروكو لم تستطع أن تجبر نفسها لتقولها. وفي النهاية تعين على بويد أن يقولها بدلاً منــــــها." فقال" سيكون لدينا طفل في الربيع ."بدا فخوراً جداً عندما قالهــا، واستدارت هيروكو بخجل لم تزل غير متعودة على طرقه الأمريكية، وانفتاحه في قولـه للناس أشيــاء كانت خاصـة جداً. وحتى أنها كانت سعيدة به كما كان هو.ابتسمت كريستال وهي تقول " ذلك رائع. متى ؟
نظر إلى زوجته بفخر وهو يقول" نحن نعتقد أن المولود يأتي في آذار." وقدمت لكريستال للمزيد مــــن
الساشيمي . بدا بعيد المنال أليس كذلك ؟" أنه بدا إلى الأبد بالنسبة لكريستال. بدا انتظار لا نهاية لــــــه بالنسبة لبيكي ليكون لها طفل.أنها اشتكت ليلاً ونهاراً . كانت تئن دائماً لأنها كانت مريضة وكيف كانت
غير مرتاحة وفي النهاية،لم تستطع كريستال أن تصمد بجانبها.حتى جارد أصبح تعباً منها، وخرج توم لوحده مع أصدقاءه في الليل.كانت أوليفيا عاطفية فقط.أصبحت المرأتين أقرب مما كانتا في أي وقــــــت
مضى، ولكن كريستال لم تمانع ، كانت تقضي أسعد أوقاتها مع أبيها. وأزدادت زياراتها لهيروكو بشكل أكثر متعة من العام الماضي. تحدثا عن الطبيعة والحياة والأفكار، ونادراً جداً ماتحدثا عن الناس.لم يكن لدى هيروكو أصدقاء لتتحدث عنهم، فقط عائلتها في اليابان وهي نادراً ما تتحدث عنهم الآن.أصبحــــوا
بعيدين جداً كما أنها تعتبر تقريباً بالنسبة لها ضائعة . ولكنها اعترفت ذات مرة أنها اشتاقت إلى أخواتها الصغيرات وكبديـل للثقة . اعترفت كريستال بأنهـــا حلمــت في بعض الأحيان أن تكون في الأفلام . بدت
هيروكو مفتونة بالفكرة واعتقدت أنها أصبحت جميلة بما يكفي. ولكن كانت هوليود بعيـــــدة عن وادي الأسكندر. بعيدة جداً عنهما. كما لو أنها كانت على كوكب آخر. كان بويد وهيروكو كلاهما هنـاك في يوم تعميد وليام.ناح الطفل بشدة عندما نقّع الكاهن رأسه الصغير بالماء وكان يلبس ثوب التعميد الذي لبسه والد الجدة منيرفا . بدت هيروكو شاحبة قليلاً عندما غادروا الكنيسة وأخــذ بويــد ذراعهــا بلطف وهــو

19


يسألها بعينيه ثم أومأت فقط . لم تشتك عندما شعرت بأن حالتها تسوء ولكنه عرف بأنها بدأت تشـــــعر بالنحول. لازالت تطبخ كل وجباته بنفس الانتباه إلى التفاصيل ولكنها نادراً ما أكلت فقط تدفع طعامها في صحنها هنا وهناك . وقد سمعها تمرض في العديد من أوقات الصباح.التقت عينا كريستال بعينيــها قبــل أن قادها بويد بعيداً وابتسمت المرأتين أحدهما للأخرى ولكن لـم يبــد أن أحـــداً لاحظهما . كان الجميــع مشغولين بالطفل.قدم طعام الغداء في المزرعة كما كان في عرس بيكي ولكن هذه المرة أبسط وأقل عدد من الناس. فالنساء جلسن على شكل مجاميع صغيرة يتحدثن عن الذين تزوجوا والذين أنجبوا أطفالا. لم تعرف واحدة منهن شيئاً عن هيروكو فقد اهتمت النسوة بالهمس حول جيني ويبستر . لقد ازداد وزنهــا وتوجد هنالك إشاعات حول نومها مع مارشال فلويد. حتى أن شخص ما شاهدهما وهما يغادران الفندق في نابا.أعلنت أوليفيا وهي تقول"أنها حامل، تذكرن كلماتي."وأضافت بيكي أن جيني غابت عن الوعي قبل أسبوع من حفلة الكنيسة. أتعتقدون أنه سيتزوجها؟"
"قد يجوز،" افترضت أحدى النساء ذلك وأضافت تقول" ولكن من ألأفضل أن يفعلها سريعاً،قبل أن تكبر بطنها . كانت النسوة يتحدثن بينما وقف الرجال جانباً وأكلوا وشربوا. ولعب الأطفال كما فعلوا في العام الماضي بعد سنتين من انتهاء الحرب لم يتغير شيئاً كثيراً عدا الأطفال الذين كبروا قليلاً. لم تبد كريستال نفسها طفولية جداً وبدا جسمها مقوّساً كله وذات سيقان طويلة جميلة وشكل أسر عيون الرجـــال الآن. لم تعد ثيابها تخفيها عندما كانت ذات مرة وأصبحت عينيها اهدأ وأكثر حكمة.كانت قلقة على أبيها طيلـة الشتاء.لقد أنهى جارد الثانوية في حزيران وسيعمل بشكل دائمي في المزرعة مع توم وأبيه.أراد والـــده منه أن يذهب إلى الكلّية ولكن جارد لم يكن يريد ذلك.لعب بسيارات المزرعة وخرج يقود السيارة مـــــع أصدقاءه. أصبح لديه صديقة الآن في كاليستوغا . قالت لها أحدى صديقات أوليفيا بإعجاب " هو شــاب صغير تماماً،سيتزوج لاحقاً،تذكرن كلماتي. سمعت انه يرى ابنة تومسن."ابتسمت أمه بفخر وعند ردها
اكفهرّت عيناها عندما ألقت نظرة على كريستال. كانت تلبس ثوب أزرق بلون عينيها حيث جلبه والدهــا من سان فرانسيسكو.تبدو فتاة رائعة ..جمالها حقيقي.." كانت المرأة الأخرى تشاهد أوليفيا وهي تنظــر
إلى كريستال. أنت ترومين أن تقفلي عليها في مخزن الحبوب هذه الأيام ،" تضايقت المرأة وتظاهــــرت بأنها لم تعلق على ذلك.لا تزال طفلتها الصغرى غريبة بالنسبة لها. هي أصبحت مختلفة كثيرا جداً عـــن الفتيات الأخريات وخاصة عن أختها . فهي هادئة وانفرادية على خلاف بقيتهن. حيث كانت نادرة. كانت تزعج أمها دائماً. لم تحتاج الفتاة أن تفكّر في أشياء عميقة أو تحلم بالأماكن التي تحدثت بها هي وتـاد كان خطأه كلياً أنه ملأ رأسها بتلك الأشياء.وخطأها أيضاً أنها أحبت أن تركض بشكل حر في التلال وهي تركب خيول أبيها وتسبح عارية في الأنهار مثل شخص جامح ما وتختفي لساعات في بعض الأحيان.لم تكن تشبه الفتيات الأخريات أو بيكي أو أمها.حتى أصبحت الآن ملفتة للنظر أكثر من ذي قبل وقد كبرت و لم تبدو أنها تلاحظ الأولاد أكثر على الإطلاق بعد الآن . بدت أكثر سعــــادة لوحدها،أو تتحدث لساعات طويلة مع أبيها حول المزرعة أو الكتب التي قرأتها أو الأماكن التي كـــــان تاد يرتادها، وأرادت الذهاب إليها. حتى أن أوليفيا سمعت بهما يتحدثان عن هوليود في يوماً من الأيـام. وعرفت أن ذلك كان جنوناً. في هذه النسبة لم يكن من السهل أيجاد زوجاً لها،حتى بنظراتها.لم تكـــــن النظرات كافية. كانت مختلفة جداً فقط ، وإذا أي شيء ، نظراتها وضعتها بمعزل عنهن ، أنها تجعل النساء حذرات،والرجال يحدقون ولكن ليس بطريقة تملق لأوليفيا . كانت مواساة قليلة لأم ألفتاة الأكثر جمالاً في الوادي. أصبحت جميلة جداُ،متحررة جداًً ، ومختلفة كثيرا جداً حتى عندما تحدثت النسوة ، كانت كريسـتال جالسة لوحدهــا على الأرجوحة تحلًق عالياً بينما كانت الأخريات بجوارها.لم يبد أنها تعلم بهن أو تشاهدهن على الإطــــلاق. كانت منعزلة في العام الماضي بدلاً من أن تحبهن أكثر . أنها مشغولة بحياتها ، حتى جارد تركها وحيدة الآن.فالوقت الوحيد الذي كان يشاهدها أي شخص على الإطلاق حينمــا سمعوها تغني في الكنيســـة في صباح يوم الأحد. لديها صوت مميز فسواء أحببته أم لا، عليك أن تقف وتسمع الشيء الوحيد الذي كان يقوله أي شخص عنها أبداّ.أنها تحلّق على أرجوحة في الهواء غير مبالية لما يقوله الناس،غير مهتمة
20
تقريباً بالطرف الذي حولها ، كانت تغني مع نفسها عندما رأت سيارته تسـير وحينما خرجت مسرعـــة عرفته فوراً. لم تره منذ عام ، ولكنها عرفته في أي مكان. لم تنسه،الآن تماماً.وبعد حين هل تجرأت أن تسأل بويد إذا كانت لديه رسالة من سبنسر . ولكنه جاء إلى التعميد وأصبحت كريستال صامته وتركــت الأرجوحة تتباطأ عندما رأته يصافح والدها ثم ذهب ليجد بويد وهيروكو . وسيماً كما كان قبل عام ربمـا حتى إلى الحد الذي أكثر من ذلك . لم تنسَ سبنسر هيل للحظة واحدة ثم توقـــف قلبها عندما رأته الآن كان يلبس بدله صيفية وقبعة مصنوعة من القش . اعتقدت أنه بـدا أكثــر جســارة عما كــان في العـــام الماضي ، ورأته يضحك عندما قال شيئاً ما لهيروكو . ثم ببطء نظر فيما حوله مــــاراً بأصدقائه وعندما جلست صامته على الأرجوحة ، رآها. حتى من بعد ، عرف أنها كانت تنظر إليه، وتمكن أن يرى نظرات عينيها وقد ثبتت نحوه . وعندما مشى نحوها ببطء . كان وجهه رزيناً وعينيه زرقاء قاتمة عندما وقـف قريباً جداً منها. وكان الهواء بينهما مكهرباً بشيء ما لم يفهمه أحد منهما . شيء مـا تذكراه سوية منذ عام ولا يمكن أن ينكر الآن عندما التقت عينيه بعينيها . كان نوع من العاطفة التي ذهبـت إلى مــا وراء
الكلمات أو الفهم البسيط. ومع ذلك،عندما عرف كلاهما أنهما كانا غرباء.قال سبنسر"مرحباً يا كريستال كيف حالك؟ ربما شعر بيديه ترتجف عندما أدخلهما في جيبيه واتكأ على الشجرة التي كانت الأرجوحــة معلّقـــة عليها ،وهو يحاول أن يبدو طبيعياً محاولاً أن لا يدعها ترى كل ما كان يشعر به . ولكن لـم يكن سهلاً. لم تتحرك،كانت تنظر إليه فقط وللحظة كما لو أن الآخرون في الحفلة تلاشوا.هناك أجمّـة منغوليا في مكان قريب ، فالهواء مشبعاً بعطرها كما لو كان هناك قرع طبول من بعيد تقريباً.
قالت له " أنا على ما يرام أخمن ذلك ."حاولت أن تبدو طبيعية وهي تريد أن تسأله لماذا لم يعد ثانيـــة ولكنها لم تجرؤ.ولم يستطع أحد منهما أن يترجم مشاعره إلى كلمات.كل ما استطاعت أن تفعله هي أنها
نظرت إليه بصدق،تلازما مكانهما سوية.صقل شعره الأسود القاتم بصـورة تامة كما كان قبل عام،سمرة وجهه وعيونه التي تبحثان عن شيء ما لم تفهمه حتى الآن ، ومع ذلك عرفت أنها لم تستطــع أن تقنع نفسها بالابتعاد عنه. أرادت أن تقف بقربه مدى حياتها، تتنفس عطره وتشعر في عينيه تنظر إليها.وبدا بعد ظهر يوم قائظ أكثر سخونة. يشعر كما لو أن أحشائه ذابت ومع ذلك كان عليه أن يذكّر نفـــسه بأنها كانت مجرد طفلة.ولكن كلاهما عرف ما أراد أن يقول لها ذلك أنه كان يحبها.غير أنه لم يستطع بالطبع. بالكاد عرفها. كان من المؤلم أن تدرك أن الفتاة التي كافح ليخرجها من عقله طيلة السنة وكـان يطـــارد أكثر من أن يتذكر. كيف الكلية ؟ عيناها حرقته عندما سألت. كانت طفل متخلّى عنها ، كانت جزء مــــن كائن أسطوري ساحر والآن بعد سنة فقط بدت امرأة تماماً . فقال لها لقد أنهيت توّاً جدول الامتحانــــات أومأت ولكن عيناها سألته ألف سؤال ولم يكن قادراً على الإجابة على احدها.. رغم أنه شعر بما يشـــبه الحمم المنصهرة في أحشائه وكل شيء عنه يوحي بالقوة كما لو أن لاشيء يمكن أن يخيفه سوى مـــــا كان يشعر من أجلها، من أجل هذه الطفلة التي عرفها بالكاد.ولكنها لم تر شيئـاً من ذلك في وجهه عندما شاهد شعرها عائماً في نسيم الصيف العليل فقال لها " وماذا عنك ؟ أراد أن يصل ويلمسها أكثر مـن أي شيء . فقالت " سيبلغ عمري السادسة عشر بعد غد." قالت ذلك بهدوء،وقد شعر أن قلبه غار. تمنــّى مجرد لحظة أن يتذكر بشكلً خاطئ لو أنها أكبر سنّاً.ومع ذلك أصبح هناك اختلاف عن السنة الماضية. على ما يبدو أنها كبرت وأصبحت أكثر أنوثة كما بدت في ثوبــها الأزرق. أكبر من مجرد امرأة مع أنها لا تزال طفلة،وتساءل ذات مرة ثانية أي جنون جذبه إليها وهو يتمنى أن تكون هناك فهو يريد أن يراها مرة أخرى قبل أن يغادر كاليفورنيا.ولكن لم يكن لديه هدف من تعذيب نفسه. لم تزل طفلة وهي في سن السادسة عشر ومع ذلك أخبرته عيناها بأنها تشعر بكل ما كان يشعر به. من الجنون أن يشعر بهذا نحو فتاة بعمر السادسة عشر عاماً بينما هو في سن الثامنة والعشرين. سألها قائلاً" هل سيكون لديك حفلة عيد ميلاد ؟ " كما لو كان يتحدث لطفلة رغم أن كل شيء كان يوحي إليه بأنها أصبحت أمرأة كاملة النضج، ضحكت وهزّت رأسها. وهي تقول لنفسها،لا،من المستحيل أن تشرح له بأنه كان لديها القليل من الأصدقاء حيث الفتيات كرهنها بسبب نظراتها ، رغم أنها نفسها لم تفهمها ." قال لي أبي بأنه قد
21
يأخذني إلى سان فرانسيسكو في الشهر القادم . " أرادت أن تسأله لو يستطيع أن يكون هناك ولكنها لم تفعل . ولم يستطع أحد منهما أن يقول أي من الأشياء التي كانا يريدان قولــها. عليهما أن يتظاهرا بعدم الاهتمام بعد الفهم بما كانا يشعران أحدهما تجاه الآخر.رغم فـرق السن والاختلاف الواسع الذي وضعته الحياة بينهما وكما لو كان يقرأ عقلها فقد أجاب على السؤال الذي لم تجرؤ أن تطرحه.حول المكان الذي يروم الذهاب إليه الآن."فقال أنا عائد إلى نيويورك في غضون أيــام قلائل.عرضوا علي عمل في وول ستريت من قبل شركة محاماة. "شعر بالحماقة وهو يشرح لها ذلـك ." ذلك جزء من عالم المال,"أبتسم ونقل وزنه على الشجرة التي بدت ترفعه عاليـاً . لــم يكــن متأكــداً في تلك اللحظــة الدقيقـــة أن ركبتيه المرتجفتين تحمله. يفترض أنه كان شيئاً كبيراً . أراد أن يثير إعجابها ولكن لم يكن لزاماً عليه أن يعمل ذلك .كانت معجبة به على أية حال أكثر بكثيــر من وول ستريت فقالت. "هل أنت مسرور؟" نظرت إليـه بعينين واسعتين مفتوحتين،كما لو أنها أرادت أن تسبر غور روحه وكان خائفاً من قوتها ولم يكن نفسه متأكداً ماذا رأت هناك.ربما خاف الرجل بما كان يشعر نحو هذه الفتاة التي لم تعد طفلة ولم تصبح امرأة لحد الآن والذي حركت مشاعره كما لم تحركها امرأة قبلها.لم يكـن متأكداً أن كانت نظراتها فقط,أو اللغز الذي رآه في عينيها.لم يكن متأكداً من تكون،أو لماذا ولكنه عـرف أنه كان هنالك شيء ما نادراً ومختلفاً حولها.لقد طاردته طيلة السنة الماضية رغم جهوده أن ينساها والآن شعر وهو واقفاً أمامها بأن جسمه أصبح مشدوداً كلياً بالبهجة فقط لكونه أصبح بقربها.بدا له أنه كان يعترف لها بسهولة قائلاً" أنا أخمن أنني مسرور وخائف."أنه عمل كبير ستصاب عائلتي بخيبــــــة أمل إن لم أعش مرحاً بصورة مباشرة بإسراف إلى حيث يتوقع كل شخص ولكن بدت عائلته غير مهمّة الآن لقد أصبحت كريستال ذات أهمية أكبر بالنسبة له . سألته" هل ستعود إلى كاليفورنيا؟ بدت عينيها هكـذا حزينة كما لو أنه هجرها.و شعر كل منهما بالخسران قبل حدوثه. فقال لها " أود أن أعود في وقت ما ولكن من المحتمل لفترة قصيرة." كان صوته هادئاً وحزيناً وللحظة كان متأسفاً على مجيئه.سيكون مـن الأسهل أن لا يراها ثانية. ولكنه سوف لن يكون قادراً على أن لا يأتي . لقد علم منذ أسابيع بأن عليه أن يراها ، والآن أصبحت تنتظره، عيناها حذرتان وحزينتان،فالوحدة التي عاشتها في معظم وقتها حفرت في العينين اللتين كانتا تنتظرانه وأصبح اليوم هبة ،شخص تعزّه دائماً وقد كان حلمها، مثل أحلام نجـوم السينما المسمّرة صورهم في جدران غرفة نومها.كان بعيد فقط وغير حقيقي ومع ذلك التقت به ولكن الوصول إليه لم يعد أكثرسهولة بالنسبة لها عما كانت. الاختلاف الوحيد بينه وبينهم هو أنها عرفــــت بأنها أحبته.ستنجب هيروكو طفلاً في الربيع."قالتها لأبطال السحر قليلاً وتنهد هو ونظر بعيداً كما لـو كان يحاول الحصول على بعض الهواء ويجبر نفسه على التفكير بشخص ما آخر غير كريستال.فقال"أنا مسرور من أجلهما،"أبتسم لها بلطف وهو يتساءل متى تتزوج ويكون لديها أطفال.ربما لو عـاد إلى هنا في يوم ما سيكون لديها نصف دستة من الأطفال متعلقين بتنورنها والزوج الذي يشرب البيرة بأفراط يأخذها لحضور أفلام السينما في ليالي السبت لو كانت محظوظة.أن الفكرة جعلته يشعـر بالمرض تقريباً.لم يكن يريد أن يحدث ذلك لها . هي استحقت أكثر من ذلك بكثير . لا تشبه الأخريات أصبحت حمامة محصورة في قطيع من الطاووس، وأعطيت لهم الفرصة لكي يلتهموها وربما يدمّروها.لم تكن تستحق ذلك.ولكنه عرف أنه لم يستطع أن يفعل شيئاً لإنقاذها.ستكون أم رائعة." قالها عن هيروكو ولكن للحظة تساءل إن كان يعني بها كريستال. أومأت كريستال ودفعت الأرجوحة ببطء بقدمٍ واحدة.كانت تلبس نفس الأنعل البيضاء وزوج آخر ثمين من النايلون التي لبسته يوم عرس بيكي قبل عام ولكنها حافظت عليه هذه المرة.
قال لها ليمنح نفسه أملا "هل ستأتين إلى نيويورك في يوم ما.ولكنهما عرفا كلاهما أن ذلك أقل احتمالا.
فأجابت " ذهب والدي ذات مرة فأخبرني كل شيء عنها."أبتسم سبنسر.أصبحت حياته بعيدة عن حياتها
أحس أن قلبه يؤلمه مرة ثانية عندما عرف ذلك فقال لها"أعتقد أنك ستحبينها.كان يتعين عليه أن تكون
كانت لديه فرصة ليريها ربما لو أنها اكبر سناً.فقالت أنا أفضل أن أذهب إلى هوليود."نظرت إلى السماء حالمة وللحظة أصبحت طفلة عندما راقبتها مرة ثانية . الطفلة التي تحلم أن تصبح نجمـــة سينمائية في
22
هوليود. أصبح حلمها طائشاً كحلمه في ودادها،رغم أنه لم يقل ذلك.ومن تريدين أن تلتقي في هوليـود ؟ أراد أن يعرف من هو النجم السينمائي المفضل لديها وماذا قالت عنه ومن تحلم به،أراد أن يعرف كــــل شيء عنها،ربما على أمل أن يخيب ظنه المتنامي.لا بد أن ينسى هذه الفتاة مرة واحدة وإلى الأبد، قبـــل أن يغادر كاليفورنيا. لقد طارده خيالها عاماً كاملاً وفكّر أكثر من مرة أن يقود سيارته ويأتي إلى الوادي ليرى بويد ولكــن عندما أتى عرف أنه أتى لأنه أراد أن يرى كريستال فقط. وخاف من الجنون المرهف الذي بدت تسببه له، لم تكن غايته أن يأتي،كانت هذه آخر مرة قبل أن يغادر. ولكنه كان متأخراً جداً قبل ذلك.عـرف الآن أنه لن ينساها.كانت تفكر أن تجيب على سؤاله حول من تريد أن تجتمع به في هوليود، وأخيــراً أجابت بابتسامة وهي تنجرف بالأرجوحة قائلة "كلارك غابل وربما غاري كوبر."فقال لها يبدو ذلك معقولاً. ثم ماذا تريدين أن تفعلي في هوليود؟"
ضحكت وهي تلعب به وبأحلامها قليلاً. فقالت أريد أن أكون في فيلم سينمائي، أو ربما اغني." لم يسمع الصوت الذي سحر الناس في الوادي،حتى أولئك الذين لا يحبونها. فقال لها" ربما ستكونين في يوم ما.
ضحكا كلاهما على ذلك.أصبحت الأفلام السينمائية لنجوم السينما وليس للناس الحقيقيين.لا يمكن للحياة أن تكون واقعية بالنسبة لها.لا يهم كم أصبحت جميلة.لقد عرفت أن حياتها لن تقتصر على الأفلام.فقال لها" أنت لطيفة بما فيه الكفاية.أنت جميلة."كان صوته لطيفاً، وتوقفت الأرجوحة عن الحركة مرة ثانية ببطء ونظرت إليه. هنالك شيء ما مخيفاً في الطريقة التي قالها. دهشا كلاهما في صمت من قوة كلماته ثم هزت رأسها بابتسامة حزينة فقط. كانت تندب حظها على مغادرته. فقالت"أن هيروكو جميلـة، أما أنا فلا ." فقال نعم هي كذلك ، وافقهــا على رأيهــا ولكنــه قال لها" وكذلك أنت." أصبح صوته ناعماً جــداً واستطاعت بالكاد أن تسمعه.ثم فجأة شعرت بالشجاعة فسألته السؤال الذي راود مخيلتها منذ أن رأتـــه في صباح ذلك اليوم أول مرة." لماذا جئت اليوم؟" فقال" لأرى بويد.. هيروكو.. توم..طفل بيكي...كــان هناك نصف دزينة من الأجوبة المعقولة ولكن واحد منها فقط جاء به إلى هنا. وعندما نظر في عينيهـــا عرف أنه كان عليه أن يقول لها. وكان عليها أن تعرفها. فقال" أردت أن أراك قبل أن أغادر.تكلم بلطف ثم أومأت. ذلك ما أرادت أن تسمعه ولكن كلماته أخافتها قليلاً الآن.هذا الرجل الوسيم جداً، من عالم آخر قد أتى حقاً ليراها.ولم تفهم تماماً ما كان يريد منها.ولا سبنسر نفسه الذي أربكها أكثر. تركت الأرجوحة بهدوء وأتت لتقف أمامه وهي تنظر إليه بعينين خزاميتين زرقاء لم ينسها. فقالت" شكراً لك ." ووقفـــا سوية للحظة طويلة،ورأى سبنسر بطرف عينه والدها يقترب منهما. كان يلّوح بيده لكريستال، وللحظة، خاف سبنسر أن يكون والدها غاضباً، كما لو كان يقرأ عقل الشاب هو لم يحب ما رآه هناك. في الحقيقة كان يراقبهما لوقت طويل، وتساءل ماذا كانا يقولان. كان هنالك شيء ما حول الرجل الذي أحبه وعرف أنه كان عابراً فقط. وكان جيداً لرجل مثل ذلك أن يحوز على إعجابها. أصبح تاد ويات آسفاً فقط بأنه لم يكن هناك كثيرين يحبوه في الوادي. ولكن كان لديه أشياء أخرى في عقله عندما أقترب منهما بعينيــــن غاضبتين وابتسامة تشبه ابتسامة كريستال. أنتما الاثنان كنتما تبديان جديين على نحو بغيض. الطريــق هنا .حل مشاكل العالم،هل أصبحتم أنتم الأمم المتحدة الصغيرة؟" الكلمات أثارت ولكن العينان الحكيمتان استقبلت سبنسر نزيلاً. هو أحب ما رأى كان عنده منذ البداية رغم أنه عرف أيضاً بأن عمره كبير جـــداً بالنسبة لكريستال.رأى شيئاً ما في وجهها حيث لم يكن قد رآه من قبل هناك عدا مرة أو مرتين، عندمــا نظرت إليه بإعجاب علني.ولكنه كان مختلفاً بعض الشيء هذه المرة ،شيء ما كلاهما سعيدين وحزينين
به وفجأة أدرك تاد ويات أن طفلته أصبحت امرأة.فالتفت إلى سبنسر وتكلم في عمقه بصوت هادئ قائلاً لديك دعوة طعام وشراب في المخزن يا حضرة النقيب هيل... أبتسم لكريستال بفخر فقال" تلك هي لو أن كريستال توافق، فالناس يريدون أن يسمعوك تغنين قليلاً لمرة واحدة. هل ستفعلينها ؟"
خجلت وهزّت رأسها ، وعرف رقبتها الشاحب يجر أذياله فوق جزء من وجهها بوقار . ألقت الأشجـــار بظلالها على الجانب الآخر، كما جذب نور الشمس لون شعرها الرمادي وقد ذهل كلا الرجلين في صمت
للحظة من جمالها . نظرت هي إلى أبيها أيضاً وأصبحت عيون الخزامى ملأى بضحكة خجولة . فقالت"
23
يوجد كثير من الناس هنا.أنهم ليسوا كما كانوا في الكنيسة..."قال لها والدها" لن يحدث أي فرق.أنك ستنسيهم حالما تباشرين بالغناء."
أحب أن يستمع إلى صوتها عندما كانا يعبران التلال ، يمتلك صوتها نفس الصفة المتفجرة الرهيبة مثل شروق الشمس المتألقة، ولم يتعب من غنائها . آدمبعض الرجال قيثاراتهم لتنهي الحفلة في أغنية أو أغنيتين فقط ."توسلت عيناه بها ولم تستطـع أن ترفض طلبه،رغم أنه أحرجها لتغني أمام سبنسر. فمن المحتمل أن يظن أنها غبية.ولكنه أضاف صوته إلى صوت تاد الذي كان يشجعها وعندما التقت عيونهما هناك ساد الصمت بينهما للحظة طويلة،لحظة الصمت التي قالت ما لم يجرؤ أحد منهما أن يقول.ولدقيقة اعتقدت أنها قد تكون هديتها له،شيء ما أستطاع أن يتذكرها بها.أومأت بهدوء وتبعت أبوها ببطء وهي تعود إلى الآخرين . وهكذا عاد سبنسر إلى بويد وهيروكو وذات مرة ألقت نظرة من على كتفها ورأتــــه يراقبها واستطاعت أن تشعر بحبه لها من عينيه عن كثب . الحب الذي لم يفهمه أحد منهما، الحب الذي كان في خيالهما قبل عام واستحوذ على مشاعرهما عاماً كاملاً حتى التقيا ثانية.أنه الحب الذي لا يسافر إلى أي مكان،ولكنه كان على الأقل لديهما ليأخذاه معهما حينما يفترقان.
أخذت قيثارة من يدي أحد الرجال وجلست على المنصّة فأنظم إليها اثنان آخران وابتسما لها بإعجـــاب. كانت أوليفيا تراقبها من الشرفة وهي منزعجة دائماً حيث أختارها تاد في الخارج لتكون موضـع فضول وسخرية ولكنها عرفت أيضاً بأن الناس أحبوا أن يسمعوا كريستال تغني.حتى أن بعض النساء رقّـــّـن عندما سمعنها تغني في الكنيسة.وعندما غنّت أغنية" الحلوة المدهشة" أدمعت عيونهن.ولكنهاغنّت هذه المرة الأغنية الريفية المفضلة لوالدها،الأغنية التي غنياها سوية عندما ركبا الفرس وهما يخرجان في أوقات الصباح الباكر . وفي غضون دقائق تجمع الحشد حولهــا في صمــت وهـم يستمعون إلى قوة صوتها. لا ريب أن صوتها قد ألقى رقيته السحرية عليهم .أصبح صوتها مثل وجهها لا يمكن نسيانــه. وأغمض سبنسر عينيه وترك نفسه تنجرف إلى النقاء والجمال العذب منه،فالقوة المطلقة لصوتها ملكته مفتوناً.غنّت أربع أغنيات وبدت الأغنية الأخيرة متوترة لترتفع في سماء الصيف مثل الملائكة الطائرين بأجنحة نحو الجنة . وعندما توقفت عن الغناء ساد هناك صمت طويل ونظر الجميع إليها مرة ثانية في دهشة . سمعوها قبل ذلك تغني مائة مرة ورغم أنهم سمعوها ثانية فقد حركت عواطفهم.ودوت عاصفة من التصفيق فمسح تاد الدموع من عينيه، كما كان يفعل دائماً ، وفي غضون دقائق قليلة تفرّق الحشد، وعادوا إلى محادثاتهم وشربهم، ولكنها للحظة جعلت كل واحد منهم يقع في حبّها. ولـــم يستطع سبنسر أن يعرّف نفسه ليتحدث مع أي شخص لفترة طويلة وبعد أن سمعها أراد أن يتحدث معها ثانية ، ولكنها ذهبت مع أبيها إلى مكان ما ، ولم يرها ثانية حتى حان وقت الذهاب فكانت واقفة قرب والديها تصافـــح الناس عندما كانوا يقدمون لهم الشكرعلى الغداء وجمعوا أطفالهم ليعــودوا إلى بيوتهم . شكـــر سبنسر والديها بشكل بإذعان، ولكنه أخذ يدها فجأة في يده وأصبـح خائفاً بأن تكون اللحظة بينهما سريعة جداً. فقد لا يراها ثانية ولم يستطع أن يتحمّل الفكرة عندما نظر في عينيها وأراد أن يتمسّك بها إلى الأبد فقال لها"أنت لم تخبرينني أنك تستطيعين أن تغنين مثل ذلك.كان صوته همساً ناعماً كما كانت عينيه تداعبها ولكنها ضحكت،وهي تبدوصغيرة مرة ثانية ومحرجة من المجاملة غير المتوقعة.لقد غنت الأغنيات لــه، وتساءل لو كان يعرف أن بأمكانها أن تصل هوليوود رغم ذلك ." ضحكت ثانية ، كان صوت ضحكتهـــا موسيقياً مثل غنائها.فقالت" أنا لا أعتقد ذلك يا سيد هيل.أنا لا أعتقد ذلك حقاً."فقـال أنـا أتمنى أن نلتقي ثانية في يوم من الأيام."بدت عيناهما جدية ثم أومأت.فقالت"كذلك أنا."ولكنهمـا عرفا كلاهما أن لقائهما أصبح أقل احتمالا.ولم يستطع أن يمنع نفسه بعد ذلك من قول الكلمات" أنا أريد أن أنسـاك إلى الأبـــد يا كريستال. أهتمي بنفسك. عيشي حياة سعيدة.لا تتزوجي من رجل لا يستحقـك. لاتنسيني. بدا أحمقاً تماماً حيث أنه أستطاع أن يقول ذلك بصعوبة . أراد أن يقول لها أنه أحبها . فقالت وأنا أيضاً . أومأت بجدية. عرفت أنه سيذهب إلى نيويورك خلال أيام قليلة ولن يلتقيا ثانية.ستحول بينهما قارات العالم والدنيا كلها إلى الأبد . وفي صمت انحنى وقبل خدها بلطف وبعد لحظة رحل مبتعداً عن المزرعة وقلبه مثل صخــرة في صدره،ووقفت كريستال بعيدة عن الآخرين وهي تراقبه بصمت.
24

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: