منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
حللت اهلا ووطئت سهلا في ربوع منتدى اسديره الثقافي
وزكاة العلم تعليمه .. اهلا بك مره ثانيه عزيزي الزائر الكريم
منتدى اسديره الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسديره الثقافي

منتدى ثقافي علمي *مهمته الادب والشعر في جنوب الموصل / العراق
 
الرئيسيةالنجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذياب موسى رجب




عدد المساهمات : 64
نقاط : 222
تاريخ التسجيل : 14/05/2012

النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Empty
مُساهمةموضوع: النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب   النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب Emptyالأحد سبتمبر 02, 2012 2:40 am


النجمة
رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل
ترجمة ذياب موسى رجب

نبذة عن المؤلفة

الكاتبة الأمريكية دانيال ستيل من أشهر كتّاب الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية. بيعت من رواياتها ما يقارب 420 مليون نسخة ومن أشهر رواياتها هي الزفاف والبيت في شارع الأمل والقوات التي لا تقاوم و حلو مر والصورة المطابقة.

الإهداء

إلى الرجل الوحيد الذي آدملحياتي ذات مرة الرعد والبرق وأقواس قزح. وعندما فعلها فأنه فعلها إلى الأبد. إلى وحيدي وحبي الوحيد، من كل قلبي، المحبوب بوباي. أنا أحبك


أوليف
المقدمة

كانت كريستال ويات شابة بريئة وجميلة جداً ومرفوضة، محسودة ومستاءة من الجميع ما عدا والدها
المدافع عنها الذي اشتركت معه بحب عميق لمزرعة كاليفورنيا البعيدة. وعندما مات والدها ، بقيت كريستال وحيدة وليس هناك من يحميها. ذات مرة هزت الأحداث المدمرة الوادي الهادئ. من دون سبب سوى أحلامها، جمالها، والصوت الذي ألهم رهبة، هربت كريستال لتبدأ مهنتها التي تجعلها في النهاية نجمة . ولكن النجومية نفسها مظللة بالخطر والعنف فطاردتها ذكرى الحب الذي يجب أن يبدد قبل أن تتمكن كريستال من أيجاد السعادة.

الفصل الأول

كانت الطيور تغرد لبعضها البعض في سكون الصباح الأغر بوادي الأسكندر ثم ارتفعت الشمس ببطء فوق التلال . وهي تمد أصابعها الذهبية في السماء التي أصبحت أرجوانية في لحظات. أحدثت الأوراق على الأشجار حفيفاً هادئاً في النسيم العليل عندما وقفت كريستال صامته في العشب الندي تراقب السماء الرائعة تتفجر في ألوان متلألئة.توقفت الطيور عن الغناء للحظات قليلة كما لو أنها أحسّت
برهبة من جمال الوادي.أصبحت هناك حقول مورقة تحدّها تلال وعرة تتجول فيها ماشيتهم وهي ترعى غطّت مزرعة والدها مائتا هكتار ، أن أرضها المعطاء تثمر الذرة والجوز والعنب . كانت مزرعة ويات مربحة منذ مائة عام وتدر الربح الأعظم من الماشية التي تتوالد باستمرار ولم تكن كريستال تحبها بسبب الربح الذي تجود به اليوم بل لما كانت تهب في الماضي.
بدت كريستال تناجي بصمت أرواح عرفتها تماماً وهي تراقب العشب الطويل يحدث حفيفاً هادئاً فـــــــي النسيم العليل وشعرت بدفء أشعة الشمس وهي تنزل على شعرها الملوّن بلون الحنطة عندما بــــــدأت تغني بصوت رخيم. كانت عينيها بلون سماء الصيف وأطرافها طويلة ورشيقة عندما بدأت تركض وهي تطأ العشب الندي بقدميها منطلقة نحو النهر.حيث جلست على صخرة رمادية ناعمة وهي تشعر بالماء المتجمّد يرقص فوق قدميها فراقبت ضوء الشمس يصل إلى الصخور. أحبّت الشمس وهي ترتفع، أحبّت الركض في الحقول، أحبت أن تكون هناك حيّة وشابة تماماً، حرّة عند أحد جذورها مع الطبيعة. أحبـــّت الجلوس والغناء في الصباحات الهادئة لينطلق صوتها الساحر هنا وهناك بلا موسيقى.كما لو أن هنــاك شيء خاص في غناءها الله وحده يسمعهُ.كان في المزرعة عمّال يرعون ماشيتها، وفلاّحين وماحبيكيين يعتنون بمزارع الذرة والعنب ويشرف والدها على المزرعة كلها. ولم يكن هنالك فرد آخر من العائلــــة أحب الأرض كثيراً كما أحبتها هي أو والدها تاد ويات الذي يساعده ابنه جارد بعد انتهاء دوام المدرسة إلاّ أن جارد كان في السادسة عشر من عمره وهو مولعاً أكثر باستعارة سيارة ألبيك أب العائدة لوالدهــا ليذهب إلى نابا مع أصدقاءه. تستغرق المسافة خمسون دقيقة بالسيارة من بلدة جيم. يبدو مظهره جيداً فشعره الأسود يشبه شعر أبيه ولديه موهبة في ترويض الخيول الجامحة . ولكن لا هو ولا أخته، بيكي لديهما جمال الغنـاء الذي تمتلكــه كريستال . كان اليوم عرس بيكي وأدركت كريستال أن أمّهــا وجدّتهــا منهمكتان في المطبخ قبل ذلك.رأتها تذهب بعيداً لتراقب بزوغ الشمس من فوق الجبال. خاضت كريستال في النهر وأندفع الماء إلى فخذيها فشعرت أن قدميها بدأت بالخدر وأحست بوخز في ركبتيها، ضحكـــت بصوت عال في صباح الصيف وهي تسحب ثوب نومها القطني الرقيق فوق رأسها وتلقيه على الشاطئ وأدركت بأنه لم يكن هناك أحد يراقبها عندما وقفت بجسمها الرشيـق في النهــر وهي ناسية تمامــاً كــم أصبحت جميلة بشكل مذهل , قفزت آلهة الحب الصغيرة فينوس من النهر إلى الأمام في وادي ألأسكنـدر فنظرت من بعيد إلى كل جزء من جسم المرأة عندما وقفـت كريستال وهي تمســك بيــد واحــدة شعرهــا الأشقر الطويل الشاحب فوق رأسها وكأن أقواس جسمها الرائع قد ابتلعت ببطء في الماء المتجمّد،أدرك الذين كانوا يعرفونها جيداً كم كانت صغيرة. بينما كانت تبدو للغريب امرأة كاملة النضج بعمر الثمانية عشر أو العشرين عاماً،جسمها ناضج وعيونها زرقاء كبيرة, كانت تنظر إلى الأعلى نحو شمس الصباح الباكر وتتأمل شروق الشمـس بسعادة وعلى ما يبدو أن عريّها المتلألئ قد قطعَ من الرخام الوردي الأكثر شحوباً . ولكنها لم تكن امرأة كاملة النضج بل هي لم تبلغ الخامسـة عشر من عمرها رغــم ذلك سيبلــغ عمرها خمسة عشر عاماً في ذلــــك الصيف. ضحكت على نفسها عندما ادركت أنهم يبحثون عنها وهــم آتين إلى غرفتها ليوقظوها وهكــذا يمكنهــا أن تساعدهن في المطبخ. غضبت أختها عندما اكتشفت أنها ذهبت وعبّرت جدتها عن غضبها بفم خال من الأسنان.كعادتها هربت منهن إلى المزرعة. وهي ما كانت تفضلها إلى أبعد حد ، أن تهرب من الالتزامات المملة منطلقة نحو المزرعة وهي تهيم على وجههــا في العشب الطويل أو في الغابة في إمطار الشتاء, أو راكبة بلا سرج تغنّي مع نفسها وهي تنطلق بثقة فوق التلال إلى أماكن سرّية اكتشفتها في جولاتها الطويلة مع أبيها. حيث ولدت هنا . وعندمـا تصبح في يوم
1
ما عجوز مسنّة جداً بعمر الجدّة منيرفا أو حتى أكبر عمراً منها،فأنها ستموت هنا.فكل بوصة من روحها أحبّت المزرعة وهذا الوادي . ورثت شغف والدها وحبّه للأرض , للأرض السمراء الوافرة , للخضـــرة المورقة التي تاحبو التلال في فصل الربيع. رأت غزالاً واقفاً في الجوار فابتسمت. لــم يكن هنالك أعداء ولا مخاطر ولا رعب سري في عالم كريستال. هي انتمت إلى هذا المكان ولم تشك في لحظة بأنها كانت آمنة هنا . راقبت الشمس ترتفع في السماء وعادت تمشي إلى ضفــة النهر ببطء ، تخطو فوق الصخور بسهولة بسيقانها الطويلة حتى وصلت ثوب نومها فسحبته على رأسها وتركته يتعلق مبللاً على جسمها كما سقط شعر رقبتها ألأشقر الشاحب إلى ما وراء كتفيها .عرفت أن الوقت حان لكي تعود . سيكونون غاضبين الآن. وتكون أمها قد اشتكت لأبيها قبل ذلك . ساعدت على صنــع أربع وعشرون شطيرة تفاح في اليوم السابق، خبزت الخبز، هيأت الدجاج وساعدت على طبخ سبعة خنازير،حشت الطماطم السمينة الناضجة بالريحان والجوز. أنجزت حصّتها وأدركت بأنه لم يبق شيء مطلـوب منها عمله سوى الغيض ووقفت في طريقه،واستمعت إلى بيكي تصيح على أخيها.لديها الكثير مـن الوقت لتستحم وتلبس وتذهب إلى الكنيسة في الساعة الحادية عشر. لم يحتاجوها. اعتقدوا فقط أنهـم لا يحتاجون إليها . أصبحت في سعادة وهي تجوب الحقول وتخوض في النهر تحت ضوء شمس الصباح. أصبح الهواء أكثر دفئاَ وهدأ النسيم العليل.سيكون يوماً جميلاً لعرس بيكي.تمكنت أن ترى بيتهم من بعيد،وسمعت صوت جدتها وهي تناديها بصخب من الشرفة خارج المطبخ كريستال ! بدت الكلمة تدوي في كل مكـان كما أنهــا ضحكت وركضت نحو البيت كأنها طفلة ذات ساقين طويلتين وشعرها طائراً خلفها كريستال ! وعندما اقتربت كانت جدتها واقفة على الشرفة وهي ترتدي ثوباً أسوداً تلبســه كلما كان لديهـا عمل جاد لتنجزه في المطبخ . لبست فوقه مئزراً أبيضاً نظيف وزمت شفتيها بغضب عندمـا رأت كريستال تثب نحوها،وقد التصق ثوب نومها القطني مبلّلاً على جسمها العاري.لم تكن لدى الفتاة وسيلة،لم تكن لديها حيل،كان لديها الجمال الطبيعي المتناثر الذي لم تزل غير آبهة به. لم تزل طفلة في عقلها وهي تبعد دهراً عن الأعباء لكي تصبح امرأة كريستال! أنا أنظر إليك !يمكن للآخرين أن يروك عارية تماماً من خلال ثوب النوم ذلك!لم تعدي طفلة ! ماذا لو رآك أحد الرجال ؟"
- أنه يوم السبت يا جدتي.... لا يوجد أحد هنا. "
ابتسمت بصراحة في وجه عجوز مقاوم للظروف الجوية بتكشيرة عريضة حيث لم يبد عليها الإحراج ولا الندم.
- يجب عليك أن تستحي من نفسك وتدخلي لتكوني جاهزة لعرس أختك."تمتمـت باستنكار عندما مسحت يديها على مئزرها."وهي تركض عند شروق الشمس هنا وهناك مثل شخص جامح. فقالت لها" لديك عمل لتنجزيه هنا الآن . أدخلي إلى الداخل يا كريستال ويات وافهمي ماذا يمكنك أن تعملين لتساعدين أمكِ."
ابتسمت كريستال وركضت إلى الشرفة العريضة لتتسلق إلى شباك غرفة نومها كما صفعت جدتها باب المنخل الحاجز وعادت لتساعد ابنتها في المطبخ.وقفت كريستال لوحدها في غرفتهـا للحظة تدندن مـع نفسها عندما نزعت ثوب نومها وألقته بسهولة إلى كومة رطبة في الزاوية كما ألقت نظرة على الثوب الذي ستلبسه في عرس بيكي. كان ثوب قطني أبيض بسيط بأكمام منتفخة وياقة رباط صغيرة. صنعتـه أمها لها ما استطاعت ببساطة بلا رتوش بلا زينة إضافية لتزيين جمالها المميز. بدا يشبه ثوب طفلـة، ولكن كريستال لم تأبه به.يمكنها أن تلبسه في الحفلات الاجتماعية للكنيسة بعد ذلك.لقد اشتروا أخفاف بيضاء بسيطة من نابا.وأشترى لها والدها زوج جوارب نايلون نسائية من سان فرانسيســكو. تذمّرت جدتها باستنكار على تلك أيضاً،وقالت أمها أن عمرها صغير جدا لتلبسها.أنها مجرّد طفلة يا تاد. كانت تنزعج من أوليفيا دائماً عندما دلل أبنتهما الصغرى.أو شيء أحمق تلبسه من نابا أو سان فرانسيسكو سيجعلها تبدو استثنائية ." فكريستال هي الطفلة التي أعجب بها منذ ولادتها وكان فيه مكان يوجعــه
2
في كل مرة يراها.مثل طفلة بهالة من الشعر البلاتيني والعينين الزرقاء التي كانت تنظر في عينيه تماماً كما لو أن لديها شيء خاص لتقول له وليس لأحد غيره. ولدت طفلة وفي عينيها أحلام تحيط بها هالـــة سحرية تجعل الناس يقفون وينظرون. كانوا يحدقون نحو كريستال دائماً. أصبح النـــاس ينجذبون إليها. إلى ما هو رائع في صفاتها بالإضافة إلى جمالها يسبرون غور أعماقها.لم تكن تشبه أحداً آخر من أفراد العائلة، كانت فريدة وهي بمثابة موسيقى تدندن في قلب والدها.هي التي اختارت أسمها مذ رآها تستكن في ذراعي أوليفيا لأول مرة بعد ولادتها بلحظات . مضيئة ومثالية. كريستال. كان الاسم يناسبها إلى حد الكمال . بعينيها الصافيتين المتألقتين والشعر البلاتيني الناعم . وحتى الأطفال الذين لعبت معهـم كطفلــة أدركوا أنها كانت استثنائية . مختلفة إلى حد ما في الطريقــة المعنوية . كانت الأكثر حرية والأكثر تألقــاً وسعادة منهم . لا يمكــن السيطرة عليهــا كليــاً بالقوانين والقيــود التي وضعــت مـن قبل الآخرين مثل مزاجها العصبي ، كانت تشتكي من أمّها دائماً . أو من أختها الأكبر سنـاً والأقل جمالا منها بكثير أو من أخيها الذي كان يضايقهـا بلا رحمــة أو حتى من الجـدّة الصارمة التي أتت لتعيش معهم عندما كان عمر كريستال سبع سنوات وعندما مات الجد هاجز في أريزونا بـدا والدهــا الشخص الوحيــد الــذي يفهمها، الوحيد الذي أدرك كم أنها أصبحت رائعة مثل طير نادر كان لا بد لأحد ما أن يسمح له بالطيران حراً من وقت لآخر محلقا عالياً فوق الناس العاديين والدنيويين . أنها مخلوقة وهبت له من يد الله مباشرة وكان يخالف القوانين دائماً من أجلها ، أعطاها هدايا صغيرة أستثنى لها كثيراً لإزعاج الآخرين. كريستال! " لعلع صوت أمها الحاد خلف باب غرفتها وهي واقفة في الغرفة التي اشتركت بها مع بيكي لمدة خمسة عشر عاماً تقريباً. فُتِحَ الباب قبـل أن يكون لديها متسع من الوقت لترد ووقفت أوليفيا ويات وهي تحدّق فيها باستنكار عصبي . فقالت لها" لماذا أنت تقفين هناك بهذا الشكل؟" كانت عارية وجميلة ، ولم تحب أوليفيا أن تراها. لم تحب أن تتأمـل فيها بتلك الطريقة معافاة في أنوثتها قبل ذلك الحين، لا زالت بعينين طفل بريئتين عندما التفـتت لتنظر إلى أمها في ثوب حريري أزرق كانت تريد أن تلبسه في عرس بيكي. غطته بمئزرأبيض نظيف تمامــاً مثــل مئزر الجــدّة منيرفا . فقالت لها "استري نفسك ! أبوك وأخـــوك مستيقظان ! نظرت إلى كريستال بصرامة ، وضغطت على الباب وهي تغلقه خلفهــا كما لو كــانا واقفين خارج الغرفة تماماً وهما ينظران إلى جسـم كريستال الصغيــرة العاريــة بصــدق أن أباهــا الوحيـد الذي أحترمها، جفل ليراها بحق امرأة أكبر مما كانت.كما كان جارد دائماً لا يبالي بجمال أختـه المميز. قالت" آه يا أمي .... عرفت كم ستكون أمـها غاضبة لو رأتها واقفة عارية في النهر قبل لحظات فقط. أنهم لم يأتوا إلى هنا. " ابتسمت بلا مبالاة بريئة عندما وبّختها أوليفيا.
-ألا تعرفين أن هناك عمل عليك أن تنجزينه ؟ أختك تحتاج المساعدة في ارتداء ثوب عرسهـا. وجدتـــك
تحتاج المساعدة في تقطيع لحم الديك الرومي وكذلك تقطيع لحم الخنزير. ألا تجعلين من نفسك مفيــدة
أبداً يا كريستال ويات ؟ كلاهما عرفا أنها عملت ولكن من النادر بالنسبة لنساء البيت ودائماً بالنسبــة
لأبيها. فضّلت أن تركب الجرّار الزراعي معه ،أو تساعده في رعي الماشية عندما لم يكن لديه رجــال.
لقد عملت دون كلل في العواصف المطرية القاسية وهي تآدمالعجول الضالّة، وكان لديها موهبة من
اللطافة مع كل ماشيتهم . ولكن ذلك لم يكن يعني شيئاً لأمها. قالت لها أمّها " ألبسي ملابسك،" وهــي تنظر إلى الثوب الأبيض النظيف المعلـق على بــاب حجرتها وأضافت " ألبسي الثـوب القطني الأزرق المخطط حتى نغادر إلى الكنيسة.ستجلبين ثوبك المتسخ لتساعدين جدّتك في تلك. " وعندما كانت أمها تراقبها لبست كريستال ملابسها الداخلية وسحبت الثـوب القطني الأزرق القديــم فــوق رأسها للحظــة جعلها تشبه الطفلة مرة أخرى ولكن أنوثتها متقدمة جـداً قبل ذلك لترفض حتى الثوب القطني الباهــت اللون. هي لم تزرّه لحد الآن, وعندما فتح الباب ظهــرت أجزاء جســم بيكي مفصّلــه في الغرفة وهي تثرثر بشكل عصبي وتشتكي من أخيها . كان لديــها شعــر أسمــر مثــل شعــر أمّها وزوج من العيون العسلية الواسعة . كان لديها بساطة وسيمة على وجهها وجسمها طويل ونحيــف مثل جسـم كريستال
3
ولكن لا يوجد شيء استثنائي حول ميزاتها , وانحدر صوتها في أنين حزين عندما أخبرت أوليفيا بأن جارد نقّع كافة المناشف في حمّام المزرعة الوحيد.أنا لا أستطيع تجفيف شعري بشكل لطيف. هو يفعلها في كل يوم يا أمي ! أنا أعرف أنه يفعلها لغاية ! راقبتها كريستال بصمت كما لو أنهما لم يلتقيا تقريباً . بعد العيش جنباً إلى جنب لمدة خمسة عشر عام تقريباً كانت الفتاتين غريبتين أكثر من الأخوات . قطعت ربيكا في قالب أمها ، الشعر الأسمر والعيون العسلية والعصبية والتشكي بصورة مستمرة. كانت تتزوج الولد الذي وقعت في حبّه عندما كانت بعمر كريسـتال وانتظرته خلال الحرب. والآن مر عام تقريباً بعـد أن عاد من اليابان إلى الوطن بأمان كانت تتزوجه. وفي الثامنة عشر من عمرها كانت لا تزال عـــذراء. فقالت "أنا أكرهه يا أمي!أنا أكرهه! "كانت تشير إلى أخيها عندما كان شعرها الطويل معلّقاً بشكل مبلّل أسفل ظهرها ولسعت الدموع عيناها عندما نظرت إلى أمها وأختها بغضب وهي توبّخ جارد.
- ابتسمت أمها وهي تقول"حسناً سوف لن تعيشين معه أكثر بعد اليوم."كان لهما حديث طويل قبل يوم، تجاوزت إلى الحظيرة وهي تتمشى ببطء كما أوضحت أمها ما كان توم يتوقع منها في ليلة عرسهما في مندوسينو.سمعت بيكي عنها قبل ذلك من صديقاتها.تزوج العديد منهن في غضون أشهر من عودة أحبابهن من الباسيفيك.ولكن توم أراد أيجاد عمل أولاً،وألح والد بيكي عليها أن تنهي المدرسة الثانوية حيــث انتهــت منهــا قبــل خمســة أسابيــع والآن في يــوم شمسي مشــرق من أواخــر شهر أصبحت حقيقة ستكون سيدة توماس باركر.بدت كبيرة جداً وأكثر من خائفة قليلاً.وتساءلت كريستال بشكل سري لماذا تزوجته أختها . مع توم لن تذهب بيكي أبعد من بونفيل.ستبدأ حياتها وتنتهي هناك في المزرعة حيث نشأوا فيها.هي أحبّت المزرعة أيضاً أكثر بكثير مما فعل الآخرين وأرادت أن تستقر هنا في يوم ما بعد أن رأت جزء من العالم. هي حلمت بأماكن أخرى،أشياء أخرى ناس آخرين غير الناس الذين نشأت معهم. أرادت أن ترى قليلاً فقط أكثر من العالم من رقعة أرض محاطة بجبال مايا كاما كان هناك صور نجوم أفلام تركت أثرها على جدران غرفة كريستال هي غريتا غاربو وبيتي غرابل و فيفيان لي وكلارك غابل. وهنالك صور لمدن هوليود وسان فرانسيسكو ونيويورك وذات مرة عرض لها والدها بطاقة بريدية لباريس. حلمت أحياناً أن تذهب إلى هوليود وتصبح نجمة سينمائية.حلمت أن تذهب إلى أماكن صوفية كما همس شخص ما لأبيها. عرفت أنها كانت أحلام فقط ولكنها أحبّت أن تفكّر فيـــها. وعرفت من كل قلبها بأنها أرادت أكثر من حياة مرتبطة برجل مثل توم باركر. والدهم عرض له عمل في المزرعة لأنه لم يكن قادراً على أن يجد عملاً في مكان آخر فترك المدرسة الثانوية ليتطوع في الجيش بعد معركة بيرل هاربر.وانتظرت بيكي بصبر وهي تكتب له كل أسبوع وتنتظر رسائله أحيانا لأشهر.وعندما عاد بدا أن عمره كبر جداً مليء جداً بقصص الحرب.ففي الواحد والعشرين كان رجلاً أو على الأقل هكذا اعتقدت بيكي . والآن بعد عام من الانتظار سيصبح زوجها.وفجأة ألتفتت بيكي إلى أختها قائلة " لماذا لم تلبسي ؟ واقفة حافية القدمين في الثوب القطني الأزرق الذي أمرتها والدتها أن تلبسه. يجب أن تلبسيه الآن.أنها الساعة السابعة صباحاً وهن لا يغادرن إلى الكنيسة حتى العاشرة والنصف. فقالت "أمي تريد مني أن أساعد جدتي قي المطبخ. قالتها بصوت هادئ يختلف كثيراً عن صوت أوليفيا وبيكي كان صوتا أقل مما يمكن لأحد أن يسمع الصوت الأجش في غنائها كانت الأغاني بريئة ولكن الصوت الذي غنّته لهما مليء بالعاطفة الفطرية.رمت بيكي منشفتها المبللة على السرير الذي اشتركتا فيه وهي لازالت معزولة لأن كريستال هربت إلى الحقول لتراقب شروق الشمس فقالت"كيف يمكنني أن ألبس هنا في هذه الفوضى ؟" قالت أوليفيا في صوت صارم عندما ذهبت لتمشط شعر بيكي"أن كريستال تشكّل السرير.أنها صنعت حجاباً بنفسها حيث ستلبسه بيكي بتاج صغير من الحرير خُيّطَ َمن لآلئ بيضاء صغيرة وياردات من النسيج الحريري الأبيض المتصلّب التي اشترته في سانتـا روزا. كريستال ملّست وغطّت وسحبــت اللحاف الثقيل الذي صنعته جدتهم لهم قبل سنوات. صنعت أوليفيا لحاف آخر جديد لبيكي كهديـة عرس.
4
أُُخذ اللحاف قبل ذلك إلى الكوخ الصغير الذي سيصبح بيتهما في المزرعة وأن والدهم سيدع بيكي وتـوم يعيشان هناك حتى يتمكنا من شراء مكان لهما. أوليفيا أحبّت فكرة أن تجعل بيكي قريبــة منها وقد خفف العبء عن توم بحيث لا يتوجب عليه أن يستأجر مكاناً لا يستطيعان شراؤه الآن. بــدا بالنسبة لكريستال كما لو أن بيكي ستتركهم بأية حال من الأحوال. سوف تبعد عنهم أقل من نصف ميــل على طول المسار الترابي حيث ركبت في أغلب الأحيان مع أبيها على الجرار الزراعي. كانت أوليفــــــيا تنظّف شعر بيكي عندما تحدثت المرأتان عن كليف جونسون وزوجته الفرنسية.جاء بها إلى البيت كعروس حرب وناقشت بيكي طويلاً دعوتهما للعرس.لم تكن سيئة برغم كل ذلك, اعترفت أوليفيا لأول مرّة في غضون عام, كما وقفت كريستال وهي تراقب بصمت. شعرت دائماً أنها مثل الدخيلة معهم . أنهم يستثنوها من محادثاتهم دائماً تساءلت الآن إذا ذهبت بيكي فأن أمها ستولي عنايــة بهــا وستصــغي إلى مــا تقــول أو إذا قضت أوليفيا كل وقتها الإضافي في قفص بيكي.هي أعطتها قطعة قوية من رباط, قالت أنها كانـــت لجدتها في فرنسا . يمكنها أن تصبح فعلاً شيئاً ما جميلاً معها ذات يـوم ."كانـت تلك أول كلمــات حنونــة قالهــا أي شخص عن ما يريل منذ أن وصلت قبل عام . لم تكن فتاة جميلة ولكنها كانت ودودة, وحاولت بيأس أن تدخل بالرغم من المقاومة الأولية من قبل أصدقاء كليف وجيرانه. كان هنالك الكثير من الفتيات ينتظرن الأولاد في البيت ما لم يجلبوا معهم فتيات أجنبيات من الحرب . ولكنها كانت على الأقل بيضاء . لا تشبه فتاة بويد ويبستر التي جيء بها إلى الوطن من اليابان. كان ذلك خزي لعائلته لن يعيش كئيباً. أبداً. وأن بيكي قاتلت توم لكي لا يدعو بويد وزوجته إلى العرس.بكت وندبت وغضبت وحتى أنــها تذرّعت . ولكن توم ألحَّ بأن بويد كان أفضل أصدقاءه.لقد بقيا أحياء لمدة أربعة سنوات في الحرب جنباً إلى جنـب وحتى لو فعــل شيء غبي ملعون في زواجه من تلك الفتاة فأنه لا يريد أن يبعده عن عرسهما. في الحقيقة هو طلــب من بويــد أن يكـون رجله الأفضل مما جعل بيكي أيضاً أكثر غضباً ولكن في النهاية لا بد أن تلين. حتى أن تــوم باركــر كــان أكثر عناداً مما كانت , كان وجود الفتاة اليابانية هيروكو هناك على وشك أن يسبب لهما إحراج,وهو ما كان كما لو أن أحدا أمكنه أن ينسى ما كانت.بعيونها المائلة وشعرها الأسود اللامع. مجرد رؤيتها تذكّر كل شخص بالأولاد الذين فقدوا في المحيط الهادئ.كانت خزي، ذلك ما كانت. لم يكن توم يحبها أيضا ولكن بويد كان زميله، صديقه وكان موالياً له. لم يعطه أي شخص عملاً عندمــا جاء بها إلى الوطن وكل باب في البلدة قد صفع مغلقاً بوجهيهما. وأخيراً شعر السيـد بيترسون العجــوز بالأسف نحوه وأعطاه وظيفة ضخ الغاز والتي كانت سيئة أكثر مما ينبغي لأن بويــد كان أذكى من ذلك. كــــان يخطط للذهاب إلى الكلّية قبل الحرب ولكن لم يكن هنالك أمل على ذلك الآن . عليه أن يعمل ليعيل نفسه وهيروكو . اعتقد كل شخص في البلدة بأنهما سيصبحان مثبطين العزيمة ويبتعدا على الأقل تمنّوا ذلك.ولكن طريقه الخاص كأن بويد في حب مع الوادي مثل تاد ويات وكريستـال كانت كريستال مفتتنــــة بزوجة بويد اليابانية الصغيرة عندما وصلت للمرة الأولى. لطــف هيروكو وطرقهــا المرهفــة الإحساس وخطابهــا المتردد وكياستهــا العظيمــة وأنكليزيتهــا الحـذرة التي جذبت كريستال مثل المغناطيس ولكن
أوليفيا لن تسمح لكريستال بالتحدث معها . وحتى والدها أعتقد أنه من الفضل لها أن تبقى بعيدة عنهما. كان من ألأفضل ترك المسائل لوحدها وكانت ويبستر بينهما هذه الأيام .
قالت أوليفيا "ماذا تفعلين بوقوفك هناك تحدّقين في أختك ؟
لاحظت أوليفيا أن كريستال تراقبهم وتذكّرت فجأة أنها كانت هناك فقالت لها "أنا أخبرتك قبل نصــــــــف ساعة لتذهبي لمساعدة جدّتك في المطبخ. "بلا كلمة تركت كريستال الغرفة بصمت حافية القدمين كمــــا أن بيكي تذمّرت بعصبية حول العرس . وعندما وصلت إلى المطبخ كانت هناك ثلاثة نساء قبل ذلك جئـن للمساعدة من الحقول والمزارع المجاورة.سيصبح عرس بيكي حدث هذا العام, وفي أول الصيف.سيأتي الجيران والأصدقاء من مسافة أميال هنا وهناك. يتوقع أن يكونوا هناك مائتا ضيف. كما عملت النســوة بشراسة لوضع اللمسات الأخيرة على الغداء الهائل وسيقدمن الطعام بعد الصلاة.
5
يتوقع أن يكون هناك مائتا ضيف. كما عملت النسوة بشراسة لوضع اللمسات الأخيرة على الغداء الهائل
وسيقدمن الطعام بعد الصلاة.
قالت لها جدتها بحدّة "أين كنت يا بنت ؟وأشارت بسرعة إلى خنزير كبير.لقد ذبحوا خنازيرهم الخاصة وملّحوا وقدّدوا ما يخصهم.فكل شيء سيقدمونه هو بيتي الصنع ومحلّي حتى الخمر الذي يصبّه والدها. خرجت كريستال إلى العمل من دون أن تتفوه بكلمة وفي لحظات شعـــرت بصفعة شديدة من جــارد على مؤخرتها وهو ينظر إليها شزراً بطوله الفارع فقــال لهــا " ثوب رائع يا أختي اشتراه أبي لك من ســان فرانسيسكو؟ .ففي السادسة عشر من عمره كان متلهف دائماً للمضايقة والتعذيب . كان يرتدي سراويل فضفاضة جديدة حيث كانت قبل ذلك قصيرة جداً وقميص أبيض كبسته جدته ونشّته حتى أمكنه الوقوف لوحده.ولكن قدميه بقت حافيتين كان يحمل حذاءه وسترته الجديدة وربطة كانت ملقاة بتكاسل على كتفه تقاتلا هو وبيكي مثل القطط والكلاب لسنوات ولكن في السنــة الماضية أصبحت كريستال هدفاً لانتباهه. هو خدم نفسه بنفسه في تقطيع لحم الخنزير الريان كما ضربت كريستال على أصابعه.
- سأقطعها أذا لم تراقبها." هي لوّحت بالسكين عليه أكثر من إثارة صغيرة.هو أتعبها باستمرار أحب أن يثير ويلعب ويزعجها . أكثر من مرة ضغط عليها حتى تأرجحت عليه ذلك أنه أنحنى بسهولة ثم لكمها قليلاً بلطف على أذنها ليختبرها فقالت"أبعد عني ضايق أحد ما آخر يا جار وكانت تناديه في كثير من الأحيان برأس الجرّة. فقالت لماذا لا تقوم أنت بالمساعدة أيضاً ؟
- أنا توصلت إلى أشياء أفضل لأعملها. علي أن أساعد أبي في ترتيب الخمر.
- دمدمت عليه وهي تقول نعم سأراهن.لقد رأته يسكر مع أصدقاءه ولكنها كانت ستموت قبل أن تشتكي لأبيهما.حتى عندما كانا على اختلاف.كانت وما زالت هناك رابطة خفية بينهما.فقالت "تأكد أنك يجب أن تترك البعض للضيوف." تأكد بأنك يجب أن تلبس حذاءك."
- صفع عجزها ثانية وسقطت السكيّن منها ومسكته من ذراعه ولكنها كانت متأخرة جداً عندما أسرع
إلى القاعة نحو غرفة نومه يصفر.وقف خارج باب غرفة بيكي وفتحه قائلاً"مرحباً أيها الطفلة بتعجّب لقد صفر صفرة ذئب طويلة جعلت بيكي تصيح صيحة بشعة.فقالت" أخرجوه من هنا!رمت فرشة شعرها عليه ولكنه صفع الباب وهو يغلقه قبـل أن تضربه.كانت أصواتهما مألــوفة في بيت المزرعة القديم المريح ، ولا أحد في المطبخ يولي انتباها كثيراً عندما دخل تاد ويات وهو يرتدي بدلته الزرقاء الداكنة قبل ذلك بمناسبة عرس ابنته.كان لديه صلابة الكبرياء والدفء وسمو منعـزل وحوله. عائلته.ذات مرة كان لدى عائلته مال كثير ولكنهم ضيعوا معظمه قبل سنوات.حتى قبـل أن يصاب بالكآبة.كان يجب أن يبيعوا آلاف الهكتارات وأتجه نحو إلى المزرعة في مكان قريب وجعـلها ناجحة مرة أخرى، بعذوبة سيمائه ووقوف اوليفيا بجانبه . ولكنه رأى جزء صغير من العالم قبل أن يتزوجها.كان يتحدث مع كريستال عنها أحياناً عندما كانا يذهبان مشيـاً لمسافات طويلة أو يجلســان في الأمطــار الشديــدة أو ينتظران البقرة لتلد في الشتاء.ساهم معها في أشياء قد دفنت منذ وقت طويل أو نسيت تقريباً.هناك عالم كبير في الخارج فتاة صغيرة....مع الكثير من الأماكن الجميلة فيها ليس أفضل من هذه لكنها مع ذلك تستحق أن تُرى.أخبرها عن أماكن عديدة مثل نيو أورليانز ونيويورك وحتى أنكلترا.وكلّما سمعته أوليفيا وبّخته لقيامه بإملاء رأس كريستال بالهراء . لم تكن أوليفيا نفسها أبعـد مــن الجنوب الغربي، وحتى أن ذلك بدا أجنبي بالنسبة لها.وطفليها الأكبر سنّا شاركاها نظرتها عن العالم.كان الوادي يكفي وكل الناس فيه.فقط كريستال حلمت بشيء أكثر وتساءلت لو أنها تراه في أي وقت وقد أحبّت الوادي أيضاً ولكن كان هنالك مكان في قلبها لأكثر من ذلك.أحبّت الوادي بعاطفة مثل والدها ورغم ذلك أحبّت أن تحلم في أماكن بعيدة. تجول تاد ويات فيه قائلاً" كيف حال أبنتي؟" ونظر بفخر إلى ابنته الصغرى. حتى هناك في المطبخ الذي ملأ بالنساء ، في ثوبها القطني الأزرق القديم شد في قلبه مشهد كريستال
6
بقوة وخطف جمالها أنفاسه بعيداً وكان من المستحيل عليه أن يخفي ذلك. كان دائماً ممتنّاً حيث لم يكن يـوم عرسها. عرف أنه لم يكن ممكناً أن يوقفه. وسوف لن يسمح لها أن تتزوج رجلاً مثل توم باركر. ولكـن بالنسبة لبيكي كان حسناً جداً. لم تكن لدى بيكي أحلام. لم تكن هنالك نجوم في سماوات سرية في قلبها ولم تكن لديها رؤى سرّية. أرادت زوج وأطفال وكوخ في المزرعة ورجل بسيط مثل توم، مع طموح وأحلام قليلة وكان ذلك ما حصلت عليه. نظرت كريستال مباشرة في عينيه بابتسامة لطيفة وهي تقول" مرحباً يا أبي و بصمت كان الحب الذي تبادلاه كبيراً.
- هل أن أمك صنعت لك ثوباً جميلاً لهذا اليوم ؟ "أرادها أن تكون هكذا دائماً.أبتسم وهو يتذكّر الجوارب التي أعطاها لكريستال لتلبسها في العرس، حتى أذا فكّرت أوليفيا فيها بأنها حمقاء. أومأت كريستال عندما راقبها. كانت جميلة بما فيه الكفاية. ولكن لا تشبه أي شيء تراه أنت في الأفلام.كان ثوب فقط. ثوب أبيض جميل. كانت الجوارب ستصبح أفضل جزء في زيّها فهي مخفيه ومطلقة ومثيرة ولكـن تاد عرف أنها يمكن أن تلبس أي شيء وتكون محببة إلى النفس.
أين أمّك ؟"نظر حول المطبخ ورأى حماته وثلاثة من صديقات زوجته وكريستال. يساعدن بيكي على
اللبس. ستذوي الآن في أي وقت قبل أن نصل إلى الكنيسة." تبادلا الابتسامة، أصبح اليوم دافئاً الآن
وبدا المطبخ بالتبخير.
قال" أين جارد كنت أبحث عنه منذ ساعة. "ولكن مزاجه بدا جيداً عندما قالها لم يكن ينزعج بسهولة
كان صابراً معهم جميعاً أبداً منذ أن كانوا أطفالاً.
- ابتسمت كريستال عندما التقت عيونهما ثانية وهي تقول "هو قال أنه كان ذاهباً ليساعدك في الخمر
وهي قدّمت له شريحة من لحم الخنزير كانت لديها فقط لحظات قبل أن حسدت أخيها.
-"ساعديني أشربها أكثر تقريباً" ضحكا كليهما وذهب هو إلى القاعة نحو غرفة نوم جارد. كانت هواية
السيارات وليس المزارع ووالده عرف ذلك. الشخص الوحيد الذي أحب المزرعة بصدق والذي فهمه والذي أحب الأرض كما أحبها هو كانت كريستال. مشى وهو يمر بغرفة النوم حيث كانت بيكي تلبس ملابس العرس بمساعدة أمها.وطرق على باب غرفة نوم أبنه. فقال" تعال يا بني ساعدني لكي ننقل المناضد.لا زال هنالك في الخارج عملاً مطلوب منا انجازه." لقد وضعا مناضد وأغطية كتانية بيضاء تركت فوقها من عرس أمه قبل نصف قرن. الضيوف سيأكلون تحت ظلال أشجار كبيرة أحاطت ببيت المزرعة. دسَّ تاد ويات رأسه في غرفة جارد ووجده ممدداً على السرير ينظر في مجلة مليئة بصور النساء.
- "هل أستطيع أن أقاطعك لمدة طويلة بما فيه الكفاية لتساعدني يا بني ؟"
- قفز جارد على قدميه بتكشيرة عصبية ربطته منحرفة وشعره مملّس إلى الخلف بسائل مقوي لــفروة
الرأس اشتراها في نابا. فقال" أكيد يا أبي. آسف. "
كان تاد حذر أن لا يجعّد شعر الولد المصمم بعناية ووضع ذراعه القوي حول كتفيه. بدا ذلك شــــاذاً
بالنسبة له بأن أحدهما سيتزوج قريباً جداً. في عقله أنهم لا زالوا أطفال رضّع. تمكّن أن يتذكر جــارد
وهو يتعلّم المشي ويطارد الدجاجات... ويسقط من الجرار الزراعي عندما كان في الرابعة من عمــره
ويعلمه قيادة الجرّار عندما كان في السابعة. يتصيد معه عندما كان بالكاد أطول من البندقية وكــــانت
بيكي بالكاد أكبر سنّاً من ذلك، وهي ستتزوج الآن.
- نظر إلى السماء وابتسم لأبنه جارد وهو يرشده حيث يضع المناضد ثلاثة من عمال المزرعة فقـــال"
أنه يوم رائع لعرس أختك." كان لديهم من الوقت ساعة أخرى لكي يرتب كل شيء حسب رغبتـــــه
وعندما عاد إلى المطبخ لتناول شراب بارد مع جارد, اختفت كريستـــال ولم تكـــن هناك علامـة على
وجود أي من النساء. جميعهن الآن في غرفة بيكي وكريستال ،يطلقن صيحات على الثوب ويتنهدن ويلمسنه بعيونهن عندما شاهدن بيكي أخيراً في رباطها وعظمتها الشاشية. كانت عروس جميلة مثل
7
معظم البنات، وكنَّ جميعهن في زحام حولها،يقدّمنَ لها تمنياتهنَّ الطيبة ويقمن بتعليقاتهن المبطنة حول ليلة عرسها حتى خجلت بحرارة والتفتت لترى كريستال وهي ترتدي بهدوء ثوبها البسيط في الزاوية. لم يقدم الثوب أية إثارة على الإطلاق علاوة على بساطته الشديدة فقد أظهرها أكثر جمالاً. وقد وضع النايلون في مكانه الصحيح بعناية،ولم تضف الأحذية الواطئة البيضاء طولاً إلى قامتها الكبيرة. وعندما وقفت في الزاوية بهــدوء والتفتت النساء لينظرن إليها بحزمــة شعرهـــا الذهبي الشاحب وهالة صغيرة تشبه هالة الطفل الرضيع والورود البيضاء، بدت مثل ملاك تقريباً.وبالمقارنة مع بيكي التي بدت مبالغة ومفرطة أكثر في اللبس ومدهشة أقل بكثير. بدت كريستال متسمّرة في مكانهــا في اللحظــة النادرة بين الطفولة والأنوثة، لا حيــلة لها، لا شيء خام ولا شيء حــاد فقط هدوء غير ملحوظ من جمالها المذهل.
قالت أحدى النساء، كما لو أنها بكلمات عادية تجعلها أقل أبهاراً" حسناً.... أن كريستال تبدو رائعة جداً, ولكن لم تستطع أن تنهي كلامها، أنها كريستال بجمالها ولا شيء يمكن أن يقلل من ذلك, لا ،حتى الثوب الأبيض البسيط الذي لبسته. وعندما نظرت أحداهن إليهــا كن جميعهن قد نسين كل شيء عدا الطريقــة الرشيقة ألتي حركت بها ووجهها المدهش تحت هالـة من الزهــور البيضاء البريئة . كانت بيكي تحمــل ورود بيضـــــاء أيضاً وتعيّن النساء في الغرفة أن يجبرن أنفسهن ويلتفتن فيما حولهن ويهلهلن فوقهــا مرة أخرى. ولكن لا يمكن إنكارها. أنها كريستال التي كانت هي الجمال بعينه. وأخيراً قالت أوليفيا "مـن الأفضل لنا أن نذهـب وقادت النساء إلى الخارج إلى حيث كان زوجها وجارد ينتظران قبــل ذلك الوقــت.
كانا يستخدمان سيارتين منفصلتين ليصلا إلى الكنيسـة. أوشــك الزفاف نفســه أن يكــون صغيرا وكــان أصدقائهما مدعوين إلى الغداء بعد ذلك، ولكن قليلاً منهم مدعوين إلى الصلاة العامــة في الكنيسة. كــان تاد يراقب النساء عندما نزلنَ من درجات الشرفة،يتحدثنَ ويضحكنَ ويقهقهنَ مثل البنات الصغيرات. ذكّرنه بيوم زواجه.بدت اوليفيا رائعة في ثوب زفاف أمها ولكن مضى عليه الآن عهــد بعيــد جــداً. بدت متعبة جداً ومنهك جداً ومختلفة جـداً الآن. لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لهن، كانت بصورة خاصــة كآبة ومشقّة ولكن ذلك قد انتهى كلّه الآن . أصبحت المزرعة تعمل بشكل جيد . أطفالهم كبروا تقريبا كانـــوا سعداء وبأمان في عالمهم الصغير المريح في واديهما الصغير البعيد. ومن ثم حبس نفسه فجـأة عندمــا وقفت بيكي على الشــــرفة وهي تبدو خجلة وفخورة في الحجاب يغطي وجهها مسكت باقة ورودها في يدين مرتجفتين . بدت رائعة. وشعر بالدموع وعندما رآها شعر بوخز الدموع في عينيه. همست أوليفيا بفخر وهي تقول أليست هي صورة يا تـاد ؟" بدا مسروراً بشكل واضح من تأثير جمال أبنتهما الكبرى لسنوات حاولت أن تدفع بيكي حاولت أن تدفــع بيكي بشكل أعمق إلى مودّته ولكن كانت كريستال هي التي تسر قلبه دائماً بأساليبها الجامحة وجمالها الحر وهي تركض خلفه في الحقول ولكن بيكي قد أنهت ذلك الآن.قبّل أبنته بلطف وهو يقول"تبدين رائعة يــا حبيبتي."وهو يشعر بالحجاب يلمس شفتيه بخدها, وضغط يدها بينما قاوم كلاهما الدموع ومرّت اللحظة وكان الجميع مسرعين إلى السيارات لإيصالها إلى الكنيسة حيث ستصبح سيدة توماس باركر. كان يوم كبير لجميعهم وخاصة لبيكي وعندمــا أسرع حــول السيارة لينزلق خلف الدولاب وقف فجـأة وشعر بنفس الآلام التي كانت تمزق في قلبه منذ أن رآها أول مرة.واقفة بخجل مثل الظبية في ثوبها الأبيض البسيط،مترددة، خجولة، تومض الشمس على شعرها. لعينيها نفس لون السماء، وقفــــــــت كريستال وراقبته لم يتمكن أن يقاوم ما شعر به نحوها وما كانت تشعر نحوه دائما. وقفت للحظة،أيضاً،وابتسما كلاهما.شعرت أنها قوية وحية ومحبوبة كلّما كانت بقربه أبتسم لأبنته الصغرى عندما دخلت إلى السيارة وكان جارد يقــود جدتــه إليها وببادرة منها ألقت بإحدى ورودها البيضاء عليه وبقهقهــــة من الضحك مسكها. كان يوم بيكي لــم يحتاج أن تذكّره أوليفيا بذلك أنها كريستال التي كانت تعني كل شيء بالنسبة له. كانت الأندر من النــادر كانت ببساطة.. بلّور
8
8]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب
» النجمة : رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل . ترجمة ذياب موسى رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسديره الثقافي :: الزاوية الأولى :: الرواية وصناعتها-
انتقل الى: