الشاعر/ غزوان عطية وردي
( أُعارض فيها قصيدة الشاعر التونسي الجميل أبي القاسم الشابِّي/ إرادة الحياة، والتي مطلعها:
أذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلا بُدَّ أن يستجيبَ القدرْ
حيثُ كان يخاطب شعوباً يقِظة.. إلا أن شعوبنا اليوم تغرق في نومها العميق، ألا ما رحم ربي.. )
عنوان القصيدة: إذا الشعبُ نوماً..
أنا.. من أنا بين هذي الصورْ ؟ بُكـــائـــي ريــاحٌ وعشقـــــي سفــــرْ
مســـــاقط رأسي بكل البــــــلاد فكفِّـــــــي علـــيٌّ وسيفــــي عُمــــرْ
ولي وطـــــــنٌ تشتهيهِ العيــــونُ جميــلٌ جميـلٌ كوجــــهِ القمــــــرْ
شكاني لبغــــداد فاستغفــــــرت وأطـرى لبيـــــروتَ عشقـــــاً وفَــــــرْ
لتونُسَ ألقــــى بكفــي وطـــــار كــــأنـــي بتونُسَ ظِــــــلٌّ عطِـــــــرْ
وعانقني دفءُ صنعاءَ حتَّى.. كـــــأنَّ دمــــوعَ اليمــــاني مطَـــرْ
تُصلِّــــي المـــــآذِنُ في مقلتيـهِ وتسجـــدُ في راحتيـــهِ السُّـــــــورْ
أضـــاعَ وضـــاعَ كــأنَّ الضيـاعَ مُصـابٌ بـــهِ قـد رمـــــاهُ القـــــــدرْ
عراقٌ.. مَدى الأرض أحزانُهُ قضـى عُمــــــرَهُ بينَ ذُلٍّ وقهْــــــرْ
أعــاق الرصاصُ إبـــاء الأبـــاةِ فاسكــتَ عبســاً وأبكــى مُضـــــــرْ
إذا الشعبُ نوماً أضاع الحياةَ فما البُــــدُّ لو يستجيب القـــــدرْ
وما نفـــعُ مليــــارِ صمتٍ أصمٍّ مُعــــــاقُ الطمـــوحِ وأعمى البصرْ
فنحنُ شعوبٌ تُحِبُّ القيــــودَ وتعبُــــــــدُ جـــــلَّادهــا المُحتقـــــرْ
ونحنُ الــذي أبحنــا البـــــلادَ وليس المغـــــولُ... وليسَ التتار
وننزِفُ نفطاً ..دمــــاً ..صاغرينَ فيا للإباء.... ويا للظفر
أندفـــعُ أوطاننـــــا جزيـــةً..!! ونحـنُ الجبـــــاهُ التــي لا تفِــــــــــرْ
وكنَّا الجباهُ التي لا تُضامُ .. فنحــنُ السجــايا.. ونحــنُ السِّيــــــرْ
على الخيل نولدُ أبناءَ فخرْ ونردى على الخيـــلِ أبنـــــاءَ فخـرْ
تزلزلتِ الأرضُ عن كُلِّ وهمٍ.. فلا البحـــرُ بحـــرٌ ، ولا البـــــرُّ بـــــــرْ
إذا الشعب نوماً أضاعَ الحياة ... فما البـــدُّ لو يستجيــــبُ القـــــــــدرْ
الشاعر/ غزوان عطية وردي